السنة هي كل ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قول غير القرآن أو فعل أو تقرير بما يصلح للاستدلال به بأن يكون دليلا شرعيا

أخرجنا من تعريف السنة القرآن لأنه من القول الوارد على لسان رسول الله
وحددنا بصلاحيته أن يكون دليلا شرعيا يصلح الاستدلال به، لإخراج الأفعال الجبلية والخاصة من دائرة السنة، فلا يستدل أنه يمشي لأن الناس من شأنها أن تمشي،....

ولزيادة ضبط التعريف، ولمنع دخول ما ليس من السنة إليها، ونظرا لأنها من الوحي المكذوب عليه بنص الحديث المتواتر "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، فقد تم البحث في ثبوت السنة، وتميز نوع ثبوتها.

السنة قطعية الثبوت، وهي السنة المنقولة تواترا من قبل جمع غفير يؤمن تواطؤهم على الكذب والخطأ والنسيان عن مثلهم إلى رسول الله من غير تغير في الرواة ولا انقطاع بما هو منته إلى الحس، وهذه يغلب فيها أن تكون من سنة الأفعال، كأن يروى هيئة الصلاة الإجمالية وأوقاتها الخمس، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد رفع قربة الماء حتى رآها الناس بعد خطبته في مسجد الخيف بنمرة من حجة الوداع وشرب حتى رآه الناس، وأنه هاجر من مكة إلى المدينة، ومنها قليل جدا من النصوص القولية كالحديث سالف الذكر.

وهذه السنة يستحيل عدم نسبتها إلى رسول الله، ذلك أنها منقولة بطريق هو نفسه طريق نقل القرآن، ولا يمكن نفي أنها وقعت مع رسول الله، ولا يمكن الشك في توهم الراوي أو خطئه أو حتى كذبه، فليس ثمة راو بل رواة مبثوثين يستحيل اجتماعهم رووا الحادثة بعينها.

السنة ظنية الثبوت وهي محل الخلاف بين الناس، وهي سبب نشوء رأي القوم الموسومين "بالقرآنيين" غالبا.