«اتحاد الكتاب العرب» السوري يمنع اعضاءه من الظهور على «الحرة»
دمشق - ابراهيم حميدي الحياة 2005/02/3

اعتباراً من اليوم، سيكون أي عضو من اعضاء «اتحاد الكتاب العرب» البالغ عددهم نحو 500 عربي وسوري، يظهر على شاشة قناة «الحرة» الاميركية، معرضاً لـ«عقوبة زاجرة» قد تصل الى فقدان العضوية. والخطوة التالية، هي السعي الى «تعميم» هذا القرار على جميع الاعضاء في الاتحادات العربية، لينال أي كاتب عربي «الحساب» ذاته.

لم يصدر هذا «القرار الالزامي» عن «مؤسسة عسكرية» أو «منظمة حزبية» بل عن «اتحاد الكتاب» في ختام مؤتمره السنوي الاثنين الماضي، ذلك بعدما تحول ظهور الشاعر شوقي بغدادي على شاشة «الحرة» الى «قضية جوهرية» انقسم فيها نحو 250 عضواً مشاركاً بين معارض ومؤيد الى ان جاء «الامر الحسم».

وقال رئيس الاتحاد الدكتور علي عقله عرسان لـ«الحياة» امس ان مشروع القرار حصل على «غالبية ساحقة لدى طرحه على التصويت، في عملية ديموقراطية وشفافة»، اذ بات «قراراً ملزماً صادراً عن المؤتمر العام». واعتبر ان «الاسباب الموجبة» للقرار ثلاثة، هي ان «الحرة» تأسست العام الماضي بهدف «تحسين صورة اميركا التي تزعم انها تشوهت بعد احتلال العراق والدعم المستمر للارهاب الصهيوني». والسبب الثاني هو كون هذه الفضائية «موجهة الى العالمين العربي والاسلامي، ولاتبث في اميركا، لاستكمال الاستراتيجية الاميركية»، وبالتالي فان «نجاحها يعتمد على أهمية وثقل المشاركين فيها»، ذلك رداً على من يقول ان الظهور عليها «يخدم القضية العربية». وأضاف عرسان ان المبرر الثالث كان ان «مقاطعة الحرة، يأتي في اطار الرد على منع قناة المنار (التابعة لحزب الله اللبناني) ووصفها من قبل الاميركيين بانها ارهابية».

ولا يوافق عرسان على قول نائبة رئيس الاتحاد وزيرة المغتربين الكاتبة بثينة شعبان ان المؤتمر خرج بـ«توصية وليس قراراً»، وهو يعتقد بأن القرار اتخذ «بعد مناقشات ديموقراطية حقيقية»، وبات ملزما لجميع اعضائه بما ذلك نحو مئة عضو عربي في «الاتحاد»، بحيث سيتعرض أي شخص يخرق هذا القرار الى «المساءلة» من المكتب التنفيذي (يضم 9 اعضاء، بينهم 4 بعثيون) لاتخاذ عقوبة قد تصل الى الفصل، كما حصل مع الشاعر ادونيس الذي فصل من العضوية في التسعينات على خلفية مشاركته في ندوة في اسبانيا.

ولا يرى عرسان تناقضاً بين هذا القرار وحصول «الحرة» واذاعة «سوا» على موافقة وزارة الاعلام السورية لممارسة نشاطها في الاراضي السورية، وبث رسائل تلفزيونية عبر «الهيئة العامة للاذاعة والتلفريون» الحكومي، ذلك لأن «موقفنا ككتاب قد يلتقي او يختلف مع الموقف الرسمي. نحن نعتبر صراعنا مع العدو الصهيوني صراع وجود وليس نزاع حدود».

في موازاة ذلك، قالت الكاتبة والنائبة السابقة كوليت الخوري لـ«الحياة» انها عارضت صدور قرار كهذا لانها «ضد ان يصبح اتحاد الكتاب مؤسسة عسكرية او منظمة حزبية، تلزم الاعضاء بشكل ديكتاتوري بتصرف ما او موقف ما»، قبل أن توضح وهي من «الناشطين حتى الموت في دعم الانتفاضة» موقفها الذي أعلنته في المؤتمر: «انني مع الظهور على شاشة الحرة بل أنا ضد مبدأ اتخاذ قرار اما مع او ضد، لان كل واحد منا يعرف مصلحة الوطن ولسنا في مدرسة».

وفيما لا يزال الجدل مستمراً بين الكتاب السوريين، يأمل عرسان في «تعميم» هذا القرار على بقية الاتحادات العربية خلال اجتماع المكتب الدائم لـ«اتحاد الكتاب العرب» في نهاية ايار (مايو) المقبل في دمشق وفي المؤتمر العام نهاية 2006.