بالاضافة الى ما ذكرت في ردي على الزميل (read) في المشاركة رقم 15 وفي ردود سابقة، سأضيف هنا معلومات أخرى عن المخ، وقلنا هو الفؤاد طبقا لما يُفهم من الايات القرآنية الواردة في شأنه. وكما قلت سابقا ان الانسان يعقل بقلبه وليس بمخه.
ارجو ان تظهر الصورة:
لقد حدد القرآن الكريم بشكل واضح غير قابل للتأويل ان الفؤاد يرى ويسمع. "ما كذب الفؤاد ما رآى" ، "ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون". والصورة في الاعلى تظهر مناطق السمع والبصر في المخ. فعندما تلتقط العين الصور والاشكال والالوان، تبعثها للمنطقة في المخ المخصصة لمعالجة الصور. وكذلك الاذن تبعث بالاصوات للمنطقة في الدماغ المخصصة لذلك. وعلى هذا فإن المخ [الفؤاد] يرى ويسمع لأنه هو من يقوم بمعالجتها. وبعد ان يجري المخ المعالجة اللازمة للاصوات والصور، يبعث المخ [الفؤاد] بالنتيجة الى القلب الذي وصفه القرآن بالعاقل. وعلى ضوء النتيجة يقوم القلب العاقل بإتخاذ القرار الذي يراه مناسبا من وجهة نظره.
القلب العاقل أيضا يستخدم المخ لمعالجة البيانات المتعلقة بالافكار والمشاعر، وذلك في المنطقة الامامية من الرأس، منطقة الذاكرة والتفكير. القلب العاقل يتصل بالمخ عن طريق مضخة الدم، التي نطلق عليها مجازيا اسم القلب. فمضخة الدم هي إذن وسيلة اتصال بالمخ، وأي مضخة دم تؤدي نفس الغرض، سواء كانت منقولة من شخص آخر أو صناعية، يستطيع القلب العاقل ان يستخدمها، لإنه عاقل، ولا يحتاج الى اطباء ومتخصصين يرشدونه الى كيفية الاتصال بالحاسوب.
قال تعالى: "واصبح فؤاد ام موسى فارغا..." فارغا من ماذا؟
وفي وصف الناس يوم القيامه تقول الايه: "مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء"
من تفسير القرطبي: مهطعين أي مسرعين. مقنعي رؤوسهم، أي رافعين رؤسهم ينظرون في ذل - إقناع الرأس يعني رفعه. وأفئدتهم هواء - والهواء في اللّغة المجوّف الخالي.
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafs...&tashkeel=0
إذن "افئدتهم هواء" تعني أيضا خاليه؟ ناس رافعين رؤوسهم، وفاتحين عيونهم على آخرها، ومسرعين كالبلهاء، وأفئدتهم خاليه؟ خالية أو فارغه من ماذا؟
خاليه من الافكار! وهي المنطقة من المخ المخصصة للذاكرة والتفكير. وعلى هذا نقول ان الفؤاد هو المخ الذي في الرأس.
"واصبح فؤاد ام موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها..." وبعد ان ربط الله على قلب أم موسى، بعث القلب العاقل بالفكرة الى الفؤاد (المخ) فقالت لاختيه اتبعيه...
عندما تقول ان الاناء فارغ أو خالي من الطعام. اذا سمعك أحد تقول ذلك، فلن يخطر بباله ولا للحظة واحدة ان الاناء قادر على ملئ نفسه بنفسه. فهو ليس منتج للطعام، وإنما وعاءا له. والصندوق وعاء لما بداخله، ولا يملئه الا طرف ثالث. وهكذا الفؤاد، أو المخ، يكون خالي من الافكار في الاوقات العصيبة. فهل يقوم المخ بإنتاج الافكار بنفسه؟ عندما يتمكن الاناء الفارغ من ملئ نفسه بنفسه، سيتمكن المخ من انتاج الافكار بنفسه!
اذا سألتك، ما هو الشيئ الذي يرى وليس له عين، يسمع وليس له أذن؟ يفكر وليس بعاقل؟ على طول ستقول هذا هو الكمبيوتر. وفي الانسان هذا هو فؤادك (مخك). إذن المخ هو فقط CPU ليس له من الامر شيئ. وليس بالغريب أن لا يعطي الله سبحانه وتعالى الفؤاد صفة العقلانية. وأعطاها للقلب. وبما انه مسير غير مخير، وانت الذي تسيره، فسيسألك الله عنه يوم الحساب. "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه [الانسان] مسؤولا". وما هو الانسان؟ أليس أفكار ومشاعر؟ ومن غير هاتين الصفتين، فلا فرق بين الانسان والحيوان. ومنبع الافكار والمشاعر هي القلوب التي في الصدور. وكما ان المخ يستلم الصور من العين، ويستلم الاصوات من الاذن، فإنه يستلم الافكار والمشاعر من القلب العاقل الذي يستوطن مضخة الدم، المسماة مجازيا بالقلب.
تعريف الفؤاد من القاموس:
1 :- القلب ، "كذلك لنثبّت به فؤادك".
2 :- العقل ، إنه راجح الفؤاد/ الفؤاد الفارغ، هو الّذي لا همّ فيه ولا غمّ، أو السيّىء الحال.
