نعم اميل لرأي فضل انه كان امام العراق فرصه للتحول الديموقراطي ولو صوري يمكن تطويره فيما بعد علي شاكلة الاحزاب الورقية بتاعت مصر او الجبهة التقدمية بتاعت سوريا ، مثل هدا العمل كان سيصعب الحرب الامريكية و بروباجندتها ، هو لم يرد التزحزح قيد انمله عن خط حكمه الدي بدأ به ولم يلجأ للمناورات السياسية الا نادراً واعتبرها نوع من انواع الضعف واللغوب الدي نزه نفسه عنه ، حتي عندما اعتدر "للشعب بالكويت" قبل اجتياح العراق بال2003 ، عاد ومسح اعتداره وقال "انا اعرف انني صدمت الكثيرين عندما تصرفت بهدا المستوي" ، طبعا محدش طالبه بالاعتدار لكن الجميع بيطالبه بعمل اي شئ لتحسين صورة نظامه واختراق البروباجندا التي حاصرته بها امريكا ولم يفعل هو اي شئ لكسر حصارها ، واسلوب حكمه بالمناسبة لايفرق قيد انمله بجوهره عن اسلوب بقية الرؤساء العرب ولا اشك لثانية ان مبارك مثلا سيستخدم الكيماوي لوكان عندنا اكراد علي حدودنا يتعاملون مع اسرائيل ونحن بحالة حرب معها مثلاً ، لكن من الثابت ان هؤلاء الرؤساء يستطيعون دائما القيام بحملات دعاية وتجميل و"نيولوك" كل فترة . فالعراق كما حوصر اقتصاديا حوصر دعائيا وتم عمل شبه حظر اعلامي للحديث بصورة جيدة او حتي محايدة عن العراق ، لدرجة ان الاعلام الخليجي منع كتابة اسم صدام حسين تماما وباي صورة وكان يستعيض عنها بكتابة النظام المقبور النظام الطاغية الخ وربما اهم اسباب نجاح الجزيرة ببدايتها هو انها كسرت هدا الحظر علي العراق وقامت بعمل العديد من الريبورتاجات من داخل العراق واستضافة شخصيات وطنية عراقية تنقل الرأي العراقي من داخل العراق ، اما الاعلام المصري بكسله المعتاد فقد تجاهل تعقد الصورة بدوره ووضع اللوم كله علي صدام باعتباره شخصية مشكلجية تصادف وجودها وسط مجموعه من الحمائم الوديعه فلا ايران ثورية مؤزية متحالفة مع سوريا ولا خليج متامر ولا اي شئ الا صدام البلطجي شديد الطمع والغرور والغباء والدي دفع ثمن طمعه كعقاب الهي عادل علي الظلم ، لاحقاً طبعا اتضح ان الصورة اكثر تعقيداً بكثير من هدا الاسكتش ، وكان مفروض علي الاعلام المحايد ان ينقل الصورة الحقيقية .

طارق بصراحة تشبيهك لما يجري بالعراق الان بعصر الارهاب بالثورة الفرنسية هو مخيف جداً ولكنه باعث للامل ، نابليون انتزع فرنسا من الارهاب وهزم اوروبا كلها في حروبه ، اما وضعك مسؤولية الفوضي علي عاتق صدام فحكم غير موفق برايي لانه يعني كان مادا علي صدام ان يفعل مثلاً هو بالفعل بني الادوات الاساسية للاستقراار باي مجتمع بدولة نامية وهي المخابرات والجيش ، المخابرات للملاحقة الارهابيين السنة ، والجيش للتعامل مع الايرانيين ، الفوضي لم تات الا علي يد الجيش الامريكي (الدي ابعد عاملي الاستقرار هدين) وعلي يد المخابرات الايرانية التي وجدتها فرصة تاريخية ولن تتكرر ابدا للقضاء نهائيا علي عدوها اللدود والدي ابكاها مطولا .

بصراحة يجب قراءة المشهد بكل تفاصيله التركيز علي تفصيل واحد واستنتاج كل شئ منه ليس صائب ابداً .