{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سيرة ذاتية
oskar غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 183
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #4
سيرة ذاتية
كم هي بشعة ومؤلمة تلك الذكريات التي تعيدنا لايام الحرب العراقية - الايرانية ... حين اتذكر تلك المعارك التي عشت وشاركت بجوانب من تفاصيلها في شرق البصرة وسربيل زهاب ونهر جاسم والعمارة وسيف سعد ومهران ووو...
وخسارة الكثير من الاصدقاء وغيرهم الكثير الذين ذهبوا بثمن بخس دون ان تحترم تضحياتهم من قبل نظام سافل وقذر تنازل عن اراضي ومياه عراقية بمعاهدة ثم عادة ليلغيها ويشعل حربا كارثية ثم بعد ثماني سنوات عاد ليوافق عليها وكأن الحرب لثماني سنوات بكل كوارثها وما تحمله العراق والعراقيين من ثمن باهض لم يكن الا شيء تافه والحديث يطول ....
نعم يا عراقيون ويا عراق كم انتم شامخون ببعض رغم كل ما مر ويمر عليكم من دمار وخراب ونهش حاقد وحقير وسافل....
وبالرغم من كل ذلك ستشرق شمسك من جديد ويبدا يوما جديد اكثر اشراقاوجمالا ....





الفصل الثاني



معارك الغضب الهادر ، { حاج عمران } 13 / 5 / 1986


رغبات مؤجلة





دامت هذه المعارك التي كانت غايتها طرد القوات الايرانية من قاطع { حاج عمران } عدة أيام ، كانت معارك دامية وشرسة إلى أبعد حدود الشراسة. وكانت خسائرها البشرية كبيرة جداً. ومن المعلوم أن قضاء { حاج عمران } الذي يضم أجمل المصايف العراقية قد احتلته القوات الايرانية كاملاً عام 1983 بعد أن ألحقت بالقوات العراقية خسائر فادحة - أتذكرون قصيدة سعدي يوسف { إعلان سياحي عن حاج عمران } عام 1983 ، التي قرأناها مستنسخة في العراق ؟- فظل منذ ذلك الحين تحت سيطرتها . وبسبب سيطرة القوات الايرانية على القمم العالية لجبال { كرده مند وكرده كو وأوراس } المطلة على الشارع الرئيس والوحيد هناك ، فقد كانت حركة القوات العراقية مشلولة تماما في هذا القاطع . وكانت عمليات الرصد والإستطلاع والقنص والإستمكان والدوريات القتالية والكمائن من قبل الجانب الايراني المستمرة ليلاً ونهاراً توقع الكثير من الخسائر في الأسلحة والمعدات والأرواح بين القوات العراقية ، ولم تنفع جميع المحاولات السابقة في إستعادة أي من هذه الجبال من القوات الايرانية . كان مجرد عبور سيطرة { كلي علي بك } وسيطرة { جنديان } والتوجه صوب { حاج عمران } يجعل أي جندي أو ضابط يشعر بالقشعريرة والإنقباض بسبب المشهد المألوف للتوابيت الملفوفة بالعلم العراقي والتي تتكرر في كل يوم وتمر من هاتين السيطرتين . أما إذا توغلنا في العمق وإجتزنا قرية { دار السلام } ولاح لنا جبل { كرده مند } بقمته الصخرية الجرداء فإن الموت الأسود يظهر معرى من جميع أقنعته . كانت المدفعية الايرانية عيار 106 ملم المحمولة على السيارات الصغيرة فوق الجبال ، لاتترك المجال لعبور العجلات والأرتال ، وكانت حركة الأشخاص لاتتم إلا ليلاً بسبب القنص و القصف المستمر و المركز. أمام وضع كهذا قررت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية بسبب كثرة شكاوى قيادة الفيلق الخامس من الخسائر اليومية الكبيرة و المستمرة منذ عام 1983 ، أن تخطط لاستعادة هذا القاطع وطرد القوات الايرانية عبر هجوم كبير تهيء له كل الإمكانيات العسكرية اللازمة . في البداية كانت الأوامر تصدر إلينا بضرورة الصعود في العجلات مع كامل تجهيزاتنا كل يوم بعد منتصف الليل مباشرة وانتظار ساعة الصفر للتوجه إلى جبهات القتال للمباشرة في الهجوم ، لكن قيادة الفيلق غيرت خطتها هذه بعد ذلك ، وقررت أن يقوم كل فوج على حدة ، بعمليات استطلاع لمدة أيام . وهكذا صدرت إلينا الأوامر أن نباشر بعمليات الإستطلاع ، ومعنى هذا أن نتوجه في العجلات إلى منتصف الطريق ومن ثم نترجل ونسير على الأقدام إلى الخطوط الأمامية عبر الطرق النيسمية ونتسلق الجبال الوعرة ، ونتجنب التماس المباشر مع القوات الايرانية ، وأن لا ندع مشاعل التنوير تكشفنا ، وكل هذا يجب أن يتم بعد أن تقوم الوحدات الهندسية التابعة للفرقة 23 بعملها المتمثل بإزاحة الألغام وفتح ثغرات في الأسلاك الشائكة ، وأن تقوم مفارز الإستخبارات بأسر وخطف مجموعة من مراتب القوات الايرانية لاستنطاقهم ومحاولة كشف ومعرفة عدد الوحدات العسكرية ونوعيتها ، ومعرفة صنوف الأسلحة وأماكن عتادها ، ونوعية التجهيزات الخ .

