دكتور الصفي:

كنت منتظر ردك- أنت أو واحد على مستواك ولا أقل. شكرا لردك ولتجاوبك أولاً.

ثانياً، رغم أن ما تقوله يبدو لي لغوياً صح بأن أهل البيت مصطلح شامل ولكن شيء ما في داخلي لا يزال يقول لي إنه قصد الحديث عن الزوجة تحديداً. على فكرة، أعترض على تبريرك لتفسير "معنى" بإيراد نص قرآني وكأن نصوص القرآن هي الجامعة المانعة لمفردات اللغة وتفسير المقصود لغوياً. هذا الأسلوب مألوف جداً لي وسبق أن رأيته من المسيحيين الإنجيليين والذين يرون مثلا كلمة "أغابي" agape فيعطيها معاني من عنده ويرفع بالكلمة لمستوى بخلاف ما الكلمة هي حقاً عليه فيقول لك إن أغابي هو الحب الطاهر إلخ في حين أن المقصود هو حب رومانسي ويمكن أن أحب بنت حب رومانسي به أشواق ولهفات وستظل الكلمة أيضا أغابي. لكن تعالى وشوف يا حبيبي على استهبال المفسرين للكتاب المقدس وتطويعهم اللغة، أي نعم، اللغة ذاتها يتم تطويعها لتخدم "النص المقدس". هذا اسمه استخفاف بالعقول ولا يليق.

أتفهم دفاعك عن القرآن في مسألة ضرب الزوجة في سورة النساء أية 34 التي تفضلت وذكرت ولكن كلامك أن الكلام عن الناشز هو المقصود به كلام موجه للمتفلتات جنسياً هو كلام غير مقنع. لو أن الزوجة متفلتة جنسياً لن يضربها ثم يعود ويضاجعها معدوم الكرامة ولكن الكلام عن المرأة الناشز والنشوز هو العصيان والفعل هو ينشز عن ولسنا بحاجة يا دكتورالصفي لإلباس المصطلح دلالات لنبرر الضرب. لكني سعيد أنك شخصياً ضد الضرب وتكرم المرأة وهذا يرفع من قدرك عندي وأعتبرك هنا مثال صالح لي.

شكراً لتجاوبك. ومن جهة الكلام عن حياة النبي الجنسية، فبصراحة كما قلت الأمر لا يمثل عقبة لي.. ليت مشاكلنا في الحياة كان سببها الجنس.. على الأقل الجنس هو أصله ممارسة الحب وتوق للتلاحم ولكن ما أنا ضده هو إهدار كرامة الإنسان؛ وفي ما عدا ذلك افعل ما يحلو لك.

تحياتي المخلصة لك.