عزيزي mind

يا ليت الأمر يتوقف عند العناية بالمنزل والأطفال والزوج والطبخ والتنظيف، ليست هذه مشكلة المرأة العربية يا عزيزي، بل أزعم أن كل إمرأة عربية تعرف مسبقا أن هذه الأمور من واجباتها وأغلب النساء العربيات العاملات يعملن خارج المنزل وداخله بدون تذمر لأنها تعي أن هذه عائلتها وعالمها فإن لم تعتني بها فمن يفعل، مشكلتنا هي حقوق إنسانية مستحقة لكل إنسان لا تملك منها المرأة العربية شيئا.
فالمقارنة بين العربية والغربية فاسدة من بدايتها، فوضع العربية الحقوقي والقانوني سواء في قانون الأحوال الشخصية أو المدنية والمواطنة أو في عرف المجتمع وعاداته وتقاليدة ونظرته لها مختلفة تماما، فكيف تطالب المرأة العربية بالتغير في محيط لا يسمح لها بهذا ولا يعطيها الفرصة لتفعل.
لو حاولت إمرأة عربية أن تتمرد على قيود مجتمها الذكورية التي تقيدها هي ، ولا تحكم إلا عليها، فأي مصير أسود سينتظرها، بداية من التدمير النفسي والمعنوي إلى الإيذاء الجسدي.
أي إمرأة هذه التي تسعى وراء شيء آخر غير أن تأكل وتنجب وتنام تشعر بالأمان الكامل مع رجل عربي في ظل هكذا محيط ومجتمع وقانون؟
لا أتهم كل الرجال، فلست تلك الشخصية التي تحمل نظرة واحدة متطرفة ومؤطرة لأي شيء في هذا العالم، لكني أتكلم عن الجو العام الذي تعيشه وتعايشه المرأة العربية في ظل غياب قوانين مدنية تشعرها أنها مواطنة مساويا للرجل إنسانيا وحقوقيا.

وبنفس المنطق لا يمكن لي أن أقارن بين العربي والغربي، فالاثنين يعيشان ظروفا مختلفة، سياسية واقتصادية وحقوقية وثقافية.

ردي الأول والثاني كان من أجل أن يخرج الرجل العربي من كهف ذكورته ويحاول أن ينظر للأمور بعمق أكثر، لن تتغير المرأة طالما لن يتغير الرجل، لا يمكن أن تتغير المرأة للأفضل إلا على مستوى الأفراد - تعمل من أجل تغيير نفسها للأفضل وتمتلك سبل التغيير هذا- ،إلا إذا تغير الرجل المتحكم بالمجتمع الشرقي.
ليتغير الرجل ويبدل سلبياته لإيجابيات ويغير من أسلوب نظرته للمرأة وأسلوب تعامله معها، وقتها فقط سيجد إمرأة عربية كما يتمنى ويحلم لأنها في نفس الوقت وجدت رجلا عربيا كما تتمنى وتحلم.

تحياتي لك
(f)