{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الشك عند أبى العلاء المعري
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
الشك عند أبى العلاء المعري
أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلٍ فاتّبعْهُ ، فكلّ عقلٍ نبي 1
من هذه الرؤية ندخل إلى عالم أبى العلاء المعري ونظرية الشك لديه ، حيث نرى رؤيته الشكية في كل ما يجرى من حوله ، فلا جوامد ثابتة أو غير قابلة للتحليل والنقد ، وربما كان العمى عند أبى العلاء عاملا نحو رؤية الأشياء مجردة ، وهذا ما نراه في اشتقاقاته اللغوية التي نراها في مؤلفاته ، حيث تجري على الأقيسة اللغوية حتى لو لم تكن مستعملة في عصره ، فاللغة ليست مقدسة عند أبى العلاء بل هي قابلة للتأليف والنسخ والحذف والإضافة .
من خلال المنهج التحليلي الذي سأتبعه هنا أحاول ترسيم نظرية الشك لدى المعري ، وكيفية وضع أُطُرٍ لها تساعدنا على نقد نظرية الشك لديه إيجابا أو سلبا .
يصرح المعري في "رسالة الفصول والغايات" بتأرجحه بين القبول والرفض للحياة فيقول : " نفس تأمرني بذلك ، ونفس تنهاني"2 ؛وربما كان يعني التخلص من الحياة ولذا فهو يصرح في رسالة الغفران:"قد كدت ألحق برهط العدم ؛ من غير الأسف ولا الندم، ولكنما أرهب قدومي على الجبار" 3

وكيف أنه ضاق بالعالم من حوله " طفت الآفاق ، فإذا الدنيا نفاق ؛ ومللت من مداراة العالم بما يضمر غيره ما يظهره الفؤاد، فاخترت الوحدة على جليس السوء"4

ولقد عشتُ مع المعري سنوات عديدة في أثناء بحثي حول قضايا النقد والبلاغة في تراث أبى العلاء المعري"5 حيث أنني حاولت في هذه الدراسة بيان منهج المعري النقدي ؛ النظري والتطبيقي.وقد ساهم ضياع معظم مؤلفات المعري - على نحو ما سأوضح بعد-في اختلاف الباحثين حوله حيث إن كتبا كاملة فُقدت وأجزاء من كتب أخرى فُقدت أيضا ؛لذا فإن ما نعرفه عن المعري هو معرفة نسبية وبذلك تكون الأحكام النقدية نسبية أيضا .

ولقد شُغل عدد كبير من الباحثين العرب بالمعري ولعل أشهر هذه الدراسات كتاب الجامع في أخبار أبى العلاء وآثاره لمحمد سليم الجندي؛6 لكن هذه الدراسة لم تكن إلا تجميعا لآراء المؤلفين العرب القدامى وعلى هذه الطريقة جمع الدكتور طه حسين وآخرون أخبار أبى العلاء في كتاب أطلق عليه " تعريف القدماء أبى العلاء " وهو تجميع لمعظم تراجم أبى العلاء في التراث العربي والفارسي ولكننا لا نرى فيها نقدا أو تحليلا. أما كتاب إبراهيم السامرائى "مع المعري اللغوي"7 فقد حفل بالأخطاء المنهجية على نحو ما وضحت في كتابي " قضايا النقد والبلاغة في تراث أبى العلاء المعري"8

في مؤلفات طه حسين حول المعري:"صوت أبي العلاء " و " مع أبي العلاء في سجنه " نلمح الأديب طه حسين ويختفي الناقد ويظل المدافع عن المعري دائما ، وقد نحى الملوحي الطريق ذاته وهو الدفاع عن أبى العلاء إذ جاء كتابه "دفاع عن أبى العلاء المعري"9 في مسلك الدفاع إذ قسمه إلى قسمين : أولهما أبو العلاء مؤمن مسلم ؛والآخر شاعرية أبى العلاء .

