يداك اوكتا و فوك نفــخ !
«حماس» وطبولها الفارغة
اليمين الاسرائيلي في عز فرحته, والاسرائيليون الرافضون لاتفاقات السلام مع العرب والمحللون لنظرية فشل التعايش معهم هم اليوم في قمة سعادتهم, لان حاكمي غزة ومن لف لفهم يريدون ان تبقى القضية الفلسطينية مشجبا يعلقون عليه قميص عثمان وفي جيوب هذا القميص تتكدس مصالحهم.. وهم ترجموا توجهاتهم هذه بعدة صواريخ على بضع مستوطنات جرحت عددا من الاسرائيليين ودمرت بعض الابنية لكنها تولت افساح الفرصة امام اسرائيل لتدمير غزة بعد حصارها واسقاط عشرات القتلى من أبنائها في ظل عالم يتفرج أو يغمض عينيه, لأن »حماس« تحمست واعطت هذا العالم انطباعا بأن العرب الراغبين في السلام مع اسرائيل غير قادرين على الوصول اليه واذا وصلوا فهم اعجز من ان يطبقوه, لان »زرار« التخريب موجود بيد »حماس« و»حزب الله« وسورية وايران, ومغطى بشعارات الاحباط واليأس كالتي صدرت عن مؤتمر منظمات الفوضى والكلامولوجيا في دمشق, وهي التي مضى عليها خمسون عاما في معترك الكلام وشعارات التحرير من النهر الى النهر, ولم تفعل شيئا سوى تقديم المزيد من الاراضي, والمزيد من ارواح الناس, والمزيد من التدهور الاقتصادي, والمزيد من التأييد العالمي لاسرائيل.. مقابل القليل القليل من الوفاء للذين حاولوا تغيير نظرة العالم نحو الفلسطينين باتجاه ايجابي, مثل السعودية ومصر.. فلو ان »حماس« التزمت باتفاق مكة الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين هل كانت غزة تعرضت لما تتعرض له?! ولو انها صدقت مصر, وحسني مبارك, في تعهداتها ووعودها التي اصبحت اكثر من ان تحصى, هل كانت غزة جاعت, واهلها عانوا الذل والهوان وهم يجرون اطفالهم واحلامهم وخبزهم اليومي ليفتحوا ثغرة في جدار لتأمين قوتهم?.. وما الذي تستفيده »حماس« من استمرارها بتوتير الاوضاع واحراج العالم العربي بخلق صراعات وحروب وفق حساباتها واجندة من يقف خلفها في دمشق وطهران وعندما تنجز مهمتها تهرول نحو العرب طالبة النجدة والانقاذ?
لقد بذلت مصر, ورئيسها, تضحيات تاريخية من اجل الفلسطينين, ولم تحصد سوى نكران الجميل من فصائل فلسطينية, تأتي »حماس« في مقدمتها فهي التي تسببت بالمشكلة, وهي التي استدرجت اسرائيل لحصار غزة, وهي التي لم تملك ادنى مقومات الصمود ولم توفر اقل القليل لامداد الناس بالخبز والدواء, وبدلاً من ان تدفع بالناس لكسر الحصار بفتح ثغرات فيه على الجانب الاسرائيلي اذ بها تلتف وتستدير وتدفعهم باتجاه مصر مع شعارات معادية واسفاف في الكلمات والعبارات وحجارة وعصي واسلحة وشتائم وحقد دفين, وكأن مصر هي التي تحاصرهم وتتسبب بمعاناتهم, وهذه هي الخطة الواضحة للادوات والتابعين الذين يشعلون حرباً مع اسرائيل ثم ينقلون المعارك الى داخل اوطانهم او ضد جيرانهم تنفيذاً لتعليمات اولياء نعمتهم ومعلميهم, وفي النتيجة فإن الشعب هو الضحية.. نعم, انه ضحية اصحاب الشعارات الخشبية ووعودها باسترداد فلسطين كل خمسة اشهر, لكنها منذ خمسين سنة لم تفعل شيئاً سوى التكاذب والخداع, وليس ادل على ذلك من اعلان »حماس« الآن بانها مستعدة للحوار في مصر وهي التي ضربت عرض الحائط بكل الاتفاقات السابقة من القاهرة الى الرياض الى مكة وعمان, وبالتالي فإن ثقة مصر وسائر الدول العربية الحاضنة للقضية الفلسطينية سقطت بهذه الحركة التي تملك بلاغة وخبرة في الكذب ولديها حناجر قوية تستخدمها لتضليل الناس والعبث بمصير الاوطان, فأهل غزة وجدوا متنفسهم وخبزهم ودواءهم وكرامتهم لدى مصر, مقابل لغو وتكاذب ووعود جوفاء ودعوات للحوار البيزنطي لدى »حماس« ثم عودة للدوران في الحلقة المفرغة.. وفي هذا الجو الاسود القاتم لا نملك الا ان نقول لا عزاء للضعفاء ولا عزاء لأهل غزة, اما »حماس« ومن يدور في فلكها ويقرع على طبلها فليس لها سوى عبارة تحمل الف مدلول وتقول: »على نفسها جنت براقش« فالشعب الفلسطيني لا يمكن لاحد ان يضحك عليه كل الوقت وهو عندما عبر بقرار من الرئيس حسني مبارك نحو رفح وتنسم الحرية وكسر الحصار الاسرائيلي, سيكون له حتماً موقف فاعل يعرف من خلاله من ضلله ومن ارشده, وهذه الساعة اتية لا ريب فيها, لان الليل مهما طال لابد من ان يعقبه صباح.
وليت السعودية لم تستقبل خالد مشعل الذي كلما ضاقت عليه الدوائر هو ورفاقه فائقو الشطارة في الكذب والتضليل ولولوا وذهبوا حيث اخطأوا وحيث مارسوا الحنث باليمين, فياليت المملكة لم تستقبل هذا النوع من اولئك الذين باعوا سيادة شعوبهم واسرفوا في الاذى ومارسوا الغوغائية, وكأن مصائر الشعوب هي مجرد بلاغة كاذبة نضلل بها شعوباً تعيش محنة المتاجرة بها.. وما اقساها من محنة.. وما ألعنها من تجارة.
السياسة الكويتية \ أحمد الجارالله
:Asmurf:
|