ما اراه في هذا المقال هو جناية بحق الغزالي، لا جناية للغزالي .. وعليه اود ان اسجل النقاط التالية:

1- إسقاط بعض المفاهيم السائدة في عصر الغزالي، والتي كانت يستحسنها الذوق المعرفي آنذاك ويدعو لها، على بعض الظواهر الجارية اليوم بكل ما فيها من أمور ممجوجة ومتخلفة، بطريقة تحمل الغزالي بفكره وفلسفته تبعتها. ومن ثم الشطح في بعض الموارد، فالغزالي الذي حار به كبار اساطين الفلاسفة، وتبحر في فكره عمالقة وارباب الفكر، نرى الكاتب يقول فيه – في مكان ما من كلامه – "الغزالي قد الغى العقل نهائيا" (او بما معناه)..

2- الاقتصار بالنقد على ظواهر خطاب الغزالي، أو إختصار مبنى الغزالي بكليمات لا تشي بكل المطلب المقصود بالنقد، الامر الذي قد يوحي بنوع من نزع الكلام عن سياقه ليوافق فكرة ما بذهن الكاتب نفسه، مستغلا بذلك ما اشتهر عن الغزالي من تعدد الوجوه في قرآته والتي قد تعكس بظاهرها نوع من التناقض (ما بين الفيلسوف والمتكلم والمتصوف) فيما يذهب.. وهو بهذه الطريقة وهذا الاسلوب يخالف الغزالي نفسه بالتعامل مع النقد، اذ سجل للرجل انه قد ابدع بإيراد الفكرة بكل تفاصيلها وتفريعاتها قبل ان يتناولها بالنقد والهدم.. وخالفه ايضا باعتبار الاخذ بظاهر القول، لما كان يوجبه الغزالي من التعمق في التأويل للنصوص..

3- مع اشارة الكاتب الى الازمة التي مر بها الغزالي والتي دعته للبحث، وجبلت منه شخصية علمية موسوعية نالت من كل علم ذي سبق آنذاك نصيبا، بل النصيب كله، تراه – للكاتب – يحمل على الغزالي ويعيب انتسابه الى فكر معين، متناسيا او غاضا عن الصراع الفكري – فضلا عن السياسي - الذي كان مشتعلا حينها بين المذاهب والآراء، التي تحتم انتماء المرء الى فكر ما، والاقرب في هذا ما قد يفرضه واقع حال وتنشئة وبيئة وظروف المرء ..

4- اما علم الكلام، وعلى ديدن الكاتب بالاقتطاع، فقد وجه بال القارئ الى كون الغزالي من ابغض والد اعداء هذا العلم، دون الالماح الى كونه كان يرى فيه قصورا في الوصول الى الاله الذي يبحث عنه الغزالي، ودون الاشارة في الآن عينه الى ما امتدح به الغزالي هذا العلم، حتى ولو كان امتداحه ناتجا عما يرى فيه من "ذب عن العقيدة".

وقد يكون لي عودة

تحية