{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
Philalethist vs. Hajer
philalethist غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 783
الانضمام: May 2005
مشاركة: #1
Philalethist vs. Hajer
ربما هو أكبر تأجيل لموعد أعرفه في حياتي. كنا اتفقنا على اللقاء منذ أكثر من سنة لكن في كل مرة يحدث ما يحول بيني وبين لقاء هاجر مشاكسة قسم الحوار الديني في نادي الفكر.


بفضل الأم أس أن وكثير من الحظ السعيد حددنا البارحة عند منتصف النهار كموعد نهائي للقاء.


من خلال الحديث في الماسنجر مع هاجر رسمت لها صورة مختلفة عن الحقيقة التي لم أصدقها أول مرة. أعني عندما قابلت هاجر ورأيتها أول مرة حوّلت عينيّ عنها وتابعت البحث عن الفتاة التي تحمل صورة هاجر المرسومة في مخيلتي. كانت هي من اتجهت نحوي وعرفتني. لا عتب عليّ... هي قالت لي أنها سمراء (عكس أخواتها ذوات البشرة الثلجية) ولكني هاجر لم تكن كذلك (إن كانت هي سمراء فكيف تكون أخواتها؟). قالت لي أنها قصيرة ولكنها كانت عادية الطول كأغلب بنات حواء... قالت لي أنها هزيلة لكنها لم تكن كذلك أيضا. كانت رشيقة وذات جسد رياضي. حتى مشيتها كانت مسرعة. عندما عرفت بنفسها أمامي صعقت... لم أكن أتصور أنها ستكون على ذلك القدر من الجمال. يا لحظي الممتاز مع البنات. النظارات الشمسية نصف السوداء التي كانت تحملها كانت متناسقة مع شكل وجهها مما زاده لمسة لا يفهمها إلا الفنانون. ربما عليّ أن أغير رأيي بخصوص النظارات السوداء. اعترتني عندها (ونحن بالمصعد باتجاه المطعم) رغبة كبيرة في الضحك. الضحك من الحقيقة الرائعة في مقابل الخيال الـ... الخيال "الغير رائع" لنقل.


في الحقيقة لم يكن للقاء موضوع محدد ولا سبب محدد على ما أعتقد. ربما الفضول وحده هو السبب الأول والأخير.


فقدت شهيتي تماما. في الحقيقة هي مفقودة منذ الصباح. خبر ملعون قرأته في مجلة Science & Vie لشهر ديسمبر يقول أن الأكل يقصر في الأعمار. اللعنة!!! لا أدري لماذا لم أوجل شراء المجلة لما بعد اللقاء. قسما بعد عِشرة السنين الطويلة لأطلقن تلك المجلة طلقة لا رجعة فيها. يعني هي كانت ناقصة؟ حاولت أن أوجل موضوع الأكل قليلا ربما بعد حديث خفيف والتعود على الصورة الحقيقة الخلابة لهاجر تعود الشاهية، لكن هاجر حبذت عدم الجلوس في طاولة فارغة... لا أدري لماذا. هي كانت تعرف ذلك المكان أكثر مني. ربما من غير المسموح للزبائن الجلوس بدون طلب شيء. ذهبنا لطلب الأكل. اختارت هي طبق متنوع: قليل من الرز مع قليل من الماكارونة مع بطاطا وقطعة لحم دجاج، بينما كان جنونا مني أن أطلب مثل ذلك فاكتيفت بالبيتزا خصوصا وأني من عشاقها (شرطي الأول على من أتزوجها أن تكون فنانة في طبخ البيتزا... أي والله البتزا قبل الطول والعرض والعقل والدين... أظفر بذات البيتزا تربت يداك - حديث فيلالثستي صحيح) جلسنا للأكل... والله يعكنن عليها جلست قربنا آنسة خيرت أن تفتتح يومها بملحمة مع حارس المطعم فانطلقت منها في كرم حاتميّ عبارات مدوية ضد السيد المسكين الذي لم يستطع ترويضها إلا بعد أن رحل عنها. الشهية مفقودة يا جماعة والمكان يعج بالخلق والضوضاء تجعلك تفقدك التركيز رغم عنك... لكني والله حاولت قدر المستطاع فلم أفلح إلا في إقناع معدتي بقبول نصف القطع. طلبت مني هاجر أن أواصل الأكل. بالفعل كان يجب أن أحاول ولو قطعة أو اثنين. يعني عيب هي تأكل وأنا أنظر لها؟ ربما قطع ذلك الأمر شهيتها فتوقفت عن الأكل هي الأخرى. آآآآه يا فيلا لقد خيبت أمل ضيفتك. آه لحظة لم تكن هي الضيفة بل كنت أنا. نسيت أن أقول أنها دفعت كل الحساب.


