Array

طارق بصراحة تشبيهك لما يجري بالعراق الان بعصر الارهاب بالثورة الفرنسية هو مخيف جداً ولكنه باعث للامل ، نابليون انتزع فرنسا من الارهاب وهزم اوروبا كلها في حروبه ، اما وضعك مسؤولية الفوضي علي عاتق صدام فحكم غير موفق برايي لانه يعني كان مادا علي صدام ان يفعل مثلاً هو بالفعل بني الادوات الاساسية للاستقراار باي مجتمع بدولة نامية وهي المخابرات والجيش ، المخابرات للملاحقة الارهابيين السنة ، والجيش للتعامل مع الايرانيين ، الفوضي لم تات الا علي يد الجيش الامريكي (الدي ابعد عاملي الاستقرار هدين) وعلي يد المخابرات الايرانية التي وجدتها فرصة تاريخية ولن تتكرر ابدا للقضاء نهائيا علي عدوها اللدود والدي ابكاها مطولا .

بصراحة يجب قراءة المشهد بكل تفاصيله التركيز علي تفصيل واحد واستنتاج كل شئ منه ليس صائب ابداً .
[/quote]

اسمح لي عزيزي طنطاوي العودة لهذا الرد، رغم الضوضاء والضجيج والتدافع في هذا الموضوع :D

1. في معرض ردك على فضل تحدثت عن أنه كان من الأفضل أن يقوم بتأسيس شكل صوري للتعدية على غرار الجبهة التقدمية في سوريا مثلاً، والحقيقة أن هذا الأمر كان موجوداً في العراق منذ فترة طويلة، ما أراه أن هذا لا يحل مشكلة لا في العراق ولا في سوريا، ولا يؤسس لمواطنة، فلم يطح بنظام صدام عدم تعدديته السياسية، بل جنون الرجل ومغامراته غير المحسوبة والمجنونة، والنتيجة هي ما نراه اليوم ماثلاً أمامنا من فوضى عارمة في العراق.

2. أنا لم أشبه ما جرى بالعراق بفرنسا، أنا أعطيت مثالاً معاكساً:)لأشرح أنني لست بالضرورة معارضاً للديكتاتورية حين تكون وطنية، فهناك ديكتاتوريات تؤدي بشكل مرحلي لاستقرار ونهضة وتوحيد البلاد والانتقال في مرحلة متقدمة للديمقراطية، كما حدث بتركيا مثلاً أو بفرنسا أيضاً.

2. الفوضى الحالية وأسبابها المباشرة هي شكل ومظهر لأسباب أعمق من الظاهر، فأعود للقول أن أمريكا كان يستحيل أن يؤدي احتلالها للعراق لهذه الفوضى ولهذا الاقتتال الداخلي العنيف لو لم يكن المجتمع بحد ذاته منقسماً وغير محدث وما زال يمشي على الانتماءات العشائرية والطائفية. فالاستقرار كما تقول يحتاج لعدة أدوات منها الجيش والمخابرات وأضيف عليها الأداة الاقتصادية (النفط والزراعة)، ولكن هذه مجرد أدوات وتحديث الوطن والمجتمع هو عامل الاستقرار الحقيقي في النهاية الذي يبنى من خلال توفر هذه العوامل، أي استخدام عناصر الأمن لتحديث المجتمع والاقتصاد، من خلال استبدال العلاقات العشائرية والطائفية بعلاقات مواطنة بشكل تدريجي، بينما قام الجيش بحروب طائشة ولحساب الغير تارة (حرب طويلة على إيران لحساب الدول الغربية كان يمكن تفاديها وحلها ديبوماسياً)، ولحسابات قصيرة الأمد كغزو الكويت. وهذه الحرب الأخيرة كانت الخطوة المجنونة التي دمرت فعلياً العراق وأودت به وبنظامه، ولم يمتلك الطاغية عندها الحس الوطني ليترك الحكم ويتخلى عن عناده وتعنته لحساب الوطن. كذلك فإن الأمن قام فقط بضمان استقرار الحكم أي النظام، ولم يصاحبه تحديث للبنى والعلائق الاجتماعية، فبقي صدام يعتمد على كسب تأييد العشائر واللعب عليها، بين ترغيب وترهيب.

خالص التحيات
(f)