طنطاوي:

عندما كنت بالمرحلة الإعدادية بمصر سألنا مفتش اللغة العربية عند عدد الولايات في أميركا فلم نأت بالإجابة الصحيحة فأجاب هو أنهم 50 ولاية وأن إسرائيل هي الولاية الواحد والخمسين. طبعا ظننته يمزح ولكن هذا هو الواقع في أميركا: إسرائيل ولاية أميركية وهذا هو حال أميركا وكما يقول الأميركان:

This is America; love it or leave it.

فأضعف الإيمان هو أن تسمعهم في صمت ولا تنقد الولاية الواحد والخمسين :10:وسلام قولٍ من ربٍ رحيمٍ. وكل دار ولها مدار.

ما لا أفهمه هو أن تأتي واحدة أو يأتي واحد مهاجر ويبالغ ويشتم شعبه ويقبحهم في أميركا ويقول عليهم إنهم ثقافة الكره؟ ألهذا الغباء يصل الناس؟ عندما تقول نوني درويش أننا كعرب أو أبناء الشرق الأوسط أننا أبناء ثقافة الكره، فهذا يشملها لأن السامع لا يراها فنلندية بل يراها أعرابية مثلي كما أني أنا أيضا واحد عرباوي. السامع القوقازي يسمع كلامها وفي ذهنه ينظر لها برثاء وربما شيء من الدونية والتحسر.. هي أول من يدفع ثمن كلامها في الإعلام الأميركي. المهاجر العربي، طلع أو نزل، يظل عربي. هذا ما تيقنت أنا منه مع مضي الأيام ولهذا اتجهت بشراهة غير عادية لالتهام كل ما يمت لثقافتي وأدبي العربي بشكل لم أكن أفعله لو أني بقيت في مصر وأحاول دعم ونشر الأدب العربي لكل طالبيه ربما لهذا السبب: هذا هو المقدس الآن!