لو أن هناك تفاصيل عن القضية لا نعرفها وبناء عليها يكون حكم المحكمة عادلا إسلاميا فإن قرار العفو وإخلاء السبيل هو انتصار أكبر للبراللين السعوديين، في كل مرة يتم فيها (تعطيل شرع الله) في بلد إسلامي هو انتصار للبراليين. لقد حصلت فتاة القطيف على حكم علماني وليس إسلاميا إذا وإن كان بعنوان العفو أو بعنوان أن ( ما أصابهما من العذاب والعنت ما يكفي لتأديبهما).. سأسامح فلانا لأنه صدم سيارتي لأنه جرح جرحا بليغا وخرجت أنا سليمة، ربما تكون هذه قاعدة قانونية لا بأس بها، على كل لقد أخذ بها الملك، الملك – كالنبي – كالخليفة – هو أعلى سلطة قضائية، والحمد للات والعزى على عدم استقلالية القضاء وعلى عدم فصل السلطات في بلادنا.. لقد حصلت الفتاة على حكم علماني في أكثر بلد إسلامي متخلف في العالم، هذا انتصار صريح للعلمانيين في العالم الإسلامي. حكم علماني يقضي بأن الفتاة ليس عليها شيء للدولة وإن كان زوجها يرى أنه تخونه فله أن يسامحها أو أن يطلقها وتفقد حقوقها في الطلاق وكفى.
لو كان زوجها همجيا مثل بعض المشاركين في هذا الموضوع، الآسفين على عدم استقلالية القضاء وفصل السلطات في السعودية (بدون ذكر أسماء كيلا تغضب الإدارة وتبدأ بحذف الغث والسمين) لربما كان قتلها بمجرد وجود شك في سلوكها وإخلاصها له كما يحدث في دول عربية أخرى كثيرة يتبجح مواطنوها طوال الوقت بتحضرهم مقارنة بالخليجيين والسعوديين وتفقد فتيات ونساء حياتهن في قضايا الشرف بسبب مجرد الشك في سلوكهن والذي قد يكون أوهاما غير حقيقية وهذا لا يعني أنني أبرره لو كان هذا الشك في محله.
لم تدّعِ المحاكم السعودية ولا وزارة العدل في بيانها ولا في أي مصدر آخر أن الحكم مخفف، بعض الناس خيالهم المريض افترض أن الحكم مخفف و أن الفتاة كان يجب أن تعدم، ولم يتحفونا برأيهم في قضية الاغتصاب وما إن كانوا يرون أن الحكم عادل أم متشدد أم مخفف أم ماذا، وصفت كل المصادر ومنها تلك التي أصدرتها المحاكم السعودية ووزارة العدل السعودية وليس وسائل الإعلام (مصادر الخصم) أن الحكم كان تعزيرا، التعزير في الإسلام هو فيما لم يرد فيه حد، الخيانة الزوجية ورد فيها حد = المحكمة اعترفت صراحة بأنها لا تعاقب الفتاة على الخيانة الزوجية بل على ما دون ذلك بكثير. هذا يثبت الى حد كبير صحة ما ذهب إليه بعض الرجال من أن حكم الجنرالات يظل أفضل من حكم الملالي، كما يقولون في الجزائر.. وأن الحكام العرب على علاتهم يظلون أفضل من اليمين الديني المتشدد الذي يريد أن يصل إلى السلطة عن طريق المعارضة وأنه ربما لو وجدت ديموقراطية في البلد لوجدنا نازيين يصلون الى السلطة عن طريق الانتخابات ولأخرج لنا الملك لسانه قائلا : يا ناكر خيري بكرة تشوف زماني من زمن غيري.