عابد عازرية يحيي حفله الموسيقى الأول في دمشق بعد غياب أربعين عاما





17/1/2008

دمشق - أ.ف.ب

احيا الموسيقي السوري المغترب عابد عازرية حفله الغنائي الاول في دار الاوبرا بدمشق مساء الثلاثاء بعد غياب دام اربعين عاما, بمشاركة المغنية الاسبانية انا فيليب وثلاث فرق موسيقية, عربية واسبانية وفرنسية.

واعتبر عازرية ان حفلته التي قدم فيها اغنيات اسطوانته "نصيب" هي تحية للحضارة الاندلسية, التي استوحى منها موسيقى الاغاني في بحثه عن الروح الأندلسية, لان تلك الحضارة برايه كانت بمثابة "المعجزة"التي مزجت بين اناس مختلفين "وكانت بداية المواطنة, وهذه المواطنة هي اجمل من الديمقراطية الحالية".

واضاف ان الاندلس "تأسست على قبول الاخر والانفتاح عليه. لم يكونوا يقولون انا سوري او جزائري او اسباني, كانوا يقولون هذه حضارتي".

ونفى ان يكون تقديمه للحفل, ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية ,2008 يأتي متضافرا مع جهد منظمي الاحتفالية لتغطية ما يعتبرونه البعد الثقافي الاندلسي لدمشق, والذي يرجون تكريسه عبر الحفل الذي سيحتضنه قصر الحمراء في غرناطة في 31 كانون الثاني.

وعن سبب غيابه الطويل, في اقامته الفرنسية, قال عازرية لوكالة فرانس برس "انها المرة الأولى التي يدعونني فيها للغناء في سورية, وانا لبيت الدعوة".

واوضح ان اختيار موسيقى "نصيب" لتقديمها في حفلته لم يكن خياره "بل هذا ما اراده منتجو الحفل بعد ان حضروها في بيروت".

واقيم الحفل في صالة الدراما في دار الاوبرا, التي تستوعب 700 شخص, وليس في القاعة الكبيرة التي تتسع ل¯ 1200 شخص. وعزا عاملون في دار الاوبرا ذلك لانشغال القاعة الكبيرة التي تتحضر لاحتضان مسرحية "صح النوم" للفنانة اللبنانية فيروز, ابتداء من 28 كانون الثاني.

وضمت حفلة "نصيب" ثماني اغنيات ومقدمة موسيقية, وهي مشروع موسيقي انهى عازرية العمل عليه عام ,1988 وتم انتاجه لاحقا. وتشمل الاغاني مقتبسات من مجموعة نصوص شعرية اندلسية تعود الى القرن الحادي عشر, وتناوب على غنائها كل من عازرية وفيليب, بمصاحبة موسيقى توحد فيها الفلامنكو الاسباني والتقاسيم والايقاعات الشرقية مع الموسيقى الكلاسيكية.

واطرب عازرية الحضور بصوته, منقلا اياه بين الطبقات المنخفضة والمرتفعة.

كما شارك في العزف على الدف ليوجه عازفي الايقاع الى التيمة التي يريدها في احدى الاغنيات, ورقص على ايقاعات الفلامنغو مع المغنية الاسبانية, وكان يرتدي زيا تراثيا, من قميص احمر طويل وسروال أسود وحذاء رفيع, مستوحى من ازياء الاندلس ويوائم أجواء الموسيقى. واثار حماس الجمهور عندما دعا كل من افراد المجموعة الاسبانية ليقدم رقصة منفردة في نهاية الحفل.

واصر عازرية على توجيه تحية لحضارة الأندلس, قبل أدائه اغنية "يا غزال" التي كتبها شاعر مجهول, وتتغزل بعيون المراة وسرعة لحظها, وقال ان تلك الحضارة قدمت علوما "عجيبة" ومتنوعة, وصنعها السوريون الامويون الذين ورثوا الكثير من الحضارات التي سبقتهم, وصبوها في حضارة اسلامية نقلوها معهم حيثما ذهبوا".

وحول تقديمه حفله ضمن احتفالية دمشق الثقافية, أبدى عازرية تقديرا لجهود منظميها, معتبرا انها "المرة الاولى التي تشهد فيها سوريا تظاهرة ثقافية هامة تمتد على مدار العام". ولم يسق اي مبرر لعدم احيائه حفلا سابقا سوى عدم توجيه الدعوة له.

وتمنى ان يكون حفله فاتحة لحفلات اخرى قادمة تكون مفتوحة اكثر للجمهور السوري. وسيحيي عازرية حفلا آخر في حلب الجمعة.

والموسيقي المغترب هو ملحن ومغن وكاتب, من مواليد حلب, التي عاش فيها طفولة مشبعة باجواء الموسيقى الروحية, من مسيحية واسلامية كانت تملا اجواء حلب وحيث اكتشف الاغاني الغربية المتنوعة.

غادر إلى بيروت, التي طالما تردد اليها لوجود اقاربه فيها, ليدرس الادب العربي, ثم ترك الدراسة وتوجه الى باريس ليتعمق في الموسيقى على اختلافها, وهو يقيم هناك منذ عام .1967

وأصدر عازرية اول اسطواناته عام ,1970 وقدم العديد من الاعمال الموسيقية التي تستوحي الاجواء والاشعار الصوفية مستعينا بصوته الذي يلامس اجواء الطقوس الشعائرية الشرقية, ومنها اسطوانة " ملحمة جلجامش", وآخر أعماله كان غناء أشعار عمر الخيام.


http://www.youtube.com/watch?v=g22UOfW-imM