ومن عجب أن آخر ما نشر حول أبى العلاء من الدكتورة بنت الشاطئ جاء دفاعا عن أبى العلاء أيضا.

وتأتى أبحاث المستشرقين حول أبى العلاء المعري ولعل أهم هذه الأبحاث هو ما كتبه Fischer A. حول Der Koran des abu al-Ala a al-Maarriالذي حاول أن يدفع عن المعري تهمة كتابة رسالته " الفصول والغايات " كمعارضة للقرآن لكنه وإن كان قد ألقى الضوء على هذا الكتاب النادر إلا أنه لم يستطع أن يفهم النصوص الأدبية فهما عميقا ويحللها تحليلا نقديا وربما كانت صعوبة لغة أبى العلاء وغموض تركيباته أحيانا سببا في هذا التناول من Fischerالذي رأى في المعري الشاعر العظيم والمفكر الكبير مما يوحي بإعجابه بالمعري .

وقد جاء Richard Hartmann في كتابه " Zu dem Kitab al-Fusul wa al Ghayat des Abul alaa al-Maarryليتبع Fischerفي رؤيته تجاه كتاب الفصول والغايات إلا أن أهمية كتابه فيما أرى ترجع إلى إشارته إلى أن كتاب المعري " الفصول والغايات " محاولة ضد الكتابات النثرية في عصره ؛ إلا أن أبحاث Margoliouth حول أبي العلاء لا تكتسب أهمية لأنها ترديد لآراء بعض النقاد العرب القدامى وأحيانا دون فهم ، وربما كانت محاولته في تحقيق رسائل أبى العلاء ونشرها أفضل ما قام به على الرغم مما ثبت من أخطاء وقع فيها في التحقيق إذ لا تخلو صفحة من تحقيقه من أخطاء .

وقد تناول Gabrieli F. و K.Brockelmannو A.Mezو Arthur wormhoudt في أبحاثهم أبا العلاء و ترجموا له نقلا عن تراجم العرب . وقد جاء مقال Nicholson في Enzyklopaedie des Islam مقالا مقتضبا حول المعرى وردد حوادث ثبت عدم حدوثها وقد أشار في مقاله إلى نقد المعري للتراث التقليدي في عصره . إلا أن مقال P.Smoorفي Encyclopaedia of Islamحول المعري يترجم ما حكاه القفطى وياقوت الحموي ، ورغم أنه كان مقالا abstractإلا أنه ساهم في عرض مؤلفات المعري بشكل واضح بُني عن فهمه لهذه المؤلفات . وقد تناولت Renataالمعري في ثلاث صفحات وركزت على قضية الزمن عند المعري وأهمية التركيب اللغوي لديه. ولقد قامت عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) بأفضل تحقيق لرسالتي أبى العلاء المعري : "رسالة الغفران" و "رسالة الصاهل والشاحج" ولا يستغنى عن تعليقاتها المصاحبة للتحقيق فقد كانت رسالة الغفران محققة تحقيقا سيئا من قبلها وقام باحث بسرقة تحقيقها ونسبه لنفسه فيما بعد .

ومن عجب أن معظم المستشرقين لم يتوقفوا أمام نصوص أبى العلاء بل كان معظم اهتمامهم هو محاولة إثبات أثر الفلسفة الهندية والإغريقية على حياة أبى العلاء وتراثه.

