المشكلة أن القرآن لم يعطي تعريفاً واضحاً ومحدداً لما أطلق عليه "الجن". فالعبارة مطاطة تشمل كل ما هو "خفي" عن نظر البشر. فلو فرضنا أن العلم أثبت يوماً ما حقيقة الأشباح لقلتم هذه الجن التي تكلم عنها القرآن ولو كانت هناك مخلوقات فضائية UFOs استطاع البشر الاتصال بها لقلتم هاه .. أنظروا .. هذه هي الجن التي تنبأ عنها القرآن والتي تتخطفها الشهب والنيازك وهي تسافر عبر الفضاء الكوني الفسيح بصحونها الطائرة!

يعني في الحقيقة القضية ليست إخبار أو تنبؤ غيبي ولا يحزنون إنما مجرد تفسير للقرآن بالعلم. وحيث لم يعطنا القرآن تعريفاً علمياً دقيقاً لمصطلح "الجن" فبالتالي لا يمكننا اختبار صدق تنبؤه من كذبه. وأنا في الواقع أستغرب كيف فسرتَ الملائكة بأنها قوانين الكون وليست مخلوقات عاقلة رغم وضوح ذلك في حوارها مع اللـه بكونها "تتعجب" و"تتسآل" لكنك في نفس الوقت تقبل بكون الجن مخلوقات عاقلة ولا تؤل معناها على طريقتك كما أولت معنى الملائكة. وتجدر الإشارة هنا أن القاديانية الأحمدية لا تعترف بكون الجن أطيافاً خفية بل تقول بأنها تعبير قرآني عن الجراثيم والبكتيريا والفيروسات والتي هي "جن" بمعنى أنها خفية عن أعين البشر المجردة لكونها متناهية الصغر.

Arrayالامر اشبه بإعطاء كتاب علمي معقد لطفل صغير .... كلما تعلم الطفل كلما زادت قدرته على فهم هذا الكتاب و كلما نما تفكيره... و هذا حال البشرية مع القران ..[/quote]
يجب أن نفرق هنا بين أمرين:
1- القول بأننا نفسر القرآن بالمعطيات العلمية حتى ندفع تعارض النص الديني مع العلم. وهذا ليس مختص بالإسلام فحسب بل معمول به في باقي الديانات كالمسيحية واليهودية.
1- الإدعاء بأن مقصود كاتب القرآن من بعض آيات الكتاب هو التفسير العلمي الحديث المُكتشف وليس التفسير الموجود في عصره وزمنه كما فهمه اصحابه ونقلوه لنا ويكون القصد من هذا الإدعاء إثبات أن القرآن كلام اللـه ، وهذا ما يُسمى بالإعجاز العلمي والذي يتضمن مغالطة منطقية حيث يُسلّم مقدماً بأن القرآن كلام اللـه العليم ثم يستنتج أن القرآن كلام اللـه كما وضحنا في منهجية الحوار الدائري مع الإعجازيين في المداخلة قبل السابقة.

تحياتي وشكراً على الحوار معك. :97: