مارغريت أوبانك رئيسة تحرير مجلة بانيبال:
الأدب العربي جزء جوهري من الثقافة العالمية والحضارة الإنسانية
تحتفل مجلة "بانيبال" الفصلية الانكليزية المختصة بترجمة الادب العربي الى الانكليزية، بمرور عشر سنوات على صدورها، ننشر هنا افتتاحية رئيسة تحرير المجلة مارغريت أوبانك:
"هل هذا هو العدد الثلاثون من مجلة بانيبال حقاً؟ هل مضت حقاً عشر سنوات على صدور هذه المجلة؟ فقد بدأت مجلة بانيبال تصدر لمحبي الأدب، وخاصة محبي الأدب العالمي، لإطلاعهم على أعمال الكتّاب والشعراء العرب – وتذّوق الخاصية والشمولية اللتين تتميز بهما أصواتهم. هل تمكنت بانيبال من تحقيق هذا الهدف؟ سأترك الرد على هذا السؤال لقراء المجلة ومحبيها، وللمؤلفين والمترجمين والمراجعين والكتّاب الذين يساهمون في إثرائها.
منذ البداية، استندت بانيبال إلى ثلاثة أسس رئيسية: الأول، أن الأدب العربي جزء جوهري من الثقافة العالمية والحضارة الإنسانية؛ والثاني، ضرورة استمرار تعميق الحوار بين الثقافات المختلفة؛ والثالث، أن المتعة والتثقيف اللذين يكتسبهما المرء من قراءة الشعر الجميل ومن قراءة الأعمال الإبداعية، ضروريان من أجل الوجود الإنساني. وقد وجّهت هذه النقاط الأساسية الثلاث ترجمة الأعمال الأدبية العربية المعاصرة ونشرها في بانيبال، فضلاً عن تفهم قوّة الترجمة الأدبية وتأثيرها على الإلهام. إذ يتيح المترجمون الأدبيون الفرصة لكي تتعرف مختلف الثقافات على أحدها الآخر، وبهذا المعنى، فهم مترجمو القيم الإنسانية - وصانعو السلام الحقيقيون.
لقد ساهمت بانيبال في ترجمة ونشر أعمال مئات من الكتّاب ممن لم تنشر أعمالهم باللغة الإنكليزية سابقاً، سواء كانوا كتّاباً ناشئين أم كتّاباً معروفين. ونظمت بانيبال مناسبات أدبية حيّة، سواء بشكل مستقل أو بمشاركة جهات أخرى. فقد نظمت جولات أدبية منظمة لكتّاب عرب في العديد من المدن البريطانية، وشاركت في إقامة قراءات وفعاليات أدبية في كل من نيويورك وبرلين ودبلن وفي المملكة المتحدة. وفي عام 2004، أنشأت "مؤسسة بانيبال للأدب العربي" للتعريف بالأدب العربي المعاصر بواسطة ترجمته إلى اللغة الإنكليزية، وأحيت فعاليات أدبية حيّة مع الكتّاب العرب، وأنشأت "Banipal Books"، وهي بمثابة دار نشر تسعى لتوسيع دائرة التعريف بالكتّاب العرب عن طريق ترجمة أعمالهم إلى اللغة الإنكليزية. وفي عام 2005، أقامت "مؤسسة بانيبال" جائزة سنوية لتشجيع للترجمة الأدبية من اللغة العربية الى الانكليزية بإشراف جمعية المؤلفين في المملكة المتحدة – وقد منحت جائزتها الثانية في شهر نوفمبر الماضي.
وفي ذكرى الاحتفال بمرور عشر سنوات على نشاطاتها الأدبية ونشرها للأدب العربي، تحتفل بانيبال بطريقة لم يسبق لها مثيل وغير متوقع بتعريفها بالأدب العربي المعاصر: فبواسطة ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنكليزية، أصبحت بانيبال بمثابة مركز يقدم المشورة في ما يتعلق بالأدب العربي، فقد أصبحت على تواصل يومي مع الكتّاب، وبدأ يتصل بها صحفيون ومحررون وناشرون من أرجاء العالم الذين اكتشفوا، عن طريق بانيبال، تلك الأصوات الأدبية العربية، ونشرت أعمالهم في لغات مختلفة في مجموعات من المختارات الأدبية وفي منشورات أصدرتها المجلة.
وينتابني شعور بأن الاهتمام بالأدب العربي الحالي سيزداد، وسيتوسع مستقبل بانيبال في إقامة عدد أكبر من الشراكات. وفي حين يعمل فريق بانيبال الصغير بدأب وبشكل يومي على جمع المؤلفين والمترجمين والمهتمين الآخرين معاً، فمن الإنصاف القول إن بانيبال، بإمكانياتها واحتياجاتها البسيطة والمتواضعة، تحتاج إلى الدعم. ومع إني بدأت أسمع أن ملايين الدولارات قد بدأت تصب الآن في مؤسسات أنشئت حديثاً للترجمة إلى اللغة العربية، في حين لا يوجد الى الان اي دعم لتمويل ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى. ومن المؤكد أنه لا يوجد دعم على الإطلاق من المؤسسات والجمعيات الثقافية العربية العديدة، التي يعتقد الكثيرون أن هذه المهمة يجب أن تقع على عاتقها. ويمكنني القول إن ترجمة بضعة أسطر من الشعر الهولندي إلى اللغة الإنكليزية تقوم بتمويلها هيئة ترجمة رسمية هولندية تحرص على رؤية أن يكون أدبها مترجماً ومقروءاً باللغات الأخرى، أما المؤسسات والهيئات العربية، فلا تفعل شيئاً من هذا القبيل، وهذا ما نتمنّى أن يتغيّر في عام 2008.
ترجمة عن الانكليزية: خالد الجبيلي
http://www.kikah.com/indexarabic.asp?fname...amp;storytitle=