ليلة 8 / 5 قبل الهجوم المباشر الكبير بخمسة أيام وأثناء مهمة إستطلاع لفوجنا على أحد سفوح جبل { كرده كو } بعد الساعة الثالثة فجرا ، اصطدمت سريتي بكمين ايراني ، فالتهب الجو من شدة إطلاق مشاعل التنوير ورمي الإطلاقات من مختلف البنادق صوبنا . كانت الأوامر التي تلقيناها قبل هذا تنص على أن نختفي وننسحب فورا حال إصطدامنا بكمين أو دورية قتالية ، وأن لا نجعل العدو يتمكن من معرفة صنف قوتنا وتسليحها وعدد أفرادها . وبسبب كثافة إطلاق النيران علينا من قبل قوة الكمين الايراني ، فإننا لم نرد عليها ولو بإطلاقة واحدة بسبب الأوامر الصادرة إلينا ، على الرغم من أن قوتنا كانت سرية مغاوير كاملة ، وقوة الكمين الإيراني لا تتجاوز قوة مفرزة أو حضيرة . انسحبنا من دون تنظيم ، وخوفاً من القصف المدفعي الذي ربما سيستهدفنا ونحن فوق السفح المغطى بأعشاب الصيف فقد إنفرط العقد ، ولم يكن انسحابنا على طريقة { الرهط }أو { الرتل } ، ولم تنفع معنا صيحات الضباط بضرورة التزام الهدوء والتحلي بالشجاعة . انسحب كل فصيل وكل حضيرة كيفما إتفق بإتجاه نقطة الإدامة المحددة لنا عند مدخل فتحة { ناونده} المقابلة لجبل { كرده مند } مباشرة . في اليوم التالي ، أثناء العرض الصباحي في المقر المتقدم بمنطقة { قصري } كان جميع مراتب سريتي ، بما فيهم رأس عرفاء السرية الذي يكون مقره عادة عند نقطة الإدامة ، هدفاً لمدافع شتائم آمر الفوج وآمر السرية وآمري الفصائل الأربعة التي تتكون منها السرية ، وأنحوا باللائمة علينا واتهمونا بالجبن والتقصير والتخاذل لانسحابنا غير المنظم . سبب غضبهم كان الخوف من توبيخ آمر اللواء ، أو استدعائهم إلى مقر إستخبارات قيادة الفرقة والتحقيق معهم وإتهامهم بعدم الكفاءة ، وهي تهمة قاسية تؤثر على ترقيتهم رتبة أعلى في المستقبل ، مع أنهم مهما عاشوا فسوف يقتلون في معركة ما .في اليوم التالي و اليوم الذي تلاه قمنا باستطلاعنا المعهود بلا أية مشكلة ، لا كمائن ولا دوريات قتالية ايرانية في الأرض الحرام . كانت مهمة فوجي الأساسية فوق جبل { كرده كو } ، يرافقه فصيل استخبارات من الفيلق ، هي محاولة كشف قوة العدو وتحديد مواضعه وخنادقه وصنوف أسلحته ، وتبقى المهمة الأساسية والملحة هي الوصول بأقصى سرعة ممكنة مهما كانت الخسائر والتضحيات إلى أبعد وأعلى ربيئة فوق الجبل وهي الربيئة المسماة { 17 تموز } . قبل الهجوم الرئيسي بيومين صدرت إلينا الأوامر بإستطلاع جبل { كرده مند } الذي يقع على الجهة اليمنى ، قمنا بتنفيذ الأوامر لكننا بسبب أوامر جديدة لم نتوغل أكثر في الأرص الحرام بسبب قوة الرصد المعادي وسياقات القصف اليومي المستمر الذي يبدأ عادة بعد صلاة الغروب ويستمر أكثر من ساعتين ، يتوقف بعدها ليعاود السياق السابق من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى الساعة الثالثة فجراً. وهذا السياق المعهود لدى القوات الايرانية معروف لدينا ، ذلك أنهم كانوا يخشون عمليات الإلتفاف والتسلل التي ربما نقوم بها ضدهم . ليلة 13 / 5 صعدنا العجلات بعد منتصف