{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الشك عند أبى العلاء المعري
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #6
الشك عند أبى العلاء المعري
اقتباسات:
1 وأبو العلاء المعري هو أحمد بن عبدالله بن سليمان 363-449 هـ(=973-1057م) المولود في معرة النعمان بسورية وقد عميَ من الجدري في عامه الرابع ورحل إلى بغداد سنة 398 وأقام بها سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده معرة النعمان ولزم منزله في عزلة لا يبرح بيته ولا يأكل اللحم ولم يتزوج أيضا وكان يصوم كل أيام السنة ما عدا عيد الفطر وعيد الأضحى وكان يلبس خشن الثياب وعاش زاهدا حتى وفاته بمعرة النعمان سنة 449 هـ.

2 ولعل أهم هذه الأبحاث هو ما كتبه Fischer A. حول Der Koran des abu al-Ala a al-Maarriالذي حاول أن يدفع عن المعري تهمة كتابة رسالته " الفصول والغايات " كمعارضة للقرآن لكنه وإن كان قد ألقى الضوء على هذا الكتاب النادر إلا أنه لم يستطع أن يفهم النصوص الأدبية فهما عميقا ويحللها تحليلا نقديا وربما كانت صعوبة لغة أبى العلاء وغموض تركيباته أحيانا سببا في هذا التناول من Fischerالذي رأى في المعري الشاعر العظيم والمفكر الكبير مما يوحي بإعجابه بالمعري .

3 الغموض الذي كان يكتنف كتابات المعري وأسلوبه الصعب ساعد على عدم فهم مؤلفاته ، فقد كان واسع المعرفة ولم يتوقف المعري في نقده تجاه الأديان فقط بل نقد المجتمع والسلطة وتمنى إذا ما مات أن يحرق جسده وإذا قُبر فقد أوصى أن يكتب على قبره :
هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد

4 لقد توقف النقاد القدامى والمحدثون أمام إيمان المعري أو كفره إلا أنني اختلف مع الفريقين إذ كان أحرى بهم أن ينظروا إلى المعري الذي يمثل العقلية العربية المستنيرة التي تحاول أن تشك في كل الحقائق لكي تستنتج حقيقة واحدة وهى البحث عن الحقيقة .

5 أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلٍ فاتّبعْهُ ، فكلّ عقلٍ نبي

6 يتبقى لدينا سؤال : كيف نفسر تأرجح المعري في آرائه بين الإيمان والكفر .. ؟

7 يؤمن المعري بالعقل ويتخذه نبيا ، وينادى في اللزوميات :
يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء
كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء

8 يطرح المعري قضية الألوهية بشيء من الإنكار تارة وتارة أخرى بشكل إيماني عميق ،فالشك يبدأ لديه في مواجهة ما تناقله الفقهاء والمفسرون ولذلك يقول في اللزوميات :
قلتم لنا خالقٌ حكيم قلنا صدقتم كذا نقـولُ
زعمتموه بلا مكانٍ ولا زمانٍ ألا فقولــوا
هذا كلام له خبـئٌ معناه ليست لنا عقولُ


9 ويفاجئنا المعري بأن العقل ينكر الأديان السابقة:
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ويهود حارت والمجوس مضللهْ
اثنان أهل الأرض : ذو عقـل بلا ديــن وآخر ديِّن لا عقل لهْ
وينكر أن يكون آدم واحدا
وما آدم في مذهب العقل واحـد ولكنه عند القيــاس أو آدم

10 ويسخر المعري من الأيام المقدسة فيقول :
وجدنا اختــــلافا بيننا في إلهنا وفى غيـره عزَّ الذي جل واتحـد
لنا جمعة والسبت يدعى لأمـــة طافت بموسى والنصارى لها الأحد

11 كتاب محمد وكتاب موسى وإنجيل ابن مريم والزبـور
نهت أمما فما قبلت وبارت نصيحتها فكل القوم بور

12 وقال عبدالسلام القزوينى : اجتمعت به ( أي المعري ) مرة فقال لي : لم أهج أحدا قط ! قال : صدقت إلا الأنبياء ! فتغير وجهه "

13 عيدين أفطر في عامي إذا حضرا عيد الأضاحي يقفو عيد شوال

14 وعندما نقرأ الرسائل التي بودلت بين المعري وبين داعي الدعاة الإسماعيلي (المؤيد في الدين هبة الله بن عمران الشيرازي الإسماعيلي داعي الدعاة في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي ) نجد أن ابن أبي عمران الشيرازي يقول في إحدى رسائله للمعرى : " ورأيت الناس فيما يتعلق بدينه (أي المعري ) مختلفين"18 ويحكى الخطيب البغدادي (392 - 463 ) وهو معاصر للمعرى " أن المعري عارض سورا من القرآن ، وحكي عنه حكايات مختلفة في اعتقاده ، حتى رماه بعض الناس بالإلحاد"

