عزيزي بيوتيفول مايند، أنا وأنت نشترك في هذا النادي منذ ما يقارب الأربع سنوات، ونعلم جيدا أن أي محاور عاقل في هذا النادي ينتقي من يحاور بقدر ما ينتقي ما يحاور به، وينتقي كيف يحاور أيضا.

حين نظرنا في هذا الشريط منذ ابتدأ، لم نجد فيه إلا السخرية من "إله المسلمين" لأنه حسب مفهوم الزميل ريد يردح، ووجدنا فرقة من المغتبطين بقوله تثني عليه وتثلث، وتسر به أيما سرور.

حقيقة لا مشكلة عندي أن يسر إنسان بما يملك، أو يسر له من يغبطه، ولا أبالي إن ابتأسوا أيضا، كل ذلك مما لا يعنيني، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه،

ما يعنيني هو ظني أن هذه الساحة فتحت للحوار، وأن ساحة أخرى فتحت للمصخرة، عميقا في الأسفل في قاع النادي، كان يستحسن أن يتجالس فيها الساخرون، ونجلس نحن هنا مع من يطرح وجهة نظر جديرة بالحوار، أذكر على سبيل المثال مواضيع الزميل أنكي، والتي وإن ضربت كما يرى هو مفاصل عميقة في الإسلام خاصة والدين عامة، إلا أنها ترقى لمستوى النظر والحوار، وإن لم أشارك فيها لأني مهتم بدراستها أكثر من اهتمامي بنقضها أو نقدها، في هذه اللحظة على الأقل.

أما ما تفضلت به أعلاه، فهو مسكونية باستصغار الآخر، واعتبار عقله شيئا طفوليا لأنه يتبنى ما تخالف أنت، وكأن القول أعلاه الذي شرحته الآية وعبرت عنه أن المتدين سفيه يحجر عليه، تافه لا يؤبه به، سخيف لم يتوصل إلى ما اعتقد به إلا ببلاهة منقطعة النظير، وأن أصحاب العقول هم الملاحدة، فهم الذين وجدوا أن الله لا شيء، ولا ينبغي أن يؤبه بعبادته بله بوجوده.

عزيزي بيوتيفول مايند، هذا الاستصغار قد يصلح في ساحة المصخرة، التي لا ندخلها إلا لنضحك، أما حين الحوار، وحين فتح ساحة مخصصة لنعرف لم كان اللاديني لادينيا، ولم كان الملحد ملحدا، ولم كان اللاأدري لاأدريا، لا نقبل أن يستسخفنا هذا المحاور حين بحث ما لديه.

أنت تظن أنني أعترض على سخريتك من الله والإسلام والمتدينين، لا عزيزي، ما ضرنا يوما السخرية، ولن نضن عليك بهذه المتعة، لكننا نتمنى أن تمارسها في مكانها في ساحتها، ولا تخلط مواضيع الحوار التي نبحث عنها بمواضيع المصخرة التي نتجاهلها.