عزيزي طارق،

كان لمشركي مكة اعتراضات أكثر أهمية على الإسلام ككل، وكان بينهم وبين رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله مجادلات شتى، نقلها القرآن والتاريخ، كلها أكثر أهمية من قضية الفيل.

عزيزي يجعله عامر،

لا داعي لتأويل النص، فالله قد عذب الأقوام السابقين بطرق شتى، ولا يعزب عنه أن يعذب أصحاب الفيل بما يريد، وليس الجدري بما يقطع أعضاء وأنامل الناس، بل لعل أبرهة قد أصيب بالموات أو ما يسمى الغرغرينا.
الله لا نقول عنه نزل أو صعد، إلا على المجاز، والملائكة لا تقاتل إلا بشرى للذين آمنوا وفتنة للذين كفروا.
ولا صلة بين دفع الله عن المؤمنين وهذه السورة، هذه السورة مربوطة بسورة الإيلاف بعدها، وهي تذكير وتهديد لقريش، أن الذي جعل لهم الأمن والشبع قادر على أن يسلبهم ذلك وقد فعل في معركة بدر.

عزيزي تمثال الحرية،

لا أقصد أنك أنت المتحدي بل صاحب المعجزة وهو النبي الرسول
المعجزة هي تحد بذاتها، والنبي يتحدى الناس أن يأتوا بمثل معجزته، وحتى يتم هذا التحدي لا بد من حضور المعجزة.

نحن لا نؤمن بنبوة موسى عليه الصلاة والسلام لأنه جعل العصا حية تسعى، ذلك أمر لم نشهده، نحن نؤمن بنبوته لأن القرآن قص علينا أنه نبي رسول، وإلا فلا نعرفه ولا نعرف معجزته، ونحن نؤمن بوقوعها تبعا لذكرها في القرآن، فلو ثبت أن القرآن ليس من عند الله فما من وسيلة لإثبات نبوة موسى بل وحتى وجوده!


عزيزي وضاح رؤى
بعد الهجرة النبوية الشريفة لم يعد العذاب الأكبر هو ما يذوقه المعاندون، بل صار من واجب المسلمين الدفع والطلب في سبيل الله، ورفع الله العذاب عن الناس حتى يوم الدين، اللهم إلا العذاب الأصغر يذيقنا إياه كلما بغينا وابتعدنا عما ينبغي لنا أن نكون عليه من الشهادة على الناس بالبلاغ اللافت للنظر.
ومن واجبنا كمسلمين منع الحرمين أن يسفك فيها دم، أو أن يعضد شجرها، أو ينفر صيدها، أو يهدم مسجدها عدوانا، فإن قصرنا عوقبنا على ذلك، ذلك لأن المسلمين فيهم الكفاية لذلك على تقصير منهم.
أما قبل وجود الإسلام فلم يكن هناك أمة قائمة بالحق، فكان الله يحفظ شعائره بالمعجزات والعذاب لمن عاند وبغى وتجبر.