15 وقد رماه جماعة من العلماء بالزندقة والإلحاد وذلك أمر ظاهر في كلامه وأشعاره وأنه يردّ على الرسل ، ويعيب الشرائع ، ويجحد البعث

16 ويصيح ياقوت الحموي 574-626 : كأن المعري حمار لا يفقه شيئا"24

17 ويرى أبوالفداء( 672-732 )في كتابه "المختصر في أخبار البشر" أن أبا العلاء المعري " كان يُظهر الكفر"




أعود الى العزيز عرفان لاكمل حديثا بداته حول المعري ، لكنني انتظرت الى أن ينهي ما بداه من نقل تلك المعلومات الغزيرة الممتعة مما نقله عنه الرواة و ما فسروه بشانه من تفسيرات . و هنا ساقدم بعضا مما لدي من راي حول كل ما قيل اعلاه بشان شيخنا المعري و ما شابه من ظلم او من اسفاف بتهم الكفر و الالحاد .

و لقد وضعت سلما من الاقتباسات التي اسير عليها كي اثبت وجهة نظري حول المعري وهي ، انظلاقا من معطيات الكاتب محمد أبو الفضل بدران نفسه . و استبع منهج الرد على كل اقتباس على حدة سلبا او ايجابا ، مع بعض التوضيحات.


اقتباس:
18 وأبو العلاء المعري هو أحمد بن عبدالله بن سليمان 363-449 هـ(=973-1057م) المولود في معرة النعمان بسورية وقد عميَ من الجدري في عامه الرابع ورحل إلى بغداد سنة 398 وأقام بها سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده معرة النعمان ولزم منزله في عزلة لا يبرح بيته ولا يأكل اللحم ولم يتزوج أيضا وكان يصوم كل أيام السنة ما عدا عيد الفطر وعيد الأضحى وكان يلبس خشن الثياب وعاش زاهدا حتى وفاته بمعرة النعمان سنة 449 هـ.


لم يذكر المقال اعلاه زيارة هامة ، دامت اشهر ، زار فيها المعري مصر ، و قابل الحاكم بامر الله سيد مصر في ذلك الوقت ، و جلب بعضا من كتب الحاكم و افكاره الشخصية معه لينشرها بين مؤيديه من الدروز !!!!! وهي زيارة على درجة عالية من الاهمية اذ هي تكرس ابي العلاء كاحد اعمدة الفكر الدرزي الذي كان الحاكم بامر الله يعمل على نشره في ذلك العصر ، و الذي كان سببا في القضاء على الحاكم بامر الله و القضاء على زعماء الدرزية الروحيين في مصر في ذلك الوقت و حدثت مذبحة كبير ة لم ينجو منها المئات من اتباع الحاكم الدروز و الذين كانوا يلقبون ب " بني معروف " في ذلك الوقت . ومن المعروف ان الاخوة الدروز ، لا يعيدون الا في عيد الاضحى ، لكنهم يحترمون اديان بقية الطوائف الاسلامية او المسيحية و يشاركونهم اعيادهم ولم يحدث ان ظهرت اية فتوى تحرم ذلك كما حدث مع بعض شيوخ السنة المتزمتين الذين حرموا معايدة المسيحي في اعياده او غيرهم من بقية الطوائف و كفروهم علانية .


19 ولعل أهم هذه الأبحاث هو ما كتبه Fischer A. حول Der Koran des abu al-Ala a al-Maarriالذي حاول أن يدفع عن المعري تهمة كتابة رسالته " الفصول والغايات " كمعارضة للقرآن لكنه وإن كان قد ألقى الضوء على هذا الكتاب النادر إلا أنه لم يستطع أن يفهم النصوص الأدبية فهما عميقا ويحللها تحليلا نقديا وربما كانت صعوبة لغة أبى العلاء وغموض تركيباته أحيانا سببا في هذا التناول من Fischerالذي رأى في المعري الشاعر العظيم والمفكر الكبير مما يوحي بإعجابه بالمعري .


