عندما تتيح لك الحياة الفرصة للإنطلاق لتحقيق الحلم، لا بد لك أن تغتنمها ولا تفرط بها، لأنك لا تدري متى قد تكون الفرصة القادمة! تبحر في محيط الحياة التي كنت قد وضعت له خريطة مسبقا، باحثا عن تلك النجمة البارزة على خريطة "الكنز" والتي أطلقت عليها اسم "هدف" أو "حلم" أو "طموح" ... إن كنت محظوظا، ستتلاطمك الأمواج العاتية بين الفينة والفينة لتعطيك لمحة عن مدى جمال الحياة والصراع فيها بحثا عن ذلك الهدف. قد يتغير مكان تلك النجمة على خريطتك، فتختار لنفسك نقطة أبعد، إلا أنها أكثر غنى بالجمال وامتلاءا بالأمل.

النقطة الوحيدة التي ربما نشترك بها جميعا هي نقطة البداية، ألا وهي النقطة التي ننظر خلفنا مرة بعد أخرى لنبتسم لها ونقول "سقا الله أيام زمان":)ببساطتها أو تعقيدها، بحلوها أو مرها، تبقى تلك النقطة هي نقطة العودة التي قد نتمنى كثيرا خلال رحلتنا أن نعود إليها لنحصل على قليل من زاد أو دفء لنستعين بها على مواجهة تلاطم الأمواج وتقاذفها في طريقنا.

نقطة بدايتي هي المدينة التي ترعرعت فيها وقضيتُ فيها طفولتي وجزءا من شبابي ومراهقتي. 21 عاما من حياتي قضيتها بين حارات وأزقة مدينة الزرقاء، حتى باتت محفورة في ثنايا وجداني مع بقية الصور الجميلة لأهلي وأصحابي ... أضحت مدينة الزرقاء بالنسبة لي جزءا من شخصيتي، قطعة من ذاكرتي لم ولن يمحوها الزمان، صارت تلك الدثار الدافئ الذي ألجأ إليه كلما قسى علي الزمان ... أعود كل مرة لأرتمي بين أحضان الأهل والأحبة، ولأقبل شوارع تلك المدينة البسيطة وأقول "دثروني دثروني ... زملوني زملوني"

كنت قد كتبتُ موضوعا في منتدى آخر عن الزرقاء ولم أكمله، سأبدأ بالنقل هنا ومن ثم أكمل من حيث أنهيت إن شاء الله ... سأكتب بالعامية حتى يبقى البساط أحمدي ويتناسب مع موضوع الكلام، لذلك عذرا منكم(f)

لي عودة