السلام عليكم

اتمنى ان لا يتم تسجيلي محاورا في الموضوع لأني وبكل صراحة لم اتابع الموضوع منذ البداية، بالاضافة الى انشغالي هذه الايام بتأليف كتب مختلفة، فليس بالضرورة في تعقيبي هذا ان ارد على ما يرد عليه فيما بعد .. فارجوا التنويه وعدم اساءة الظن بنا ..

قد قلت باني قد ألفت كتابا من 405 صفحات عن موضوع ذي القرنين وقد تناولت مرشحا مرشحا في البحث وقارنته بالمعطيات المستفادة من النصوص الدينية في التوراة (العهد القديم) و الانجيل (العهد الجديد) والقرآن ، وكانت انطلاقاتي منطلقة رأسا بعقائد مسلمة بها مسبقا ، وهذا ضروري في محل الحوار والنقاش ومحاولة الاقناع.

ان هذه المسألة مثلها كمثل باقي المسائل الخلافية عندما يراد الاحتجاج بشيء للاستدلال على شيء آخر يجب على المحتج أن يتمسك بمسلمات لدى الطرفين، فلذا لا يمكني ان اقنع المسيحي مثلا عن طريق الاحتجاج بروايات اهل البيت المحمدي، ولا بآيات من الذكر القرآني ، وكذلك العكس.

بهذا الخصوص (ذو القرنين) اود أفيد في بعض النقاط المدرجة في النقاش أعلى ، ألقيها وانا هارب خوفا من جري في نقاشات .. لا قدحا بها ولكن لإلتزامي بأمور أخرى لا اود تأخيرها ..

ومن المعطيات السابقة اقول:
اذا اراد البعض ان يكشف عن شخصية ذي القرنين لطرف آخر يجب عليه ان يبين انه يريد ان يثبت الشخصية الفلانية وفق أي معطيات ؟
هل يريد ان يكشف عن ذي القرنين خلال معطيات العهد القديم واقوال المؤرخين القدماء امثال يوسفيوس؟ أم يريد الكشف عن طريق المعطيات القرآنية والمسلمة؟
لأن معطيات القرآنية والمسلمة تختلف بقوة عن باقي المعطيات فانها تبين بان ذا القرنين كان رجلا صالحا (كما روي في الحديث الصحيح) اعطاه الله تعالى كرامات لخدمة مشاريعه ، والرجل الصالح وفق المفهوم الاسلامي المتفق عليه هو الابتعاد عن الظلم وارتكاب المحرمات، والاسكندر المقدوني قد (ثبت) عليه ارتكاب الظلم - بحق صور مثلا او اصدقائه في نهاية مطافه الدراماتيكي- و ارتكاب المحرمات - القتل، اللواط، شرب الخمر، الشتم .. الخ- .
وعليه فحتى كونه يلقب بذي القرنين - إن كان اللقب لم يلتصق به مستحدثا - فانه غير مؤهل لكي يكون الشخصية المعنية وفق المعطيات الاسلامية.

أما بخصوص العملة ، فاود ان اشير الى ان لقب ذي القرنين تلقب به ملوك غير الاسكندر، نحو نرام سين حفيد سارجون الاكدي ، ولكنه لم يكن مؤهلا ايضا لكي يكون -هو- ذا قرنين سورة الكهف.
ولكن بخصوص كورش فنحن نراه الاقرب ، رغم كفاية رؤيا النبي دانيال في ان ذا القرنين يعني به ملوك مادي وفارس، وعند الاستقراء لا نجد شخصية مؤهلة لكي تكون تلك الشخصية الصالحة والقوية غير كورش الثاني مؤسس الامبراطورية.

والكلام مطول في هذا الخصوص وقد ذكرت تفصيله بالكتاب..

وأود ان اشير الى ان نقطة مهمة وهي مدعاة تعقيبي هذا .. وهو ان إن كانت صورة العملة تدل على قرنية الاسكندر ، فان هناك تمثالا كاملا لكورش العظيم في منطقة بازرجاده يمكن لاي شخص الحصول عليها من محركات البحث ، والتمثال عبارة عن كورش واقفا وعنده قرني كقرني الكبش وجناحان تدل على القدسية.

ولكن للعلم .. بان رواياتنا - الامامية المروية عن الامام علي - تقول ان سبب تسميته بذي القرنين ليس لكون يلبس خوذة او تاجا له قرنين ، بل لسبب آخر ..

هذا كله إن كان المحاور يريد الكشف وفق المعطيات الاسلامية ..
اما باقي المعطيات لدى المسلم بصدقية القرآن والرواية فهي لن تستطيع ان تصل الى مقام النقض لتلك المعطيات الشرعية ، لان المسلم سيقول بان التوراة محرفة ولا نأخذ الا بما وافق القرآن والسنة، وكذلك يوسفيوس فهو مؤرخ يهودي قد يخطأ ، أما المصادر المسلم بها فهي معصومة عن الخطأ

فلذلك اشرت الى اهمية بيان المنهج الذي يراد عن طريقه الكشف عن الشخصية التاريخية المبهمة..

وشكرا