لا شك ان الدين الدرزي ، و بغض النظر عما يطرحه الدروز من فكرة انه فرع من الطوائف الاسلامية او عن فكرة بعض المتزمتين السنة من انه دين كافر لا علاقة له بالفكر الاسلامي ، لا يلتقي مع الفكر الاسلامي في منطلقاته الثمانية و التي هي اركان الاسلامي الا في فكرة التوحيد ، و مع ذلك فذلك الاله الواحد يختلف في خصائصه الالهية كثيرا عن الواحد السني في كل شيء ! لهذا كان المعري غامضا كنوع من التقية التي تتبعها الاقليات دوما للحفاظ على حياتها و خلاصة بعد المذبحة التي تعرض لها الدروز في بلد المنشا "مصر " حيث قضي على اركان الدعوة الاربعة الكبار و هم من يسمونهم الدروز الحدود ، و لم ينج منهم الا واحدا عمل على الحفاظ على الدين الجديد من خلال نشر بعض الاساطير عول غياب الحاكم ( بعد ان تم اغتياله ) و غياب الحدود 0 ناشري دعوته الدينية الفلسفية ، أي المذهب الدرزي ) و قضية العودة على طريقة المهدي المنتظر ليحق الحق و يقيم العدل بعد ان فشل اولئك العظماء في عصرهم في الدفاع عن حياتهم الخاصة اثناء حياتهم .



20 الغموض الذي كان يكتنف كتابات المعري وأسلوبه الصعب ساعد على عدم فهم مؤلفاته ، فقد كان واسع المعرفة ولم يتوقف المعري في نقده تجاه الأديان فقط بل نقد المجتمع والسلطة وتمنى إذا ما مات أن يحرق جسده وإذا قُبر فقد أوصى أن يكتب على قبره
هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد


ذكرنا ان غموض المعري نابع من اتباعه دين كان يعتبر كفرا في عصره ، ما زال كذلك في عصرنا ، بالنسبةت لبقية الاديان من اسلامية او مسيحية ! وكان نقد المعري للاديان من منطلق دينه الشخصي و ليس لانه كان ديكارت زمانه ، كما كان يحاول البعض تفسيره او كما تم تفسيره بنوع من الفانتازيا الفكرية او جهلا بالدين الدرزي الذي ينتقد الكثير من المنطلقات النظرية العقائدية لبقية أديان عصره ! لكن هناك ملاحظة هامة و هي ان الدين الدرزي لا يوصي بالحرق بعد الموت ، وهذه الفكرة عن ابو العلاء هي مدسوسة بالتاكيد !

21 لقد توقف النقاد القدامى والمحدثون أمام إيمان المعري أو كفره إلا أنني اختلف مع الفريقين إذ كان أحرى بهم أن ينظروا إلى المعري الذي يمثل العقلية العربية المستنيرة التي تحاول أن تشك في كل الحقائق لكي تستنتج حقيقة واحدة وهى البحث عن الحقيقة . يتبقى لدينا سؤال : كيف نفسر تأرجح المعري في آرائه بين الإيمان والكفر .. ؟


لم يكن المعري بذي عقلية اكثر استنارة من غيره من الشعراء الكبار ، بقدر ما كان متحزبا لدينه الدرزي ، وهذا لا يقلل بالطبع من عظمته ، كشاعر عظيم ، او من حسه النقدي تجاه الممارسات الدينية في عصره . لكنه انطلق من نقد ديني محكم لاهم الاسس التي تقوم عليها الاديان و هي الانبياء و الاعياد المقدسة ، كما نرى في الاقتباس رقم ( 12 ) و الاقتباس رقم ( 27 ) .



22 أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلٍ فاتّبعْهُ ، فكلّ عقلٍ نبي

هذا البيت من الشعر يعكس فكرة اساسية في الدين الدرزي و هي اعطاء العقل الاهمية الكبرى بعد الله ز فالعقل عند الدروز ، من الناحية الدينية الفلسفية ، هو كيان مستقل عن الشخص الفرد ، بل هو الامام الذي اضاء الكون فبل ان يخلق الله أي شيء ن و نشر ضوء حكمته و فاض على بقية الكائنات ز لهذا فقد كان احد كبار الائمة الدروز و الذي قتل في مذبحة القاهرة في عصر الحاكم هو حمزة بن علي الزوزني ، و هو يمثل اول الحدود و " العقل " بالنسبة لتلك الجماعة ، وهو من كان مسؤولا عن تنسيق العلاقة بين الحاكم بامر الله و بقية جماعاته من الدعاة الذين انتشروا في ارجاء العالم الاسلامي الخاضع لسلطة الحاكم بامر الله ، و يسمى الدروز حمزة ب "مولاي العقل " ، كما نرى في الاقتباس ( 23 ) و الاقتباس ( 25 ) .