كنت أبدو خجولا معها... هل أنا كذلك حقا؟ ليس خجلا بقدر ما كان فراغا ذهنيا. يعني لم أجد موضوعا للحديث فبدت هاجر ثرثارة بالمقارنة معي.


يعني خيبت أملها في الأكل وأيضا في الكلام. أحسست أنها بدت محبطة من هذا الأخرس صاحب الشهية المفقودة. "هل متأكد أنك أنت هو؟ ربما أرسل فيلا شخصا آخر ولست أنت" قالت مازحة.


أحسست منذ البدء أن هاجر من خلال كلامها وطريقة حديثها أنها لست من ذلك النوع من المسلمات المنغلقات المتحجرات الخجولات (الخجولات نفاقا أو طبيعة) بل كانت بالعكس تتكلم بكل طلاقة وبطريقة وانفعالات تجعلانك تثق في كلامها. في بعض الأحيان كنت أسرح مع طريقتها في الكلام أكثر من التركيز مع محتوى الكلام نفسه. لذلك ربما بدوت سارح الخيال أكثر من مرة. وفي أكثر من مناسبة كنت أطلب منها أن تعيد ما قالت أو كنت أجيب بنعم رغم أني لم أسمع تماما ما قالت.


لم نبقى طويلا في المطعم فانطلقنا في رحلة ماراطونية في شوارع تونس الطويلة. أو هكذا بدت لي فقد بقينا نمشي ونمشي... منتصبي القامة تارة... مرفوعي الهامة تارة أخرى... ونحن نمشي ونمشي...


لكن في الحقيقة كان المشي أفضل من المطعم. أعني على الأقل من الناحية الكلامية (نسبة للكلام). حيث بدأت الحديث عن أمور شتى في السياسة والدين وأمور الناس وحتى قطها الأبيض الذي خرج مهزوما من غزوة إجرامية قام بها القط الأسود فكان نتيجتها اقتلاع عيني قط هاجر (الزرقاء أو الخضراء لست متأكد أي عين فقد المسكين). كانت قد حدثتني من قبل عن هذه المأساة الدموية الفظيعة وكانت تفكر في استدعاء البلدية لقتل القط الأسود. أيه والله البلدية سوف تترك أمور الخلق ومشاكل الناس وتبحث من أجل عيون هاجر عن القط الأسود لقتله. يعني والله هاجر عندها أفكار غريبة أحيانا.


نظرة هاجر للأمور هي دينية جينيالوجية (تعطي أهمية كبرى للأصول الأشياء وأنساب البشر) بينما كانت نظرتي سياسية اقتصادية. كانت تبدو سعيدة بنظرتها تلك وتتمنى أن يطلع الناس على الديانات اليهودية والمسيحية مع الإسلام طبعا لتتوضح لهم أشياء كثير. حللت هاجر الحرب الحالية في العراق تحليلا دينيا كاملا. في الحقيقة بقيت أصغي إليها وأستفسر منها بين الحين والآخر رغم عدم اقتناعي بنظرتها تلك. بالنسبة لي، الحرب هي بالأساس ذات طابع سياسي اقتصادي. وكما أقول دائما فالمال لا دين له. وغاية الحرب الأولى هي بالأساس الاستحواذ والتحكم في أسواق النفط الخليجية وتغيير سياسية المنطقة باتجاه مزيد من فتح الأسواق، الخ. هاجر لم تكن تنكر ذلك لكن كانت تعتقد أكثر في نبوءة توراتية وقرآنية بخصوص كل ما يحدث اليوم. كلامها كان مبنيا على أدلة واضحة، كما كانت تؤكد، لكني لا أستطيع للآن أن أحكم وأنقد نظرتها تلك حيث أني لا أملك معلومات كافية بخصوص ما جاء في كلامها من أن الله غضب على بني إسرائيل وقال أنه سينقل رسالته منهم لأمة أخرى (المقصود العرب)... وأنهم سيعودون لأرض الميعاد، الخ. الخ. ثم يهدم لا أدري من بابل وهو ما يحدث اليوم الخ. الخ.


تحدثنا أيضا (ونحن منتصبي القامة نمشي) على الشيعة والسنة والمهدي المنتظر وغير ذلك. اللعنة! هل صحيح أن من شروط المهدي المنتظر أن تتحول العراق (حسب التصور الشيعي) لشيعية خالصة بدون سنة؟ هكذا أكدت لي هاجر. حتى إنها قالت أن إيران ترغب في الحرب من أجل تسريع ظهور المهدي، الخ.


طيب لا علينا...