3 :- مكان اتّصال المعدة بالمريء.
http://lexicons.sakhr.com/openme.asp?fileu...ml/1078686.html
واضح ان التعريف الاول استحدث بعد الاسلام، لذا بإمكاننا صرف النظر عنه. التعريف الثالث يبدو انه تعريفا حديثا "مكان اتصال..."، وهو بأي حال لا تنطبق عليه مواصفات الفؤاد التي ذكرها القرآن. التعريف الثاني، "العقل"، يبدو انه هو التعريف الاصلي الذي عرفه العرب قبل الاسلام عن الفؤاد. وكما ترى انهم لا يحددون له مكانا معينا في جسم الانسان. والقرآن أيضا لم يحدد له مكانا معينا في الجسم، ولكن اعطى له صفات معينة وجدناها تنطبق على ما نسميه اليوم بالمخ. ولم يعطه صفة العقل، مع ان العرب تقول راجح الفؤاد أي راجح العقل، لأن هذا هو الظاهر، ومجازيا صحيح لأنه مركز التفكير، ولكنه ليس مصدرا للافكار.
وان قلت لماذا لايطلق عليه القرآن اسم المخ. السبب في ذلك هو ان العرب سابقا كانوا يطلقون اسم المخ على المادة البيضاء الموجودة داخل العظام.
تعريف المخ:
المخّ نقي العظم ؛ وفي التهذيب : نقي عظام القصب ؛ وقال ابن دريد : المخّ ما أخرج من عظم
http://lexicons.sakhr.com/openme.asp?fileu...ml/2057347.html
ومخ الرأس أيضا داخل عظم الجمجمة. ولكن ليس كل مخ داخل عظم قادر على التفكير والسمع والبصر. ولتمييزه عن أي مخ اطلق عليه القرآن اسم الفؤاد.
يُفهم من التعريف الثاني ان العرب كانوا يستخدمون مصطلح الفؤاد في الدلالة على العقلانية. كقولهم راجح الفؤاد، بما يعني راجح العقل. وهذه صفة معنوية غير ملموسه. وعندما تقول ان هذا الرجل عاقل، فهذا لا يعني للسامع ان جمجمة رأسه كبيره، وانما هو حكم على تصرفاته. وكذلك قولك انه رجل مؤدب أو مهذب أو خلوق، فأنت لا تشير الى عضو معين من جسده. وفي هذه النقطه يخالف القرآن المفهوم العربي للفؤاد، فنجد في سورة الهمزة آية تقول: "نار الله الموقدة. التي تطلع على الافئده". وفي هذه الاية دلالة واضحة على ان الفؤاد شيئ ملموس تصله النار. وعندما تقول الاية ان الفؤاد "يرى"، فإن هذا الشيئ الملوموس يرى رؤية فعلية وليس مجازيه، وعندما تصفه الاية بالسمع، فهو سمع فعلي. وعندما تقول الاية بأنه خالي أو فارغ، فإن هذا الشيئ الملموس هو بالفعل خالي، من الافكار. لأنه مخ الجمجة، مركز معالجة البيانات والصور والاصوات.
أمّا القلب فلم يذكر القرآن ولا في آية واحدة انه سينال من العذاب شيئا. الايات التي تحدثت عن القلب تفوق في عددها ايات الفؤاد بكثير. وتصفه بأنه هو اساس المشاكل. ومع ذلك فلا سؤال عنه ولا عذاب له! هذا يقودنا الى استنتاج وحيد ان القلب الذي تحدث عنه القرآن هو شيئ غير مرئي. شيئ من فصيلة الروح. والنفس أيضا من فصيلة الروح. وكما ان الروح لا عذاب لها، فكذلك القلب. وعذابهما من عذاب اعضاء الجسد الملموسه.
افترض انك ضربت شخص بحجر على رأسه ثم أصيب الشخص بالجنون مباشرة بعد الضربه. في هذه الحالة انت لا تحتاج الى أن تكون خريج جامعات وعالم في الطب لكي تستنتج ان الشخص اصيب بالجنون نتيجة الضربه التي وجهتها له. والعرب القدماء كانوا يعرفون ان ضربة الرأس القوية تؤدي الى فقدان العقل. فلو كان الله سبحانه وتعالى يحكم على الاشياء بظواهرها، لقال ان الانسان يعقل برأسه. وبدلا من القلوب التي في الصدور، لقال: ولكن تعمى العقول التي في الرؤوس. ولكن الخالق سبحانه وتعالى يعلم بالضبط حقيقة المادة الموجودة في الجمجمه، و يعلم ان ادارتها تأتي من القلوب التي في الصدور. وعندما تضرب شخصا ضربة على رأسه تفقده عقله، فإنك لم تقتل العقل، وإنما دمرت جهاز الحاسوب فقط.
وأخيرا أرجو ان أكون قد وفقت في إقناعكم بأنكم تعقلون بقلوبكم التي في صدوركم. وهي مصدر أفكاركم ومشاعركم. وما أفئدتكم (ادمغتكم) الا معالجات حسابية ليس لها من الامر شيئ.
أقول قولي هذا واسغفر الله لي ولكم.