شكرا لكل هذه المعلومات عن ناهد (نوني) درويش. معلومات مفيدة وبصراحة تجعلني أشعر بخليط ما بين الصدمة والحزن والغم. من جهة أشعر أنها ضيعت مجهود أبيها بانحرافها عن رسالته وما يؤمن به ونضاله واتجهت لخانة الخصم عوضاً عن أن تأخذ اتجاه ربما معتدل شوية في النضال وليس بالضرورة اتجاه العنف الدامي. غاندي ناضل ولم يتخل عن قضيته ونضاله أثمر ولكنه لم يصبح رعديد جبان ويتخلى عن نضاله. لكن هذه المسكينة تتخلى عن قضية بلدها وتكفر بمجهود أبيها. لها أن تكفر بالله أو بالآلهة أو بأي من الغيبيات.. هذا لا يهمني. ولكن كفرها بالوطن هو كفر لا يغتفر. المطرب العراقي يقول: اللي مضيع ذهب في سوق الذهب يلقاه ولكن اللي مظيع الوطن ما راح يلقاه أو شيء من هذا القبيل. سمعت الأغنية بصوت سعدون جابر وهو يصدح: "الي مضيع ذهب في سوق الذهب يلقاه ,, و الي مفارق مُحب يمكن سنه و ينساه ,, بس الي فاقد وطن وين يلقاه ؟؟" أما هي فقد أضاعت وطنها من قدس أقداسها وهو قلبها وهذه خسارة كبيرة. وطني مصر يحيا بداخلي طال الدهر أو قصر. مهما اعتنقت من أفكار ومباديء وعقائد، هذا وطني ولا أكفر به حتى وإن كفرت بالخالق أو بأي من الغيبيات.

أعتقد أن حالتها لها نظير في حالات السيكولوجي عندما مثلا يقوم جماعة القاعدة باختطاف واحدة وتعيش في كنفهم ثم بعد فترة وإذ بالمخطوفة تمدح في القاعدة وعقائدهم إلخ. ربما هو تقهقر نفسي من هول الصدمة؟ ربما.. ومليون ربما.. ولكن حالتها وحالة أمثالها محزنة وبصراحة مقززة. لا أقدر أن أتصور فلسطيني يطلع في الإعلام الأميركي ويقول كلام من نوعية: we come from a culture of hate الله يخرب بيتها أو يلطف بيها... حالتها صعبة قوي والله يكون في عونها وعون أمثالها.. مساكين.