الذين يدعون أنهم يصدقون الدعايات الصهيونية يعرفون أنهم يكذبون على أنفسهم قبل أن يكذبوا على الآخرين فكيف يمكن أن يكون هناك أرض خصبة غنية بالموارد بلا شعب؟ وكيف يكون هناك شعب بلا أرض؟ هل ولدوا في الفضاء الخارجي مثلا؟ الأرض كوكب مأهول لأنه خصب وفيه مقومات الحياة، حين تجد أرضا فيها مقومات حياة فحتما هناك شعب يعيش فيها، تماما مثلما يتقبل أوروبي يدعي أنه يؤمن بحرية الرأي أن يسجن شخص لأنه أصدر كتابا حاول فيه مراجعة التاريخ والتشكيك في المحرقة النازية ضد اليهود، حتى لو لم يكن على حق فهل كان سيجن لو أنه حاول أن يصدر كتابا يثبت فيه وجود الجن الأزرق مثلا؟ أو يثبت أن بوش هو الذي قتل كيلوباترا؟ تعرف عقلية الموظف البائس الذي يوافق على أي شيء يقوله مديره وهو يعرف أنه باطل؟ هكذا يفكر الإعلام الغربي والمواطن الغربي حين يصدق الدعايات الصهيونية، بالتالي أنت لا تحتاج إلى حجج منطقية لترد عليه هو ليس منطقيا أصلا كي ترد عليه بالمنطق، اليهود حاولوا إرجاع الأرض إلى أصلها ما قبل العربي، ففعلت أنت الشيء نفسه، ولو استمرينا في هذا المنطق لخرجت الديناصورات وطالبت بحقها في أن تحكم الأرض لأنها أول من داس عليها..
ماذا نقصد حين نقول "انسان غربي" مثلا؟ إننا لا نتكلم هنا على انتماء قائم على المصلحة، المصلحة هي بين دول معينة، وقد تكون المصالح متناقضة فالفرنسيون مثلا يغارون من الانجليز كون لغتهم سائدة في العالم ويريدون أن تسود لغتهم هم، وهذا مثال آخر على أن الظاهرة الصوتية هي انتماء قومي وليست مجرد لغة للتخاطب، ومع ذلك الانجليزي والفرنسي كليهما يوصف بأنه "إنسان غربي" هناك تباين كاتباين بين العرب في الثقافة والتقاليد ولكن ثمة تشابها في الهوية يخلق هذا الانتماء المشترك، الاسرائيلي في فلسطين يحاول أن ينسب نفسه الى الانتماء القديم في الأرض، أنت تملك انتماءا قديما كنعانيا وانتماءا حديثا عربيا ولست بحاجة للتخلي عن أحد الانتمائين، يمكنك أن تمسك العصا من المنتصف وتلعب على الحبلين، هذه هي السياسة،أن تتكلم كل يوم بمنطق آخر طالما أم هذا المنطق يخدمك، أما أن تتحول لتنكر العروبة والانتماء العربي فهذا لن يضر إسرائيل في شيء..

أنا لم أقل أن تعاطفي مع القضية الفلسطينية يخدم القضية الفلسطينية، أنا استخدمته كإثبات لوجود هوية عربية مشتركة ولا أعتقد أبدا أنني حالة خاصة، لدي حوار قديم على الماسنجر منذ آخر مرة طلعت على النت وشاركت في هذا الموضوع قال لي فيه شاب عربي من الخليج أنه يحلم بقيادة جيش عربي يحرر فلسطين، ومرة أخرى لا أعتقد أن هذه حالة خاصة، بالعكس، أنا شخصيا أنانية ومادية جدا وأقول دائما أن السياسة وحقوق المرأة وفلسطين.. الخ أمور لا تهمني بل أعيش من أجل نفسي ومصالحي الخاصة، أعيش من أجل نفسي يعني، إلا إذا كان أمامي شيء واضح يمكن أن أفعله دون أن يكلفني شيء، كأن أقول علنا أمام البائع أنني لن أشتري هذه السلعة لأن صاحب المحل صهيوني أو أسخر من أحدهم وأحرجه إذا أسعفتي البديهية إن تكلم بشيء يدعم إسرائيل.. ربما لأنني أقل عاطفية من الشخص العربي العادي.. الشعب العربي عاطفي.. العرب عاطفيون.. العرب معدل ذكائم مرتفع.. العرب لا يقرؤون..العرب انفعاليون.. العرب أشياء كثيرة جدا مشتركة، كما يقول احمد زويل وابراهيم الفقي العرب ينجحون خارج أرضهم.. أي حين يهاجرون ينجحون ولكنهم في بلادهم يخربون على بعضهم على رأي ابراهيم الفقي إذا اشتغل ياباني وحده يشتغل بجد، اذا اشتغل يابانيين يتعاونوا، اذا اشتغل ثلاثة يابانيين يكونوا جمعية، اذا اشتغل اربعو يكونوا جماعة ضغط، اذا اشتغل عربي واحد يشتغل بجد، اذا اشتغل اثنين عربوا يتخانقوا اذا اشتغل ثلاثة يخربوها.. إذا اشتغل أربعة يقفلوها!! :lol22: ، و"اتفق العرب على ألا يتفقوا"..
نعم كثيرون يتكلمون عن الشخصية العربية التيبيكال هناك خصائص مشتركة لنفسية وعقلية وتفكير العرب حتى لو اختلفوا في الديانات أو الأصل العرقي أو الانتماء القطري.. وهذا يلاحظه كثيرون من العرب ومن غير العرب، ولا يفيد بشيء تنكر بعض العرب للعروبة ونسبة خصائص ايجابية لمن ينتمون لقطرهم الخاص.. الانتماء عدة دوائر داخل بعضها البعض، الدائرة المركزية يمكن أن تكون الانتماء القطري، الدائرة الكبيرة يمكن أن تكون العالم أو كوكب الأرض، وبين هاتين لابد أن تكون هناك دوائر أخرى لأنه هذه هي طبيعة الأشياء، أنت على ما يبدو تعترف بالعالم الإسلامي مثلا.. ومع أنني ملحدة إلا أنني أشعر أن شيئا يربطني بالملحدين في الدول الإسلامية الأخرى والذين تربوا في عائلات مسلمة، الملحد الذي جميع أهله ووالديه مؤمنين يختلف عن الملحد من الدنمارك مثلا الذي والديه وأغلب أو كل من يعرفهم لا يؤمنون بالغيب.
اللغة العربية التي نكتب بها الآن ليست لغة القران، القران لغته قديمة وتحتاج إلى كتب تفسير ومعاجم لتفهم كثيرا منها، بل إن كثيرا من الأساليب اللغوية المعقدة والأدبية الراسخة في العربية لا تمت بصلة للغة القران، أنا شخصيا أشعر أن كلمة "ملاك" مثلا هي كلمة مؤنثة، وأن تذكرها لحن في العربية وخطأ لغوي مع أن القران يوردها مذكرة ويكفر من يؤنث الملائكة .. وكثير غير ذلك من أساليب البلاغة العربية لا تمت بصلة للقران ولا توافق لغة القران ذائقتي فيها مع أنني عربية لا أحتاج لمعرفة إعراب الكلمة كي أعرف إن كان يجب أن يرفع آخرها أو يضم أو ينصب.. بل أشعر بذلك وحسب.. ما علاقة العربية بالإدغام والإظهار مثلا..؟:huh:
أما هؤلاء القبليون الذين ينكرون على باقي العرب عروبتهم فهم الحالة الخاصة وليس العامة، وهم ينكرون على من خارج قبيلتهم أن يتزوج من بناتهم وإن كان ينتمي لنفس القطر، ربما لا يعترفون بالدولة أيضا، وليسوا أحسن ناس يمكن أن نتعلم منهم أو نستشهد بما يفعلون..
الدين الإسلامي أيضا لا يخدم كثيرا القضية الفلسطينية فهو دين جاء متأخرا واعترف باليهود، على رأي القرضاوي ( اليهود الذين عبروا مع موسى البحر هم أحنا) ما سينكره اليهود طبعا.. بينما العربية كلغة مشتقة من نفس الأصل اللغوي الذي اشتقت منه العبرية/الكنعانية (والآرامية أعتقد؟) تثبت أن العرب هم أصحاب الأرض لاسيما أن العربية من بينهن هي التي بقيت وانتشرت وعاشت قبل الإسلام وبعده.