وصل بنا المطاف للبالماريوم فجلسنا في مكان ما نحتسي بعض المشروبات النفسية... أي تلك التي تخفف من حدة الضغط النفسي وأعني بالأساس عصير الليمون. الكأس كان غريب الشكل. السعر كان أغرب. اللعنة! 5 دنانير لكأسي عصير؟ لماذا؟ شجرة الليمون التي صنع منها العصير من جنة الخلد، أم أن من عصر الليمونات كانت مارلين منرو قبل أن ترحل من هذا العالم؟ مرة أخرى كنتُ الضيف وكانت المضيف.


في تلك المرحلة الثانية تنوعت المواضيع ورحنا نتناول مسائل شتى. في كل الأحوال لم نصل لمرحلة الثرثرة، وكنت لا أزال صموتا ولا أتكلم إلا بمقدار. وربما كان ذلك أمر لم تتوقعه هاجر مني. ربما كانت تتصور أن تقف أمام داهية، ثرثار، لا يخشى في الله لومة لائم، يرغي ويزبد ولا يتوقف عن الكلام إلا متى ترجاه الحضور أن يعطيهم فرصة للكلام.


تحدثنا حتى عن بعض أعضاء نادي الفكر... وعن... لكن ما هذا الذي أراه أمامي؟ بدأت بعض علامات الحزن تتسرب إلى ملامح هاجر (أرجو أني لم أكن أنا السبب). فعَل الحزن فعله عليها فرسم رونقا عجيبا على وجهها (تذكرت قول الشاعر: ألا إن الجمال إذا علاه نقاب الحزن منظره عجيبُ). أسرّت لي أن العمل أخذ وقتا كبيرا من حياتها... أخذ حقا النصيب الأكبر وهي تفكر أن تغير من ذلك النسق البغيض لحياة محدودة بين العمل والمنزل. ربما كانت أيضا حزينة على قطها الأبيض الذي فقد عينه. وربما كانت جائعة أيضا حيث لم تأكل كثيرا بسببي. لا أعتقد أنها كانت تحمل نظرة متفائلة كثيرا فقد بدأت قابلة للتأثر بما يدور حولها من مشاكل وحوادث حتى ولو كانت بسيطة. كنت حقا أتمنى المساعدة لكن عقلي لم يكن يعمل كعادته. حتى الطرائف والنكت التي كانت أحفظها والتي كانت ربما محبذة في تلك المواقف اختفت تماما من دماغي وكأن أحدا فرمت الذاكرة على بكرة أبيها.


بعد أكثر من ساعتين بين المطعم والمشي والبالماريوم وقفنا وبدأنا نسلك طريق الرحيل.ودعتها على أمل لقاء آخر وهي تصعد الحافلة...


فجأة بعد دقائق قليلة وأنا في طريق العودة للمنزل أحسست بالجوع... اللعنة عادت الشهية لتضرب بقوة هذه المرة. أين هاجر؟ أنا مستعد للأكل الآن لنعد للمطعم وسوف أشرّفكِ هذه المرة... لا عيب يا فيلا... اشتريت 3 قطع شكولاطة كاملة وثرثرت مع صاحب المحل كما لم أفعل مع هاجر. وعدت للمنزل بحالة نفسانوية متذبذبة... لم أكن قادرا على أن أفهم نفسي ولا سبب العطالة التي أصابت معدتي وعقلي.
12-26-2007, 10:13 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
Philalethist vs. Hajer - بواسطة philalethist - 12-26-2007, 10:13 AM
Philalethist vs. Hajer - بواسطة يجعله عامر - 12-26-2007, 02:33 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة neutral - 12-26-2007, 07:00 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-26-2007, 07:12 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة كمبيوترجي - 12-26-2007, 07:27 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة Hajer - 12-26-2007, 07:39 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة تمثال الحرية - 12-26-2007, 07:58 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-26-2007, 08:55 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة -ليلى- - 12-27-2007, 12:46 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-27-2007, 02:13 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة -ليلى- - 12-27-2007, 02:41 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-27-2007, 02:59 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-27-2007, 04:17 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة philalethist - 12-27-2007, 04:57 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-27-2007, 05:15 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة -ليلى- - 12-27-2007, 08:51 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة تمثال الحرية - 12-27-2007, 12:17 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة ابن سوريا - 12-27-2007, 04:21 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة philalethist - 12-27-2007, 06:28 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-27-2007, 11:33 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-27-2007, 11:44 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة سيستاني - 12-27-2007, 11:58 PM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة kimo14th - 12-28-2007, 12:09 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-28-2007, 12:19 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة تمثال الحرية - 12-28-2007, 01:29 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة تمثال الحرية - 12-28-2007, 01:33 AM,
Philalethist vs. Hajer - بواسطة إبراهيم - 12-28-2007, 05:02 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فين الزعيم رقم صفر - philalethist ATmaCA 62 5,753 10-20-2012, 05:40 AM
آخر رد: ATmaCA

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS