بخصوص الغلاء فالذي يجب أن يدركه الجميع أن الحكومة ليس لها أي علاقة بالأسعار والأمر يخضع للعرض والطلب والأسعار العالمية .... يعني بالعربي الفصيح مبارك لايستيقظ من النوم صباحا مزاجه متعكنن فيقوم برفع الأسعار للتنكيد علي الشعب بل هو أيضا عبد المأمور بالنسبة لهذا الموضوع ولايملك حياله أي شئ.

أنا حطيت بنزين في أمريكا يوما ما ب90 سنت للجالون واليوم جالون البنزين تمنه 3 دولار وأنت طالع والحكومة الأمريكية بجلالة قدرها لاتستطيع فعل أي شئ حيال ذلك!!!..... وهنروح بعيد ليه في أخر نوفمبر من العام الماضي أفلست مستشفي تسمي Pascack valley بمدينة تدعيwestwood بنيو جيرسي وأغلقت أبوابها وتم تسريح كل العاملين بها وذلك بسبب مديونيتها ورغم أنها المستشفي الوحيدة بالمنطقة فلم يسرع لنجدتها أحد وتركوها لمصيرها المحتوم!!!! هل الحكومة الأمريكية عاجزة عن إنقاذ مستشفي مفلس بحفنة من الدولارات? وهنروح بعيد ليه شركة Enron عندما أفلست تركتها الحكومة وكان كل مافعلته هو التدخل قانونيا للكشف عن أي إنحرافات مالية وعدا ذلك فقد خسر العاملون بتلك الشركة الجلد والسقط وكان هذا نفس الوضع مع شركات الطيران التي أعلنت إفلاسها بعد أحداث سبتمبر.

موضوع الدعم الذي في مصر مشكلة ضخمة وعبء علي الميزانية أجلا أم عاجلا ستعجز الحكومة عن تسديد فاتورته ويجب أن يؤهل الشعب المصري نفسه لهذا اليوم.

بالنسبة لمأساة 18 ,19 يناير77 فالسادات بالفعل شرح قبلها بفترة قصيرة أن البلد تمر بأزمة مالية ويجب تخفيف عبء الدعم لمواجهتها والزيادة التي حدثت كانت في أنه بدلا من أن يكون رغيف العيش بتعريفة أصبح بقرش!!! وعلي المستوي الشخصي وكحثالة بروليتاريا تأثرت فعلا بتلك الزيادة لكن لم يكن هناك مفر من إبتلاع الدواء المر وتفهمت الموقف وحتي لو لم أتفهمه ورفضت تلك الزيادة فما علاقة ذلك بحرق الأتوبيسات والترمايات ومهاجمة المحلات ونهبها وحرقها!!!!

وقتها أنا كنت في المرحلة الإبتدائية وسمعت دوشة بالشارع فخرجت للبلكونة لمشاهدة مايحدث فرأيت مايشبه عصابة من البلطجية يحملون عصي وزجاجات حارقة والغريب هو وجود عدد كبير من الأطفال معهم لاتتعدي أعمارهم العاشرة مهمتهم قذف السيارات وواجهات المحلات بالطوب والحجارة وتهشيم يفطها واللمبات الخارجية لها ومن حسن حظ المحلات بشارعنا أنها كانت مغلقة فلم يصيبها ضرر كبير أما بعض تعساء الحظ الذين كانت محلاتهم مفتوحة وقت الهجوم فقد تم نهبها والإعتداء علي أصحابهاورغم إني شوارعجي وأعرف طوب الأرض وحثالة بروليتاريا كما ذكرت سابقا إلا أني لم أتعرف علي أي شخص من المشاركين في هذا الهجوم وفي صباح اليوم التالي تسللت إلي شارع شبرا رغم حظر التجول لمعاينة مايحدث علي الطبيعة لأفاجأ بأن أتوبيسات النقل العام محترقة في وسط الشارع!!!!! وعندما أطلق السادات عبارته الشهيرة" دي مش إنتفاضة شعبية دي إنتفاضة الحرامية" كنت أشاهد هذا الخطاب علي شاشة تلفزيوني الأبيض وأسود الحبيب ومانطق به كان أصدق تعبير عما رأيته وشاهدته بعيني.

أرجو من الزملاء الذين عاصروا تلك الأحداث أن يدلوا بشهادتهم ويقولوا إذا كنت أنا أبالغ أم ماذكرته كان الحقيقة بدون رتوش.