الزملاء المحترمون (f)

بداية أشكر الزميل المحترم / فلسطيني كنعاني لسعة صدره و إهتمامه بالرد.

إنحصر تركيزي في مجموعة الأسئلة الأولية التي قمت بطرحها على أول المحورين الأساسيين:
1- مدى توافق البنية التشريعية للقرآنيين مع القوانين الوضعية و النظم القانونية و القضائية بصيغها الحالية.
2- مدى الإتساق الذاتي (ليس المنطقي أو العقلاني) لطرح القرآنيين.

و بينما قد وضح لنا الزميل المحترم / فلسطيني كنعاني - في إختصار - الإجابة على المحور الأول - فخالص الشكر للزميلين المحترمين / خالد و الحر في تناولهما المحور الثاني.

فعلى قدر ما نجد أن البنية التشريعية لدى القرآنيين هي بنية مرنة - متوافقة لحد كبير جدا مع المفاهيم الحديثة للقوانين الوضعية - إلا أن ذلك قد جاء على حساب الإتساق الذاتي في البنية المعرفية لطرح القرآنيين ككل. أو بصيغة المحترم خالد "أصول الطرح".

و أنا أذهب مع الزميل المحترم / الحر في تحليله لظهور القرآنيين:

Array

واظن ان تبني المذهب القرآني جاء لدفع تعارض العقل مع النقل [/quote]
لكني أعتقد أن المذهب القرآني جاء ليس فقط لدفع تعارض العقل و النقل - بل و بشكل أكبر لدفع تعارض الخطاب الديني الأصولي ككل مع كلا من البنى المعرفية العلمية الجديدة و كذلك البنى الأخلاقية التشريعية الوضعية.

و أعود و أتفق تماما أيضا مع الزميلين المحترمين الحر و خالد فيما يريانه من إشكالية الإتساق الذاتي في طرح القرآنيين ككل:

Array
من أجل أن الخلاف أصولي أيها الحر فلا بد من معرفة أصول القوم التي يبنون عليها أمرهم.

فإن قالوا أن الأصل القرآن وحده سألنا فيم كان أمر تفصيل الصلاة والصوم والحج وسائر المتفق عليها هكذا لم يرد في القرآن، وإن قالوا استنبطناه بغيره من عقل أو سنة أو غير ذلك خرجوا من الأصل الأوحد إلى الأصول المتعددة، وقلنا لهم فيم اخترتم أصولكم على هذا الوجه، وإن اعترفوا بالقيمة التشريعية للسنة المتواترة باتت المشكلة في الثبوت وليس في الدلالة، فليست السنة هي ما ينكرون بل ما لم يثبت منها، وتعود السنة أصلا لهم كالقرآن، وإن أصروا على رفض الأصول الأخرى غير القرآن بقيت إشكالية التفصيل لا تحل، وقد رأى البعض حلها في ترك كثير من المعلوم بالضرورة كالصلوات الخمس، وترك السجود، وترك هيئة الصلاة وأركانها المتواترة، وترك تأقيت الحج بالتاسع من ذي الحجة، وغيره كثير، وللزمهم أمور غير واضحة ومبهمة في سورة التوبة لا تفسرها إلا السنة.

نعود إلى الإخوة الأفاضل ممن اتخذ القرآن أصلا وحيدا،

ما هي أصولكم التشريعية؟ وكيف تنسجم هيئة الصلوات الخمس وعدد ركعاتها وهيئتها العامة مع هذه الأصول؟

وكيف يصير الأصل أصلا عندكم؟
[/quote]

و أظن كما يظن الزميل المحترم / خالد أن تلك الإشكالية غير محلولة.

فعوضا عن تناقض الخطاب الأصولي مع البنى الإنسانية الحديثة و في خضم محاولات التوافق معها ظهر و بشكل مكثف تناقض ذاتي بأصل الطرح لا أظنه قابلا للحل.

للجميع كل تقدير و إحترام ,,,