بيوتيفل مايند ..
أعذرني .. كتبت ردّي السابق قبل أن أقرأ تعليقك الأخير ..

Arrayالعلمانية الشاملة
وهي رؤية شاملة للواقع تحاول بكل صرامة تحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والغيبيّات في كل مجالات الحياة. ويتفرع عن هذه الرؤية نظريات ترتكز على البعد المادي للكون وأن المعرفة المادية المصدر الوحيد للمعرفة وأن الإنسان يغلب عليه الطابع المادي لا الروحي، ويطلق عليها أيضاً "العلمانية الطّبيعية المادية" (نسبة للطّبيعة والمادة).[/quote]

هذا التعريف صحيح لما يسمّى العلمانية "الشاملة" .. لكن ما يضحكني فعلاً أنّ هذا النوع من "العلمانيّة" ما يزال ترفاً فكرياً وفلسفياً لم يجد له مكاناً على الساحة السياسيّة في كلّ العالم .. لم أصل بعد لما يضحكني .. فما يضحكني هو أنّ هذا "الترف الفكري" وصل لعلمانيّينا العرب قبل أن تصلهم العلمانية "الجزئية" وقبل أن يعيشوها ويتنعّموا بنعمها .. فقفزوا فوق التاريخ وتقوقعوا على ذاتهم بأحلامهم الطوباويّة .. بل خدموا الخطاب المتطرّف وأصبحوا وجهاً آخر من وجوهه ..

العلمانيّة كما أفهمها هي حريّة فكرية وسياسية لا تقوقعها عقيدة .. وهي عقد اجتماعي يكرّس مبادئ الديمقراطية ويصون حقوق المواطنة ..
أما العلمانيّة الشاملة* .. فهي علمانيّة (من اسمها) "شموليّة" .. إن قفزنا فوق التاريخ احتجنا لجماعات "شموليّة" تقودها وتفرض نظرتها بالعنف ربّما وتهدم مبادئ الديمقراطيّة والحرية كما لنا من التجربة السوفييتيّة من مثال يحتذى ..
أما إن تركنا عجلة التاريخ تمضي .. لربّما وصل لها المجتمع بعفويّة وعشوائية .. وحتّى ذلك الحين .. يكفي تقوقعاً بأحلام طوباويّة .. وبناء لقصور خياليّة (يحرسها رمح مخمليّ:)) ..
لذا أرى في مصطلح "علمانيّة شموليّة" .. مصطلح تنبّئيّ .. إن أسأنا استخدامه وأدخلناه عنوة في المسار التاريخي لأي منطقة جغرافيّة .. قضينا على علمانية إنسانية حرّة .. نتمنّاها ..

ما بالكم غير مستعدّين لدفع ربع الأتاوى التي دفعتها أوروبا لتصل إلى علمانيّتها .. وبذات الوقت تريدون أن تقفزوا حتّى فوق أوروبا ..

خوليو


هامش ..

* من التعريفات المبسّطة للعلمانيّة الشمولية : فصل الدين عن السياسة .. بينما تعريف العلمانيّة الجزئية كما ننادي به هو : فصل الدين عن "الدولة" .. وللتعريفين اختلاف جوهري كبير ..