الليل بكامل تجهيزاتنا كما هي العادة المتبعة قي الليالي التي سلفت ، والتي ستوصلنا إلى منتصف الطريق ومن ثم نترجل و نسير على الأقدام إلى حيث الأهداف والواجبات المحددة لنا . لكن الأوامر التي صدرت إلينا هذه المرة كانت تلزمنا وبإلحاح بضرورة فحص أقنعة الوقاية بدقة والتأكد من مستلزماتها وخصوصا الإبرة التي يستخدمها المقاتل حين يتعرض إلى هجوم بالأسلحة الكيمياوية ، ويدخلها في فخذه لحين نجدته من قبل مفارز الميدان الطبية ، كما أمرونا أن لاننسى ضماد الميدان. فتأكدنا أن لحظة الهجوم الكبير ستبدأ الليلة . قبل هذا الوقت كانت كل المقرات الخلفية لقاطع { حاج عمران } قد امتلأت بقطعات عسكرية من شتى الصنوف والأسلحة ، ألوية وقوات جرارة منتخبة ، جيء بها من الفيلق الأول والفيلق السابع والفيلق الثالث وباشرت أيضاً عمليات الإستطلاع في جبال أخرى ، وبطريات مدفعية ثقيلة بعيدة المدى اتخذت مواقعها في المقرات الخلفية بناحية { ديانا } وقضاء { جومان } وقرية { دار السلام } و{ كلاله } ومنطقة أخرى نسيت إسمها تقع ما بين جبل { تاتان } وجبل { كلاو حسن } من الجهة الثانية للقاطع ، إضافة إلى الدبابات والراجمات ومدافع عيار106 ملم . يا إلهي ، أحقاً ستقوم القيامة الليلة ؟ هل سأقتل فوق جبل ؟ هل ستظل جثتي قرب مواضع العدو فيبلغون أمي من أن جثة ابنها لم تُخلَ لقربها من مواضع العدو كما حصل لأصدقاء أعزاء فقدتهم إلى الأبد في جبهات أخرى من الحرب ؟ طبعاً هذه الأسئلة لم أجد لها أجوبة في تلك الليلة المشؤومة . والمصيبة الأعظم التي كنا نعرفها نحن الجنود ، هي أن الجانب الايراني كان على علم بما يدور في هذا القاطع من خلال إستخباراته وطلعات طيرانه الحربي الذي كان يقصف بشدة مواقعنا ومقراتنا الخلفية ، وقد إستطاع قبل أيام قصف وتدمير المرصد الفلكي فوق جبل { زوزك } وعدة ربايا لأفواج من صنف المشاة والجيش الشعبي فوق قضاء { راوندوز } . وبالتأكيد فأن المعارك التي ستدور هنا لن تكون سهلة كما في المعارك السابقة ، عندما التحقت بموجب العفو السري إلى وحدتي كئيباً ويائساً ورأيت الاستعدادات الحربية الكبيرة في جميع وحدات القاطع ، انتابتني حمى الكتابة ، وهي حالة تتلبسني دائما كلما حاصرني شبح الموت ، فكتبت مجموعة من القصائد لم تعجبني أبداً لكنها كانت البلسم الشافي لتضميد نفسي الجريحة آنذاك ، وما بين أشواقي وآمالي الخائبة أمام شتائم الضباط الكريهة وإهاناتهم لي بسبب هروبي من الخدمة العسكرية ، تذكرت قصيدة عدنان الصائغ { صباح الخير أيها المعسكر } التي طبل لها جلاوزة السلطة من النقاد طويلاً في صحف النظام وإعتبروها فاتحة الشعر التعبوي الجديد وقد كتب يوسف نمر ذياب عنها أول مرة ثم الناقد مدني صالح في مجلة { ألف باء } محيين عدنان الصائغ عليها. لكنني عجبت كيف يحيي الشاعر ، أي شاعر ، ويصبّح بالخير على المعسكر ؟ لماذا لا يحيي الهاوية المحدقة بنا أو الحديقة أو حتى الجحيم ؟ وهنا أود أن أثبت مجموعة من تلك القصائد التي كتبتها لا لجودتها بل لأعطي فكرة عن المناخ الذي كتبت فيه :



