الأعزاء جميعاً
(f)
تحية طيبة مسالمة
والرد عليها سيكون اختياري لا إجباري
:lol22:

سأبدأ كلامي بهذا الحديث:
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"
هذا كلام جميل وبمنتهى التفاني والإنسانية
وأتمنى لو كان الجميع قادر على تطبيقه

لكن بما أنّ الله بنفسه ذكر في كتابه الكريم:

"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت و يأمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم" سورة البقرة آية 255
"و كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً" سورة الإسراء آية 12
إذاً للإنسان وحده حرية اختيار دينه ومعتقداته حسب ما ورد في الآيتين
وأكثر من ذلك هو المسؤول الوحيد عن نتائج تصرفاته فلماذا تبقى عصا الترهيب مرفوعة فوق رؤوسنا؟؟

طالما أن الدين جاء ليهدي النفس ويزكيها ويطهرها من براثن الشر
ويرفع روح المؤمن إلى ما فوق السحاب
ليكون قريباً من خالقه
وجاء لينظم مسيرة الحياة بما يلائم تلك الرفعة والسمو الذي ينشدهما
وطالما أن شرعة حقوق الإنسان بكل ما تحتويه من
رقي وإنسانية وتسامح
منبثقة منه ولم تأتي بجديد

أليس من الطبيعي إذاً
أن يحثّ معتنقيه إلى تأدية الفروض الدينية بحب وتفاني ورضا
(برأي في هذه الحالة ستنتفي عنها صفة الفرض)
حيث لن يتاوانى الرب حينها عن مكافأتهم.

و طالما أن هذه المجتمعات (التي تعاقب وتلعن من لا يمتثل لأداء الفرض الديني)
تحتضن العدد الأكبر
من حزب الصالحين
فهذا جيد...
و هنا تنتهي المشكلة
لا داعي إذاً لأن تلاحق الأقلية المسكينة
وتجبرهم على ما يخالف قناعاتهم

فلينهض المؤمنون بهذه المهمة النبيلة
وأظن أن عددهم كاف
أم أن هذه مجرد شعارات وهتافات؟؟؟؟؟؟؟؟
كجنين باق أبداً في
رحمٍ مجهولة
لن يرى النور أبداً


ثم لماذا تعادي هذه الدول جهنم المسكينة
أليس الله خالقها أيضاً؟
من سيزينها؟
هل يودون أن تبقى خاوية؟
ما عاز الله

و ماذا حققت لنا سطوة الدين والإكراه؟
وماذا تفعل الأمة الإسلامية اليوم؟
ماذا قدمت السعودية للعالم مثلاً
أو غيرها من الدول التي مازالت تطبق الشريعة الإسلامية
كدستور يحكم وينظم حياة الأفراد

القانون يطبّق على جميع المواطنين سواءً كانوا مسلمين
أم كانوا كفرة أو حتى زناديق

أوليس الدين من خصوصيات الفرد؟
فما شئننا نحن بهذا
أفراد كنا أم جماعات


إذا كانت الفكرة ضمان حق الفقراء فلا أجمل ولا أرقى من هذا الهدف
لكن كيف يطيب لهؤلاء المساكين لقمة طعام، إذا علموا أن من قدمها لهم
يلعنهم صبح مساء

إلى متى ستبقى هذه العشائرية تبحث وتبحث
ولا تجد لنفسها عشّاً سوى في عقولنا المريضة

لماذا تسعى مثل هذه الدول إلى السوط والسجن والعقوبات
أين الرحمة والرفق؟
أين الإنسانية منا؟
أم أين نحن منها؟
لست أدري؟

أما عن فرنسا والدول التي تعمل وفق موضوع التكافل الاجتماعي
فهذا أكثر من رائع
إذ ها هنا يكمن الاختلاف
هم يحثون الفرد على تأدية دوره الإنساني تجاه المجتمع
المجتمع كاملاً، ليس لفئة معينة فقط
أي الوطن للجميع، والخير للجميع

برأي المتواضع
أنه لا يحق لأي كان إكراه أي إنسان على تطبيق الفروض الدينية، أو غيرها من الطقوس سواء كانت دينية ام لا

(مع احترامي للدول التي تمارس هذا الأسلوب، وعدم اقتناعي به لتناقضه ومنافاته للمنطق والإنسانية)

تحياتي ومودتي
:yes:
أمان