23 يؤمن المعري بالعقل ويتخذه نبيا ، وينادى في اللزوميات :
يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء
كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء


نجد المعري يؤكد على ان لا امام سوى حمزة بن علي مولاي العقل ، وهو بذلك يعلن عدم امامة علي او الحسن او الحسين او غيرهم من أئمة المسلمين ، و ذلك تاكيد لتصور الدين الدرزي بشان الامامة . و نرى تاكيدا على ذلك الاقتباس رقم ( 25 ) .

24 يطرح المعري قضية الألوهية بشيء من الإنكار تارة وتارة أخرى بشكل إيماني عميق ،فالشك يبدأ لديه في مواجهة ما تناقله الفقهاء والمفسرون ولذلك يقول في اللزوميات :
قلتم لنا خالقٌ حكيم قلنا صدقتم كذا نقـولُ
زعمتموه بلا مكانٍ ولا زمانٍ ألا فقولــوا
هذا كلام له خبـئٌ معناه ليست لنا عقولُ


تختلف قضية الالوهية بين الفكر الاسلامي السني و الفكر الدرزي بدرجة كبيرة ، ولا مجال للتلاق بينهما . فتصور الالوهية لدى الدروز هو تصور يسخر من فكرة الاله النظري الجوهر الذي يراقب العالم عن بعد خارج الزمان و المكان و الذي يغير الامور عن طريق الرسل و الذي تتناقض آيات القرءان بشانه ، فاحيانا تجعله يتدخل بشؤون الناس بشكل مباشر ، و احيانا يمهل النالس ليحاسبهم يوم القيامة . فالاله عند الدروز كما تنقل الينا رسائل الامام حمزة بن علي الزوزني ، امام الدروز و مولاي العقل . انه كان يسخر من فكرة النبي على الطريقة المسيحية و الاسلامية و كان يدعي بان الله لا يحتاج الى رسل بل هي مجرد خدع و آراء و مواقف شخصية قام بها اشخاص مثل محمد و المسيح و علي و غيرهم للوصول الى السلطة و التحكم بالعباد و توحيد لاجل مآرب شخصية او عامة ، كما نرى في بيت الشعر التالي :
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما....................................................... دياناتكم مكرٌ من القدماء
أرادوا بها جمع الشتات فافلحوا ................................................... و بانت سنة اللؤماء .

و الله عند الدروز يتجسد في شخصيات معينة عبر التاريخ لينقل رسالته الى الناس من خلال امام ، و لهذا فقد كان الامام حمزة متواجد في عصر كان الله فيه متجسدا بالحاكم بامر الله . و يتم ذلك عبر مراحل تسمى المقامات . ففي المقام الاول ابدع الباري العقل الكلي ، هو الرمز الذي يحمله حمزة امام الدروز . و في المقام الثاني ظهر الباري ، هو لقب الله عند الدروز ، في عدة كشوف ، و اشهر التوحيد و اظهر الحدود ، وهم خمسة عند الدروز و اهمهم العقل ز ثم اظهر النطقاء و الائمة التاويلية ( عيسى و محمد و علي و غيرهم من الذين أولوا الدين الحقيقي ( وهو هنا الدين الدرزي كما يرى الدروز ) . و قد ظهر البار ي في عشرة ادوار كان ىخرها هو الحاكم بامر الله .


25 ويفاجئنا المعري بأن العقل ينكر الأديان السابقة:
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ويهود حارت والمجوس مضللهْ
اثنان أهل الأرض : ذو عقـل بلا ديــن وآخر ديِّن لا عقل لهْ
وينكر أن يكون آدم واحدا
وما آدم في مذهب العقل واحـد ولكنه عند القيــاس أو آدم

نرى هنا كيف ان المعري يعكس الفكر الديني الدرزي بان الشرائع السابقة ، من يهودية و مسيحية و اسلامية ، هي شرائع تاويلية و ليست حقيقية . و يورد لنا التصور الديني الدرزي بان هناك اكثر من ىدم ، فالدروز يعتقدون بان كان هناك اكثر من شخص باسم آدم و كان لهم ادوار مهمة في التاريخ الديني مثل : آدم الصفا ، وهو المسيح كما يراه الدروز . و آدم ابليس، وهو آدم الثاني . و هرمس ، وهو آدم العاصي ، و يقصدون به يوحنا المعمدان .... الخ .

26 ويسخر المعري من الأيام المقدسة فيقول :
وجدنا اختــــلافا بيننا في إلهنا وفى غيـره عزَّ الذي جل واتحـد
لنا جمعة والسبت يدعى لأمـــة طافت بموسى والنصارى لها الأحد


نلاحظ هنا السخرية من الاعياد لدى بقية الشرائع ، حيث يعترف المعري بالفرق بين دينه و بقية الاديان حول تصور الالوهية ، و كيف ان الدروز يعيدون يوم الجمعية خلافا للايام التي تعيد فيها بقية الاديان .