يتبع :

02-06-2005, 04:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-02-2005, 03:51 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-02-2005, 03:54 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-04-2005, 12:13 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-06-2005, 04:58 PM
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-11-2005, 12:11 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-13-2005, 08:46 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-18-2005, 01:05 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-21-2005, 02:55 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-24-2005, 01:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-27-2005, 02:23 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-06-2005, 01:43 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-11-2005, 01:51 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-15-2005, 11:42 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة ضيف - 03-16-2005, 01:02 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-18-2005, 03:05 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة ضيف - 03-22-2005, 08:11 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-25-2005, 02:46 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-02-2005, 01:19 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-06-2005, 09:51 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-14-2005, 10:07 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-23-2005, 01:54 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-01-2005, 08:04 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-07-2005, 12:31 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-17-2005, 10:40 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:58 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 01:15 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-19-2005, 04:19 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 08-01-2005, 11:39 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 08-17-2005, 05:09 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سيرة الحب السيد مهدي 2 822 02-17-2013, 10:29 PM
آخر رد: السيد مهدي
  سيرة أبي نواس بين عبث الرواة ومكائد الورّاقين يجعله عامر 3 1,142 07-02-2008, 09:46 PM
آخر رد: مظفر
  عالية في سيرة عن أنثى جديدة سيناتور 1 721 06-11-2007, 04:52 PM
آخر رد: سيناتور
  سيرة ذاتة لكاتم صوت محارب النور 2 887 04-27-2007, 05:39 AM
آخر رد: السيّاب
  الوليد بن يزيد , سيرة خليفة متهتك eyad 65 3 885 04-21-2006, 07:43 PM
آخر رد: مونيكا

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS