{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حول مرجعية "السلف الصالح"
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #6
حول مرجعية "السلف الصالح"
Array
رائع يا "العاقل" ...

نحن بحاجة ماسة إلى هذه المراجعات في "المسلّمات". "فمشكلة الإسلام مع العصر"، وهي مشكلة حقيقية ذات دلائل واضحة اليوم، لن تُحل إلا من خلال هذه المراجعات الآتية من الداخل.

الخارج يستطيع أن يضغط على "علماء الإسلام" من أجل بعض المراجعات، ولكنه لا يستطيع أن يقوم بها مكانهم. هم وحدهم، والمستنيرون منهم بالذات طبعاً، من يستطيع أن يقوم بتجهيز الإسلام بما يكفل له التأقلم مع العصر الحاضر، في وقت نشهد فيه - منذ فترة - تضارباً بين "المفاهيم الإسلامية" و"مفاهيم معظم العالم" بما يخص نقاط جوهرية كثيرة.

تحية للعاقل الذي يثبت كل يوم أن فكره في تطور وارتقاء مستديمين (f)

واسلموا لي
العلماني
[/quote]

شكرا لك عزيزي العلماني، واسمح لي بهذا التعليق:

مشروع "عصرنة الإسلام": مشروع فاشل في نظري، وأمامك أكثر من قرن ونصف من المحاولات. إذ أن "العصرنة" تنطلق من مفهوم إشكالي ومسلمتين:
- أن مفهوم "العصر" ينحل في التحليل الأخير، ليصبح كل الثقافة وأنماط السلوك والعمل الناتجة عن التأثر والتأثير الغير طبيعي وتلقائي مع الغرب( تأثر وتاثير نتيجة الاستعمار والانحطاط الحضاري، مما جعل خيار الفرض والاقتباس خيار وحيد واوحد).
أما المسلمتان فهما:
1- أولوية العصر على الدين نفسه، وبالتالي يتم توجيه النظر في عملية تعديل الدين وتقويمه بحسب مرجعية العصر، وهذا بالضرورة سينتج مولودا مشوها. وأن النظر للدين ليس أولوية، إنما هو ضرورة ساقتنا إليها حقيقة أنه قائم وموجود بالفعل لا يمكن إزالته. كصخرة تعوقك وأنت في طريقك لمكان ما، لا تهمك الصخرة بقدر ما يهمك الطريقة التي تتجاوزها بها وصولا لمبتغاك.
2- المسلمة الثانية أن الاسلام نفسه توقفت خصوبته، وأصبح غير قادرا على امدادنا بامكانيات وطرق جديدة لإنتاج انماط سلوك وثقافة وغيرها خاصة به. ولهذا السبب نسعى لعصرنته، كيف لا يتلاشى تدريجيا ويختفي من الخارطة.


وهذه المسلمات يعارضها التيار السلفي بأخرى قائمة على أن العصر ليس شيئا سوى جاهلية، وأن عصرنة الدين هي خروج عنه ونقض له، وأن الاسلام ذو خصوبة ثابتة لا تتأثر بالزمان والمكان، وبالتالي هو صالح لأي منها.

وبين هذا وذاك، أقدم أن الفرضيات التالية:
1- أن الارتباط بالإسلام، ليس حقيقة مفروضة بل هي اختيار أول وأخيرا.
2- هناك فرق أساسي بين "الإسلام" كدين يشبع الحاجات الدينية لدى الإنسان، والثقافة الاسلامية التي أنتجتها الحضارة الاسلامية البائدة.
3- أن الانحطاط الحضاري الأسلامي، أسبابه اجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية، ولا شأن لارتباط الناس بالدين من عدمه في الرفعة والانحطاط الحضاري، وبالتالي يكون الخلاص منه بتدامج مجهودين: معرفي يسعى لتحليل شامل لكافة هذه المعطيات، واجتماعي يترجم نتائج الجهد المعرفي إلى فاعلية تغييرية على أرض الواقع. وكلا هذين الأمرين مفقودين.
4- أن العقبات في سبيل النهوض ثلاثية: الفكر الديني السائد المتخلف(وأنا اعتبر الليبرالية المحدثة نمط من انماط التفكير الديني المتخلف إذ أنها تتبنى نفس آليات الخطاب من إقصاء وأحادية وإيمان بالحل السحري...إلخ)، الهيمنة الغربية (بما مثلته من حملات استعمارية وتدخلات اقتصادية وتأثيرات غير طبيعية على التغيرات الديمغرافية والثقافية في البنية الأساسية للمجتمعات، وتكريس للمقولات الطائفية والمذهبية)، الأنظمة السياسية القائمة (بما تمثله من عصابات تحول الدول إلى إقطاعيات خاصة بها، مما يطلق العنان لانتشار الفساد الاداري والمالي، وتحكم الطبقات البروجوازية في الأنظمة بالشكل الذي يخدم مصالحهم التجارية، وتحويل السلطات الممنوحة لها إلى أدوات قمعية لا تسمح للإنسان بحرية سوى حرية التنفس) .


هذه العقبات نجد أن هناك ثلاث تيارات أساسية تطرح طرحا جديدا مغايرا في سبيل التخلص منها، وهي التالية:
1- مسيحيي المشرق (أو مسيحيي لبنان)، كعزمي بشارة وجورج قرم وسليم الحص الذين أنشأوا المنظمة العربية لمكافحة الفساد* وأمدوا المكتبة العربية بالعديد من الأبحاث والكتب في هذا المجال، كما أنهم ليسوا شخصيات أكاديمية بحتة ، بل مارسوا أدوارا سياسية فعلية، كتسلم الوزارات والحكومات والنيابة عن الشعب في البرلمانات.


2- الجيل الثالث من الأخوان المسلمين. خصوصا أولئك المتأثرين بأطروحات حسن الترابي والغنوشي وبالأخص الجناح المغربي من الأخوان المسلمين في تونس والمغرب. فهؤلاء وان كانت اطروحاتهم النظرية لا تحمل كما كبيرا من الحمولة النقدية، بقدر ما تحمل تطبيقاتهم العملية التغييرية الكثير من الآفاق والتطلعات.

3- الاطروحات النقدية التي تعيد تقويم التراث بعيدا عن المعالجات الجزئية التي تستهدف إظهار جانب من التراث وتلميعه وإلغاء آخر وتهميشه. والرواد في هذا المجال هم أبو يعرب المرزوقي والسلسلة التي ذكرها يجعله عامر "إسلام واحد إسلام متعدد" وهشام جعيط وغيرهم.

القضية الأساسية التي أحب أن أشير إليها أن هناك موروث ناصري واشتراكي واسلامي يؤثر كثيرا جدا في نظرتنا إلى تاريخ العرب الحديث، بما يحتوي من انحيازات مسبقة تحجب العديد من العوامل الموضوعية الفاعلة في التاريخ. ولا أدل على ذلك من تاريخ القضية الفلسطينية نفسها، فحتى الآن لم يستطع العرب التحرر من كثير من الغبش في نظرتهم لتلك القضية: 1- كأسطورة عدم شرعية دولة اسرائيل في حدود 48. 2- والتركيز على الارهاب الاسرائيلي مع إغفال إرهاب منظمة التحرير الفلسطينية. 3- والمؤامراتية المبطنة في التركيز على وعد بلفور مع إهمال الوعود المتعددة التي قدمت للشريف حسين. 4- وتضخيم مسألة اللاجئين إعلاميا، في الوقت الذي عاش فيه معظم هؤلاء اللاجئين بمستوى معيشي أفضل من سكان البلد الأصليين (كما حدث للاجئي سوريا).

أعلم أني شرقت وغربت كثيرا، لكن ما أردت أن أقوله أني هنا لا أسعى لعصرنة الإسلام بقدر ما أسعى لاستكشاف ما بقي فيه من خصوبة يستطيع إمدادنا بها. وشكرا لك مرة أخرى ...



* http://www.arabanticorruption.org/
01-28-2008, 08:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حول مرجعية "السلف الصالح" - بواسطة العاقل - 01-28-2008, 08:45 AM
حول مرجعية "السلف الصالح" - بواسطة Hajer - 01-30-2008, 07:26 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  "هي دي مصر ياعبلة " طيف 8 3,200 03-06-2011, 09:37 PM
آخر رد: طيف
  ماهو مضمون مفهوم " الحضارة"؟ طريف سردست 15 8,751 06-30-2009, 03:51 AM
آخر رد: tornado
  ومازالت مصر بالمقدمة : أوباما يختار "عالماً مصرياً بارزاً" ضمن مجلسه الاستشاري ابن نجد 63 16,427 05-13-2009, 08:21 PM
آخر رد: السلام الروحي
  اهتمام أمريكي بتعيين "أوباما السعودي" إماماً للحرم المكي ابن نجد 13 4,762 05-05-2009, 05:54 PM
آخر رد: السلام الروحي
  الهبة "المهببة" Awarfie 9 2,971 05-04-2009, 12:13 PM
آخر رد: أبو خليل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS