عيون وآذان (أقول ما يقول كل عربي)
جهاد الخازن الحياة - 16/01/08//

حملات المتطرفين على السناتور باراك أوباما نزلت الى درك الكذب، والمحافظون الجدد، كما شرحت أمس، لا يرون فيه سوى أن اسمه الاوسط حسين، وهم بالتالي سيؤيدون أي مرشح ديموقراطي آخر أو جمهوري للرئاسة.

اليهود من المحافظين الجدد أقلية بين اليهود الذين يصوت حوالى 80 في المئة منهم دائماً لمرشحي الحزب الديموقراطي، وهم بالتالي عصابة متطرفة تعمل لاسرائيل وعلى حساب المصالح الأميركية.

بعض الأرقام: اليهود في الولايات المتحدة اثنان في المئة من السكان، ولهم 13 عضواً في مجلس الشيوخ، أي ان تمثيلهم في المجلس يبلغ 650 في المئة من عددهم. وفي مجلس النواب هناك 30 عضواً يهودياً من أصل 430 عضواً، أي انهم حوالى سبعة في المئة من الأعضاء (جميع الشيوخ اليهود ديموقراطيون باستثناء اثنين، وجميع النواب اليهود ديموقراطيون باستثناء واحد).

مع هذه الخلفية اختير كيث اليسون عضواً عن الحزب الديموقراطي في مجلس النواب في انتخابات 2006، فلم تتردد مجلة «كومنتري» المتطرفة في العودة الى ماضيه وهو شاب عندما كانت له علاقة بجماعة «أمة الاسلام» ورئيسها الداعية لويس فرخان الذي كانت له مواقف لاسامية.

اذا كانت هناك مواقف لاسامية، فهي مدانة وأسبابها غير مقبولة. كذلك فالتطرف الآخر مدان خصوصاً انه يشجع التطرف المضاد، ويسهّل على الارهابيين مهمة التغرير بالجــهلة والــصغار.

السناتور جو ليبرمان ليست له مواقف عنصرية ضد العرب والمسلمين، الا ان كل مواقفه وكل تصويت كان في قضايا العرب والمسلمين ضد مصالحهم، وكذلك النائب توم لانتوس في مجلس النواب. وهذان وأعضاء آخرون وقفوا دائماً مع اسرائيل حتى وهي تقتل وتدمّر وتواصل احتلال الأرض 40 سنة بدعم أميركي سياسي واقتصادي وعسكري.

المتطرفون هؤلاء لا يفعلون سوى أن يزيدوا العداء للسياسة الاميركية، ويلطخوا جميع اليهود بسياساتهم المتطرفة، وهم عندما يوقفون جزءاً من المساعدة الأميركية السنوية لمصر لا يفعلون سوى زيادة الضغط الشعبي المصري على الحكومة لاتخاذ مواقف متشددة ضد اسرائيل، فمعاهدات السلام كانت دائماً مع الحكومة لا الشعب في مصر. وبالمناسبة، وزير الخارجية أحمد أبو الغيط من هذا الشعب، وعندما يتهمه الاسرائيليون بالتطرف فهم يمنحونه وساماً في الوطنية يستحقه.

المتطرف المعروف دانيال بايبس دعا في 21/11/2006 الى اعادة النظر في معاهدة السلام المصرية – الاسرائيلية بعد أن أظهر استطلاع للرأي العام المصري شمل ألف مواطن فوق 18 سنة ان 98 في المئة منهم يعتبرون اسرائيل عدوّة، واثنين في المئة فقط يعتبرونها صديقة.

بايبس لم يكتسب شهرته في التطرف عبثاً، فهو يكتب صفحتين عن عدم فائدة أي معاهدة سلام، وعن العداء لاسرائيل، من دون ان يعطي السبب ولو تلميحاً.

أنا أقول له ما يقول كل عربي: اسرائيل دولة محتلة معتدية تقتل النساء والاطفال، وهي بقيادة حكومة فاشستية تفاوض على السلام وتدمّره بزيادة المستوطنات وتوسيعها.

مع نهاية 2007 كان سجل الجريمة الاسرائيلي هو قتل 866 قاصراً فلسطينياً منذ 29/9/2000، في مقابل 119 قاصراً اسرائيلياً في الفترة نفسها، وأنا أعود الى الأرقام مع زيادتها شهراً بعد شهر، فهي جزء من العنصرية الاسرائيلية التي حولت قطاع غزة الى معسكر اعتقال نازي، وتركت مليون قنبلة صغيرة وراءها لتقتل المدنيين في لبنان، وعزلت الفلسطينيين بعد 1948 داخل بلادهم، كمواطنين من الدرجة الثانية على رغم الديموقراطية المزعومة.

هناك متطرفون لا يريدون السلام بين اسرائيل وجيرانها، ولعلهم لا يزالون يحلمون بإسرائيل من النيل الى الفرات، مع انها لم تقم يوماً في أي مكان من فلسطين أو غيرها. ولذلك نجد ان المتطرف الآخر جوشوا مورافشيك يكتب مقالاً طويلاً بعنوان «أسوأ رئيس سابق» أيضاً في «كومنتري».

أســوأ رئيــس سابق هو جيمي كارتر في نظره، مع ان كارتر كان الرئيس الاميركي الوحيد الذي نجح في عقد معاهدة ســلام بين اســرائــيل وبــلد عــربي، فــأخرج مــصر مــن مــعادلة الــحرب.

مصر قد لا تكون «أم الدنيا» كما يقول المصريون، الا انها حتماً أم الدنيا العربية، وإذا خرجت من السلام مع اسرائيل تفقد هذه فوراً شرعيتها في المنطقة.

عصابة الاقلية المتطرفة تفضّل الحرب أو جو الحرب، وهي الوجه الآخر للارهاب والعنصرية وكل تطرف. غير انها في النهاية أقلية، فغالبية اليهود تؤيد اسرائيل حتماً، ولكن ليس «على عماها»، والاستفتاء المشهور الذي نظمته اللجنة اليهودية الاميركية أظهر اهتمام اليهود الأميركيين بقضايا حياتهم، من اقتصاد وضمانات صحية وإرهاب وأمن على الاهتمامات الاخرى، فتأييد اسرائيل احتل المرتبة الاخيرة ولم يقدمه في جدول الاهمية سوى ستة في المئة من اليهود الأميركيين.

يفترض في أي يهودي ويتوقع منه ان يؤيد اسرائيل، غير ان الجماعة المتطرفة تتجاوز ذلك الى العمل لحروب على أعداء حقيقيين ومفترضين، ما يزيد الكره المتبادل ويعرقل السير نحو السلام.



ziad

what your answer to mr jihad al khazeen