الا تلاحظ -يا عزيزي اوارفاي- انك تسارع باتهام الطائفية لكل من يتناول الشأن العراقي؟ عزيزي هذا اسمه بعلم النفس اسقاط ، وهي حيلة نفسية يلجأ اليها البعض ، اسأل نفسك الا يمكن ان يكون هناك بعد لاطائفي في الموضوع؟ فقد شهدناك امس تعارض الاخوان ثم رأينا لك اليوم مواقف تتفهم لهم مواقفهم ، وياللعجب تصادف هذا مع تغير بعض المواقف السياسية للطيف السياسي اللبناني .
اعرف انه صعب عليك ان تتناول الشأن بطريقة لاطائفية ، لكن اطلب منك ان تحاول فقط.
علي فكرة معظم ما اقوله هو مايقوله التيار الامريكي المعارض للحرب وهؤلاء لايمكن اتهامهم بالطائفية باي حال (ام انك تعتقد انهم طائفيون هم ايضاً؟).
من العبث الحديث عن انجازات للحكومة العراقية لاسباب عديدة:
اولا لان اللحم العراقي الحي موزع بالفعل علي الدول العربية ، ولو كان هناك تحسن لشعر به اصحاب الشأن ذاتهم ورجعوا ، فاصحاب الشأن لن يلتفتوا للبروباجندا وانما اغلب الظن انهم يستقون معلوماتهم مباشرة من العراق بطرقهم الخاصة ، فلا ادري هل انت تزايد عليهم مثلاً؟ هل اانت تفهم بالوضع العراقي افضل من العراقي ذاته الذي لايثق بهذا الوضع ويفضل عليه الغربة في بلدان عربية؟
ثانياً بعض ذوي المخ-المؤخرة يعرضون هنا كم مشروع لو جمعتها علي بعضها فلن تتجاوز مئات الملايين باي حال ، فاين هذا من المليارات التي ضاعت بسبب الفساد؟ النهب الامريكي الذي فضحته الصحافة الامريكية؟ محطات مياه الشرب وتوليد الكهرباء والاتصالات التي قصفها الطيران الحربي الامريكي ؟ الكليات والمصانع الحربية التي تم حلها؟
عقلية عجيبة غريبة تقصقص قصاقيص من البروباجندا وتغفل عن الصورة الكبيرة وهي ان العراق خسر بالفعل الكثير في تلك الحرب الاخيرة لدرجة انه لكي يصل لمرحلة 8 ابريل 2003 من حيث نوعية الحياة فان امامنا عقوداً علي الاقل. وللاسف فمن يحكم العراق ليس اهلاً لهذه المسؤولية لاسباب موضوعية كما اراها بارقام وحسابات التنمية ومؤشرات الاداء الحكومي . ما شهدنا منهم الا هوساً سلبياً بالفترة السابقة لهم . فهم مازالو يعيشون فيها وتعيش فيهم.