1-2

وأبو العلاء المعري هو أحمد بن عبدالله بن سليمان 363-449 هـ(=973-1057م) المولود في معرة النعمان بسورية وقد عميَ من الجدري في عامه الرابع ورحل إلى بغداد سنة 398 وأقام بها سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده معرة النعمان ولزم منزله في عزلة لا يبرح بيته ولا يأكل اللحم ولم يتزوج أيضا وكان يصوم كل أيام السنة ما عدا عيد الفطر وعيد الأضحى وكان يلبس خشن الثياب وعاش زاهدا حتى وفاته بمعرة النعمان سنة 449 هـ.
وقد خلف من المؤلفات الكثير والكثير وأحصى القفطي في مؤلفه " إنباه الرواة " أكثر من خمسة وخمسين مصنفا ؛ ويعقب القفطي على ذلك بقوله : إن أكثر كتب أبى العلاء هذه عُدمت ، وإنما يوجد منها ما خرج عن المعرة قبل هجم الكفار عليها ، وقتل من قتل من أهلها ونهب ما وجد منها فأما الكتب الكبار التي لم تخرج من المعرة فعدمت وإن وجد شئ منها فإنما يوجد البعض من كل كتاب "
وأهم ما بقى من مؤلفاته ديوان "سقط الزند" وأبياته نحو ثلاثة آلاف بيت ؛ وديوان "لزوم ما لا يلزم" الذي يشمل عشرة آلاف وسبعمائة وواحد وخمسين بيتا ورسالة "الصاهل والشاحج" و"رسالة الغفران" و"رسالة الملائكة" و"رسالة الهناء" و"رسالةالفصول والغايات" .كما ألف شروحا لدواوين كل من الشعراء أبي تمام والبحتري والمتنبي ؛ وقد حظي المعري بدراسات بعض النقاد والعرب أمثال طه حسين وعائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) وإحسان عباس وغيرهم.


1-3

إن الشك عند أبى العلاء المعري منهج معين يسير عليه نحو الوصول إلى الحقيقة ، والتناقض الظاهري لديه لا يعنى إلا مرحلة التردد بين اليقين وعدم اليقين ؛ بين المنقول والمعقول ، بين المتعارف عليه والجديد، بين التقليد والتجديد ، ويصطدم المعري في منهجية الشك لديه بكل ما هو متوارث ، فالمعطيات لديه ليست مقدسة والفضل - ليس كما قال القدامى - للمتقدم بل إنه يستطيع كما قال عن نفسه :
وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانه لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ
لكننا نتساءل ما الهدف الذي سعى إليه المعري من خلال الشك كمنهج لديه؟ أظن إن المعري قد استخدم الشك طريقا للوصول إلى قناعة داخلية ، إنه في صراع أبدي مع نفسه ، مع مجتمعه ، مع السلطة ، مع الأديان ، إنه يشعر أن قوة داخلية تطارد فكره كي يرتقى إلى منزلة اليقين وفى خلال رحلته القلقة يصطدم مع كل المؤسسات القائمة ويسعى إلى تقويمها أو تحطيمها إن لم يجد إلى تقويمها سبيلا.
وعندما ننظر إلى هذا الكم الهائل من مؤلفات المعري ( وما احتوته من فكر ) نجد أن أهم ما يدعو إليه المعري هو إعمال العقل " فكلُّ عقلٍ نبيُّ " وفى مرحلة تنبية العقل ينمو الشك لديه في كل ما حوله ويتخذ عند المعري ثلاثة أشكال :-

( أ ) الشك في الأديان .

(ب) الشك في التراث الأدبي.
(ج) الشك في المجتمع .



وسوف أتوقف هنا عند الشك في البنية الدينية فقط .


01-26-2008, 08:18 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 01-26-2008, 08:18 PM
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة Awarfie - 01-26-2008, 09:07 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 01-26-2008, 10:05 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 01-28-2008, 03:30 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 01-31-2008, 03:50 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة Awarfie - 02-01-2008, 01:49 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 02-05-2008, 02:15 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الى اين يمكن ان يقودنا الشك. أحب-البشرية 0 987 12-13-2010, 05:41 AM
آخر رد: أحب-البشرية
  غلاف من الشك متين arfan 5 978 09-14-2007, 04:27 PM
آخر رد: arfan
  من اقوال الشاعر المفكر أبو العلاء المعري arfan 7 3,479 04-24-2005, 05:05 PM
آخر رد: خالد
  الزندقة ....الشك ..... أفي الله شك فاطر السماوات والارض arfan 7 1,305 04-16-2005, 05:25 PM
آخر رد: arfan

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS