ولكن اللغة الكنعانية هي لغة منقرضة .. ليست لغة حية.. هذا ليس تقليلا من شأنها ، فالفراعنة الذين بلغوا من العلم ما تجاوز المعرفة الحديثة وأتقنوا التحنيط والهندسة وغيرهما قد انقرضت لغتهم، هل تقترح أن يتعلم الفلسطينيون اليوم اللغة الكنعانية والمصريون الهيروغليفية والعراقيون السومرية ...إلخ، حتى العربية لها مصطلحات عفى عليها الدهر، ونحن جميعا نحتاج ترجمة لقراءة المعلقات مثلا ولا نستعمل لغة المعلقات في أحاديثنا اليومية ولا فيما نكتب، حتى لو كنت حفيد النابغة الذبياني فلن تتكلم مثله، بل ستتكلم أو على الأقل تكتب مثل أشقائك في دول عربية من المحيط الى الخليج، اللغة الكنعانية لغة منقرضة لأن الحضارة الكنعانية هي حضارة منقرضة ومكانها المتحف، أما كلمة الناطقين بالعربية فما أفهمه منها هو أنها تشتمل العرب وغير العرب ممن تعلموا العربية كلغة ثانية وأتقنوها أي كل من يستطيع قراءة هذا النص وهذا الحوار وان لم يكن عربيا..
أما أن الفلسطينيين قاوموا منذ بداية نشوء الكيان الصهوني فإن اسرائيل الآن قد أصبحت دولة وأصبحت أقوى مما سبق، من الواضح أن الفلسطينيين لم يستطيعوا إذن إزاحتها وحدهم.. تتجمع الدويلات والكيانات الصغيرة وتتكتل كي تصبح أقوى ولك في الاتحاد الأوروبي على كثرة لغاته ومذاهبه الفكرية يحاول أن يكون كيانا متوحدا وأمة واحدة في حين أن العرب أحق بهذا التكتل لما يملكونه من مقومات مشتركة....كم عدد الأعراق في أمريكا والأديان في الهند واللغات في أوروبا أو في الصين، ومع ذلك هناك انتماء واحد وأمة واحدة، كم هي مساحة فلسطين بالنسبة الى الصين مثلا؟ إن كنت لا تريد أن تنتمي لأمة فهذا شأنك.. انت من ستفقد الثقل والتأثير في العالم وفي التاريخ..
لقد اعتبر العرب غير العرب "عجما" أي أن عنصريتهم قائمة على اللغة وليس على العرق.. يكون الناس عنصريون فيما يرون أنه يميزهم عن سائر الناس ويجعلهم أمة.