27 وقال عبدالسلام القزوينى : اجتمعت به ( أي المعري ) مرة فقال لي : لم أهج أحدا قط ! قال : صدقت إلا الأنبياء ! فتغير وجهه "


نجد هنا اعتراف المعري ، ولو بالسكوت عن الرد ، بانه انما ينتقد الانبياء . و أنه ليس مجرد ديكارت عصره او ناقد الدين بشكل عام ، بل هو ينتقد انبياء غير نبيه و دين غير دينه ! وليس للدروز عيد يعيدون فيه سوى الاضحى ، لكن بعضهم و من باب المسايرة يعيد مع جيرانه المسلمين في رمضان و يصوم معهم و يقوم بما عليه من واجبات المسايرة الاجتماعية . كما في الاقتباس 28 اعلاه .


28 وعندما نقرأ الرسائل التي بودلت بين المعري وبين داعي الدعاة الإسماعيلي (المؤيد في الدين هبة الله بن عمران الشيرازي الإسماعيلي داعي الدعاة في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي ) نجد أن ابن أبي عمران الشيرازي يقول في إحدى رسائله للمعرى : " ورأيت الناس فيما يتعلق بدينه (أي المعري ) مختلفين"18 ويحكى الخطيب البغدادي (392 - 463 ) وهو معاصر للمعرى " أن المعري عارض سورا من القرآن ، وحكي عنه حكايات مختلفة في اعتقاده ، حتى رماه بعض الناس بالإلحاد"

ينتقد الدروز القرءان من خلال سور معينة ، لكنهم يملكون كتبا هي مزيج من افكار الحاكم و افكار امامهم حمزة و التي اغلبها ماخوذة من القرءان لكن لديهم تفسيرات مختلفة كما اسلفنا .

29 وقد رماه جماعة من العلماء بالزندقة والإلحاد وذلك أمر ظاهر في كلامه وأشعاره وأنه يردّ على الرسل ، ويعيب الشرائع ، ويجحد البعث"21


لطالما اتهم الدروز بالكفر و الزندقة من وجهة نظر اسلامية معروفة و لا تحتاج للتعليق .



30 ويصيح ياقوت الحموي 574-626 : كأن المعري حمار لا يفقه شيئا"24


هنا نجد ياقوت الحموي لا يفهم المعري فعلا بل يعبر عن جهله و حمرنته هو بان يصف المعري بانه حمار !


31 ويرى أبوالفداء( 672-732 )في كتابه "المختصر في أخبار البشر" أن أبا العلاء المعري " كان يُظهر الكفر"

و ابو الفداء هنا يعكس فكرة عصره التي سيطر عليها الفكر السني و التفسير الاموي للقرءان حيث يصبح كل من لا يؤمن بتفسير القرءان على طريقة بني امية فهو كافر ، و ليس غريبا ان يكون اتباع المذهب الدرزي كفرة في عالم لا يؤمن بشيء مما يؤمنون به .


و اشكر الزميل عرفان ، اذ اتاح لنا فرصة للتوضيح بشان الشاعر الكبير ابو العلاء المعري ، الناطق الرسمي غير المعلن بالدين الدرزي . و مع كل الاحترام و التقدير لاتباع هذا المذهب، و حريتهم في اتباع مذهبهم ذاك ، خاصة انهم لم يستخدموه يوما في اثارة نعرات طائفية ، او الدعوة الى ارهاب و قتل لغير اتباع مذهبهم .


مع تحيات آورفــاي .



:Asmurf:




02-01-2008, 01:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 01-26-2008, 08:18 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة Awarfie - 01-26-2008, 09:07 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 01-26-2008, 10:05 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 01-28-2008, 03:30 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 01-31-2008, 03:50 PM,
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة Awarfie - 02-01-2008, 01:49 PM
الشك عند أبى العلاء المعري - بواسطة arfan - 02-05-2008, 02:15 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الى اين يمكن ان يقودنا الشك. أحب-البشرية 0 988 12-13-2010, 05:41 AM
آخر رد: أحب-البشرية
  غلاف من الشك متين arfan 5 982 09-14-2007, 04:27 PM
آخر رد: arfan
  من اقوال الشاعر المفكر أبو العلاء المعري arfan 7 3,481 04-24-2005, 05:05 PM
آخر رد: خالد
  الزندقة ....الشك ..... أفي الله شك فاطر السماوات والارض arfan 7 1,312 04-16-2005, 05:25 PM
آخر رد: arfan

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS