وجه استدلالي هو أن القضاء هو اختصاص القاضي لا يعني أن القاضي لا يمكن أن يخطيء كما أن الطبيب يمكن أن يخطيء، بل القاضي بالإضافة للخطأ لناتج عن الجهل أو النسيان أو عدم التركيز أو عدم تحليل المعلومة بشكل صحيح ممكن أن يخطيء بأن يحكم بأهوائه لا بالقنانون إذا شعر أن سلطته مطلقة وأمن العقاب، وأن يقحم آرائه الشخصية وعقده ضد المحكوم عليهم، الحق أنه حتى الطبيب يفعل ذلك .. فقد ذكرت بعض الدراسات أن النساء والأقليات لا يتلقون علاجا كافيا للألم، أي أن الطبيب في حالتهم لا يأخذ جديا علاج الألم بالاعتبار .. لذلك يجب أن يخشى القاضي من فضح الصحافة له إن هو أخطأ في أحكامه ويحرص على أداء وظيفته بشكل نظيف ولا تتدخل آراؤه الشخصية وأهواؤه في أحكامه على الناس...فياما في الحبس من مظالييييييييييييييييييم!

ولست أفهم على أي أساس تقول لي لم لم يتم اعتقال زوجها لأنه يعرف ملابسات القضية أكثر منهم.. هل أصبح العلم بالشيء إثما أيضا؟ مثلما هو التكلم الى وسائل الإعلام؟ لماذا يتحذلق الناس كثيرا في هذا الشريط ويتغابون في أمور بديهية بشكل صارخ، القضية تخص بيته، تخص أسرته، من الطبيعي جدا أن يعرف أكثر ويهتم أكثر من أي واحد آخر..

أنا لا أفهم أيضا لماذا يكون فصل السلطات أمرا واجبا.. السلطة السياسية والقانون والشرطة، والاعلام هو السلطة الرابعة، ألا يجب أن تمارس هذه السلطات رقابة على بعضها البعض كي تضمن عدم وقوع أخطاء كما تفعل عصبة الأمم حين توقع اتفاقيات مشتركة وتمارس بعض السلطة والرقابة على بعضها البعض لتضمن التزامها بهذه الاتفاقيات؟ وهذا يختلف عن عدم التدخل فيما هو ليس اختصاصك كأن ينفذ مدير الشرطة حكما دون محاكمة..
ولكن لماذا يتحذلق الناس في الكلام عن دولة اسلامية بأنه يجب أن يكون فيها فصل سلطات، في حين أن النظام الإسلامي يقوم على أن الخليفة أو ولي الأمر هو المرجع الأخير الذي له سلطة غير مطلقة..
وأخيرا أنا لا أرى أبدا أن الملك قال عبارة "الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة" لأنه غير متأكد من حكمه، بل لأنه يريد أن يقطع الطريق على من يفكر في مراجعة الحكم لسان حاله يقول: لا أريد أي مناقشة حول قراري ممن سيقولون أنه كان قرارا خاطئا، فحتى لو كان خاطئا فلا بأس لأن الخطأ في العفو .. الخ، وذلك لأن هدفه أساسا كان انهاء القضية أكثر مما يريد احقاق الحق.. ولكن هذا لا يعني ألا نشجعه لأنه فعل ذلك، لا يجب أن يشعر أي حاكم أن شعبه ما تفرقش معاهم وسيقفون ضده ويتظلمون منه سواء عدل أم ظلم.
..