تابع لما سبق

Arrayسقوط دكتاتور لشبونة 1974 ثم الشق في جدار برلين القلعة الشيوعية عام 1989 جعل من الحرية السيد المطلق دون اي شروط وجعل من الديموقراطية السياسة الوحيدة الممكن تصورها و الافق الوحيد المفتوح على احتمالات العيش و
الوجو د
من قلب هذا الايمان المطلق بالديموقراطية سيخرج النقيض الذي لايمكن لنا تخيله [/quote]

هذه الكلمات بحاجة لوقفة وأكثر لان سقوط جدار برلين يحمل معان و دلالات تختلف من مجتمع وفكر سياسي الى آخر..

العدو الاخير الذي كان يهدد الديموقراطية في صلب طبيعتها ليس الفكر الشيوعي او الماركسي.. لان الماركسية والشيوعية آنذاك كانت احدى المؤسسات الاساسية التي تتمثل بها الديموقراطية في الحياة السياسية الزاخرة في البلاد..
فمن طبيعة الديموقراطية ان تجمع المختلف وتتمثل بالتناقض حسب طريقة التصويت المتبعة .. فأغلب الماركسيين الاوربين الغربيين آنذاك كانوا في قمة نشاطهم ضمن مؤسسة الديموقراطية، اما اؤلئك الذي بقوا بعيدا عن التمثل الديموقراطي فكانوا في الاغلب من المتطرفين اليسارين الذي امتد نشاطهم عبر ردح من الزمن وارتكبوا اعمالا ارهابية بتفجيرات دامية في المدن و التجمعات البشرية "تذكر تماما بما يحدث في العراق" وضد اشخاص ورموز السلطة الديموقراطية في الغرب الاوربي ومنهم نوابا في البرلمانات الاوربية "ألدو مورو التي اغتالته الالوية الحمراء الايطالية بعملية بشعة اضيفة لسجلها الاسود وانفجارات في قطارات الانفاق الباريسية ومراكز الشرطة في المدن الفرنسية،" كما فعل كارلوس و افراد منظمة العمل المباشر في اوربا، الذي امتد ارهابهم حتى في الدول العربية "منظمة العمل المباشر في انفجارات معرض دمشق الدولي في بداية الثمانينات". ومثل منضمة بادر ماينهوف الالمانية و التي لا تزال الاحكام تطارد اعضاء متهمين من المنتمين السابقين فيها ...
وهذه الفئات الارهابية قامت ضدها بالوقت نفسه الى جانب الاحزاب اليمينية عادة، الاحزاب اليسارية الماركسية الليبرالية التي اندرجت في الاطار الديموقراطي التمثيلي، واثبت الزمن و خصوصا بعد سقوط الجدار وفضائح وثائق الاستازي و بعض الـ: ك ج ب ارتباط هذه العناصر اليسارية المتطرفة بالانظمة الشمولية الديكتاتورية التعسفية التي كانت تقود شعوبها باسم الماركسية ..
ان من كان يحارب الديموقراطية انذاك وينتقص من مفهوم الحرية الشخصية والتعبير السياسي المباشر عبر مؤسسات الديموقراطية المتعددة هو نظام الحزب الشمولي الواحد الذي كان مرتبطا ارتباطا اساسيا مع طبقة الجيش العقائدي واعضاء اللجنة المركزية للحزب التقدمي المقدس فائق البركات

الخلاف خلاف انظمة و ليس افكار او ايديولوجيات لان خلاف حول ألية تعبير اسمها الديموقراطية والحرية الفردية الشخصية

المهم سقوط جدار برلين الذي لم يتجاوز بعد عامه العشرين ازاح من وجه الديموقراطية هذا العدو الاخير المهدد والخطير...

يبقى السؤال الذي يمكن لي ان ابث لواعجه الى السيد غوشييه و لم اجد اشارة االيه ولو ببنت ذكر هو... حول الارهاب الديني المعاصر، وعليه أسأل...

هل لنا ان تعتبر ان الارهاب الديني المنتشر يمكن ان يشكل عدوا جديدا ضد صاحبة الجلالة والمهابة الديموقراطية اذا لم نقل انه معول يقوض اساساتها؟؟؟
ام هل يكون هو مجرد ردة فعل اجتماعية من قبل مجتمعات تامة الاختلاف دينيا او غيره.. ضد هذا التفرد العسكري الاستعماري الذي يقوده الغرب بحجة ترسيخ و توطيد الديموقراطية في العالم بعد زوال فترة الاقطاب المتصارعة والحروب مهما اشتدت برودتها؟؟؟
وان كان ذا او ذاك هل يكون هذا هو احد الاعداء الخفيين الذين ينبتون و يتناسلون ويتناسخون من رحم الديموقراطية بحد ذاتها؟؟:ninja:

مجرد قراءة ووقفة مكثفة يسعدني ان اقفها معكم حول فكر مارسيل غوشييه المبشر بموت الديموقراطية

:wr:لكم كلكم

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	الاستشراق الجديد-.. ما بين -القاعدة- وربيع -الحرية-	نوئيل عيسى	0	346	06-05-2014, 03:16 PM آخر رد: نوئيل عيسى
	الاستشراق الجديد-.. ما بين -القاعدة- وربيع -الحرية-	نوئيل عيسى	0	332	06-05-2014, 03:16 PM آخر رد: نوئيل عيسى
	حوار حول مواضيع الفرض الثقافي للثقافة الغربية ، كشف كذبة الحرية في الغرب ، سرقة الغر	الــورّاق	0	606	01-03-2013, 02:22 PM آخر رد: الــورّاق
	كيف ترى مستقبل الحرية في العالم العربي ؟.	بهجت	20	7,016	03-12-2012, 05:58 PM آخر رد: بهجت
	أسلمة الثورات العربية "ميدان التحرير: حزب الحرية الأوحد"	تموز المديني	2	1,366	11-24-2011, 08:47 PM آخر رد: تموز المديني