إنجاز علمي آخر على طريق إطاحة أسطورة آدم والخلق " اليهمسلامية "
تخليق أول حياة حقيقية على يد البشر انطلاقا من مكونات وراثية تم تحضيرها مخبريا ، والعلماء يصفونه بأعجوبة التكنولوجيا
الغارديان : هل حان الوقت للبشر كي يلعبوا دور الله !؟
واشنطن ، لندن ـ الحقيقة : خطا العلم التطبيقي اليوم خطوة حاسمة أخرى على طريق إطاحة أسطورة آدم والخلق " اليهمسلامية " ( اليهودية ـ المسيحية ـ الإسلامية ) . فقد أعلن علماء أميركيون أنهم حققوا إنجازا كبيرا على طريق تكوين اول جينوم Genome حي من خلال نسخ الحمض النووي المنقوص الاوكسيجين لجرثومة ، وفق دراسة نشرت في مجلة " ساينس " ( العلم) أول أمس الخميس. واكد العلماء بعد خمس سنوات من الأبحاث أنّ النجاح الذي تحقق يأتي قبل مرحلة تكوين حياة اصطناعية انطلاقا من مكونات وراثية للحمض النووي تم تحضيرها في المختبر - وهو انجاز ظل يؤرق العلماء وكتاب الخيال العلمي لسنوات عديدة.
وقال هاملتون سميث من معهد جي . كريغ فنتر في الدراسة التي نشرتها ساينس ان "الفريق نجح من خلال العمل الدؤوب في ان يبرهن ان تكوين جينوم كبير بات ممكنا اليوم ، كما يمكننا التحكم بحجمه مما يفتح الطريق امام تطبيقات مهمة مثل انتاج الوقود الحيوي وكذلك المعالجة الحيوية للنفايات السامة". وكان العالم البيولوجي كريغ فينتر ، الذي يحمل المعهد اسمه ، قاد فريقا من العلماء مكونا من 17 عالما بيولوجيا ومتخصصا آخر في الكيمياء الحيوية على مدى خمس سنوات للتوصل إلى هذا الإنجاز . ( يمكن مطالعة النص الأصلي للتقرير العلمي على موقع المعهد هنــا ).
غير ان امكانية تكوين عناصر حية بطريقة اصطناعية موضوع خلافي يتوقع ان يثير الكثير من الجدل حول جوانبه الاخلاقية والتشعبات المحتملة لمثل هذا الانجاز العلمي. فمثل هذا الاكتشاف يعتبر حلما ينشده العلماء ولكنه يثير كذلك الكثير من المخاوف من ان يؤدي في اسوأ سيناريو الى انتاج اطفال في المختبرات كما توقع الدوس هاكسلي في روايته "عالم جديد شجاع".
وقال فنتر في بيان "هذا الانجاز الرائع هو احد عجائب التكنولوجيا". لكن التعبير الأبلغ عن هذا الإنجاز ما قاله المحرر العلمي في صحيفة الغارديان اليوم ، إذ تساءل عما إذا كان الوقت قد حان أمام البشر ليفعلوا مثلما يفعل الله ؟ !
تبقى الإشارة إلى أن أول محاولة جدية على هذا الطريق ، وتحديدا لخلق البروتين المكون للحمض النووي التام الأوكسجين RNA ، المسؤول عن نقل الشيفرات الوراثية ، والذي يعتبر أصل الحياة ، قد حصلت قبل حوالي مئة عام في روسيا ، حين جرت محاكاة في مختبر لظروف نشأة الكرة الأرضية قبل 15 مليار سنة . وقد أسفرت هذه المحاولة عن نجاح هام في الحصول على البروتين .
وكان العلم التطبيقي تمكن من استنساخ عشرات الأجنة من بويضات قردة المكاكا الهندية مخبريا قبل حوالي شهرين ، وبعد 277 تجربة فاشلة . وأهمية هذا الاستنساخ أنه الأول في فصيلة الرئيسيات التي تضم القرد والإنسان.
أما أهمية الإنجاز الحاصل اليوم في مجال تخليق الجينوم مخبريا على المستوي الفكري والفلسفي ، فتكمن في أنها خطوة حاسمة أخرى على طريق تسديد ضربة قاتلة لأساطير الفكر الديني عن قصة الخلق الأول التي تقاسمتها خرافات وشعوذات التوراة والإنجيل والقرآن .