علينا ان نسأل .. هل تمثل تصريحات "شهيب" العنصرية موقف الحكومة اللبنانية .. ؟ مقالات واراء


اعتقد بان الموضوع بحاجة الى توضيح ، فنشر رسالة النائب اللبناني "اكرم شهيب" في وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية ، وهو عضو اللقاء الديمقراطي الذي يتزعمه وليد جنبلاط احد رموز قوى " 14 آذار" ، نشر الرسالة بهذا الشكل مطالبا فيروز بعدم الغناء في دمشق تعطي طابعا رسميا للقضية.



ويمكن تفسيره على انه موقف "الحكومة" اللبنانية التي تسيطر عليها قوى "14 آذار" حاليا ، والرسالة بما حملته من عنصرية وكراهية وإلغاء للشعب السوري ، تشكل سابقة في التعاطي السياسي بين البلدين يجب الوقوف عندها.


فلم يسبق( على حد علمي ) في خضم الكثير من السجالات السياسية بين الأنظمة بان يقوم نظام سياسي في احد الدول العربية بتوجيه اهانة لشعب دولة عربية موثقة برسالة تنشر في وكالة الانباء الرسمية ، ولم يسبق لسياسي عربي في أي موقع من مواقعه ان وجه خطاباً لشعب دولة اخرى فيه من الاستخفاف والتحقير ما ورد في رسالة "شهيب" لفيروز.


لقد تعودنا من شخصيات "14 اذار" على دق الاسافين بين الشعب والنظام ، ولو كانت فيروز آتية لدمشق لتغني في حفلة خاصة للنظام السوري لكنا وضعنا هذا الموال في ذاك "المقام" ، لكن فيروز ستغني للشعب السوري الذي عشقته وعشقها ، واضحت منذ عقود توأم شمسنا نصحو فجر كل يوم جديد على صوتها ، ليأتي اعلان قدومها الى دمشق ملاقاة لحلم جميل انتظرناه سنوات طويلة ..


ففيروز التي " تتربع على عرش احرار العرب" ستترجل من وجهة نظر "شهيب" عندما تغني في دمشق ، وشهيب يصف " دمشق عاصفة الثقافة العربية" بـ "المهزلة" ، وينهي الرسالة "بأمر" قاطع " لا تغني في دمشق يا فيروز".


اعود لاقول اذا كانت "الرسالة " تمثل وجهة نظر "النائب التابع" للقاء الديموقراطي ، فان الموضوع لا يستحق عناء الرد ، اما اذا كانت " الرسالة" تمثل موقف "الحكومة" اللبنانية بتوجيه اهانات مباشرة للشعب السوري وتنقل موقفا رسميا لفيروز بشكل غير مباشر لإحراجها من خلال لعبة سياسية "قذرة" ومنعها من الغناء في دمشق . . فهذا موضوع آخر يحتاج معالجة من نوع مختلف ..


في كل الاحوال ، فيروز عندما غنت في دمشق وغنت لدمشق ، لم تنتظر الإذن من احد .. وستبقى فيروز معشوقتنا وشعاع في نور شمسنا يشرق علينا كل صباح ، وادعو النائب "المحترم" لكي يسمع بصوت فيروز اغنيتها "حملت بيروت" .. عندها سيعرف ان صوت فيروز لم ولن يغادر دمشق ، ولن يستطيع احد ان يغلق الحدود في وجه صوت وصل للنجوم لكنه عاش أبدا في قلوبنا ..



حملت بيروت في صوتي و في نغمي .. و حمّلتني دمشق السيف في القلم
فنحن لبنان وِكر النسر دارتنا .. و الشام جارتنا يا جيرة الهمم
من ها هنا نسمات المجد لافحة .. و من هناك رايات على القمم
أنا على الدرب يا وادي الحرير هوا بين الحبيبين ما قلبي بمنقسم
..

و يا هوا من دمشق لا يفارقني سُكناك في البال سُكنى اللون في العَلَمِ



نضال معلوف