Arrayكل ديانة ولها "طالبانها"، ويظهر بأن المسيحية مصابة بهؤلاء كما هو "العالم الإسلامي" مصاب "بالإسلاموي [/quote]

مرحباً عزيزي العلماني (f)

سيظل كل دين له طالبانه لسبب أساسي وهو أن القضية هي قضية "تأويل" Hermeneutics؛ فمن الناس من يأخذ بالتفسير الحرفاني ويتجه اتجاه سياسي ومن الناس من يتخذ خط يسوع المسيح نفسه. المسيح لم يكن رجل سياسة ولكن كان رجل فقير يقتات من مساعدات الأرامل والفقراء مثله؛ وبحسب كلام الإنجيل "لم يكن له أن يسند رأسه" ولم يتشيع لفريق ضد فريق ونأى بنفسه دوماً عن السياسة وهرب منها هروباً قوياً عندما أرادوه أن يكون ملك عليهم. هذا هو مؤسس النصرانية يا عزيزي العلماني. شئون النصارى شيء آخر تماماً فالنصارى شيء والناصري ابن الناصرة شيء آخر تماماً. هناك مسيح الناصرة وهناك مسيح النصارى كما قال جبران خليل جبران. من طبع الإنسان أن يلبس الإيمان عباءة سياسية حتى يعتلي منابر القوة والبطش بأخيه الإنسان ولكن هل هذا حقاً هو المسيح؟ هل هذه هي حقاً المسيحية؟ لفتت النظر لموقع عنوانه "مسيحيون متحدون لأجل إسرائيل" وهم متحدون فيما اتحدوا لأجله ولكن هل حقاً اتحدوا لأجل المسيح؟ لو كانوا اتحدوا لأجل المسيح لكانوا اتحدوا على نكران الذات، لكانوا قد اتحدوا على صلب الذات، لكانوا اتحدوا برجلٍ قال: ممكلتي ليست من هذا العالم. المسيحي الحق يا عزيزي العلماني هو باذل لنفسه وأنا ذقت المسيحية وأراها أفضل تجربة إيمانية في حياتي وبسببها اكتسبت شخصية أضافت لي الكثير والكثير، في خطى ذلك الرجل الفقير المسمى يسوع الناصري، وفي دربه حيث نعلم أننا عابرون على هذه الأرض ولم يكن لابن الإنسان اين يسند رأسه وخاب من ظن أنه يملك شبر أرض من بيته، فما بالك من يظن أنه يملك شبر أرض من فلسطين أو إسرائيل أو ما شئت من أسماء الأرض؟ المسيحية هي التخلية عن الذات وليست أبدا التكالب على الأراضي يا عزيزي العلماني. من الظلم أن تقول إن هؤلاء الناس يمثلون المسيحية وتقول "لو أن هذه هي المسيحية". حرام صدقني. شكراً لسعة صدرك.