{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
من النكسة العربية الى الخيبة الاسرائيلية
رحمة العاملي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,790
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #8
من النكسة العربية الى الخيبة الاسرائيلية
شكرا لكل الزملاء الذيت اهتموا بموضوع تقرير فينو غراد
وهذا تحليل مهم للاخ ابو محمود في شبكة هجر

الأهم في هذا السياق هو الرسالة الواضحة التي وجهها التقرير في اتجاهين رئيسين :
الأول - نحو الداخل والرأي العام الاسرائيلي الذي عاش عقوداً من الوهم والتضليل رسخته سلسلة الحروب والاعتداءات التي شنتها اسرائيل على العرب بنتائجها المعروفة بما فيها حرب تشرين التي شكلت ضربة قاسية لاسرائيل لكنها استطاعت تجاوزها والحد من آثارها.

والثانية - في اتجاه العرب وهنا ينبغي التفريق بين متلقيها شعوباً أو أنظمة.

x بالنسبة للرسالة الأولى يمكن أن نلاحظ أن التقرير سعى بعد الإقرار بالفشل والهزيمة والاعتراف بالتقصير للايحاء بأن القيادة الحالية عسكرية أو سياسية بادرت لاستخلاص العبر والدروس والأهم للاستعداد لحرب قادمة تتدارك هذا العجز والتقصير بما يسوغ استمرارها
وما يعني العرب في هذا الشق من الرسالة، هو أن يتلقفه من يفترض بهم رسم السياسات الاستراتيجية المستقبلية ليكون أسلوب التعاطي مع اسرائيل ما بعد فينوغراد مختلفاً لا سيما لجهة مسيرة السلام التي يجري التغني بها وحقيقة موقف اسرائيل من هذا السلام بعد أن جعله العرب خياراً استراتيجيا.

والتساؤل: هل هو (السلام) خيار حقيقي بالنسبة للطرف الآخر أم أنه مجرد وهم يغلف نيات معروفة للمشروع الصهيوني الذي قامت اسرائيل على قاعدته؟
وهو ماجاء واضحاً لا لبس فيه إذ يقول التقرير: "ان حرب لبنان الثانية أثارت مرة أخرى للتفكير والنقاش قضايا آثر الشارع الاسرائيلي تجاهلها فليس بوسع اسرائيل البقاء في المنطقة ولايمكنها الوجود فيها بسلام أو بهدوء دون أن يؤمن فيها وبمحيطها بأن لاسرائيل زعامات سياسية وعسكرية، قدرات عسكرية ومنعة اجتماعية تتيح لها ردع جيرانها الراغبين بالمساس بها ومنعهم ولو بالقوة من تحقيق هدفهم ان محاولات تحقيق السلام أو التسوية يجب أن تتم من موقع قوة عسكرية ومنعة اجتماعية وسياسية ومن منطلق القدرة والاستعداد للمحاربة.." ‏

وبهذا الكلام يضع فينوغراد الإصبع على جرح اسرائيل الحقيقي : افتقاد الشعور بالأمن مهما تكدست تنازلات العرب واستعدادهم لتقديم الضمانات (وهو ما أشار إليه الكاتب حسنين هيكل في حديثه الأخير) وهو أيضاً ما كشفه نقض اسرائيل لكل ماوقعته مع بعض العرب من معاهدات واتفاقات رغم إطاحة هذه الاتفاقات بالحقوق والثوابت التي ينبغي التمسك بها في أية تسوية..
واللافت في الفقرة آنفة الذكر من تقرير فينوغراد القول (ليس بوسع اسرائيل البقاء في المنطقة) وهو يؤكد أن اسرائيل التي زرعت في المنطقة ومنحت القدرات العسكرية والمادية لتكون الأقوى لا تزال مسكونة بالشعور بأنها مجرد طارئ عليها دون جذور تاريخية أو جغرافية وأنها مستعدة في لحظات الخطر لحزم الحقائب وشد الرحال وأن كل ما تتلقاه من دعم ومساندة لا يعد كافياً ما دامت تفتقد دوافع التضحية والالتصاق بالأرض على عكس الطرف الآخر القوي بإرادة البقاء والجذور الممتدة في التاريخ والجغرافيا وهو ما يمنحه اجتراح المعجزات وابتكار الأساليب لمواجهة الترسانة المدعمة بأحدث ابتكارات الأسلحة ومجابهتها مستفيداً من افتقادها القدرة على التضحية وهذا يعبر عنه فينوغراد بالقول: "إن الجيش واجه «تنظيماً شبه عسكري مكوناً من بضعة آلاف من المقاتلين صمد في وجه الجيش الأقوى في الشرق الأوسط والذي يحظى بتفوق جوي مطلق ومزايا في الحجم والتكنولوجيا».. ويضيف: "ان الجيش فشل بشكل قاطع وتصرف في لبنان كجيش يخاف من وقوع خسائر في صفوفه". ‏

x ولعل أبرز ما شدد عليه التقرير هو خيبة الاسرائيليين عموما من نتائج هذه الحرب أو على الأصح من الجيش الذي وصف يوماً بأنه «جيش بلا دولة» أي أن كل مافي اسرائيل كان مسخراً لهذا الجيش لكنه لم يوفر رداً فعالاً لإطلاق الصواريخ الذي تواصل كل أيام الحرب حين ترك الكثير من السكان بيوتهم وأقاموا في الملاجيء..
لقد خرجت اسرائيل إلى حرب طويلة بادرت هي إليها وانتهت دون أن تنتصر بها..

ويشير أيضاً عند زعمه أن هذه الحرب حققت انجازات بأن اسرائيل «لم تحظ بالانجاز السياسي على أرضيته انجاز عسكري فقد استندت الى تسوية سياسية» وقررت لجنة فينوغراد ان استمرار تعرض البلدات الاسرائيلية للقصف الصاروخي «عبر عن فشل أساسي وخطير في إدارة الحرب » التي لم يتقرر لها سلفاً عند اتخاذ القرار بشنها خطة للخروج منها. ‏

ويقول التقرير ايضا: "اننا وجدنا اخفاقات وعيوبا خطيرة في عمليات اتخاذ القرار وفي العمل الاركاني، سواء لدى المستوى السياسي أو المستوى العسكري أو هامش الوصل بينهما، لقد وجدنا اخفاقات وعيوبا جدية في المستوى القيادي الأعلى في الجيش الاسرائيلي، وخصوصا في القوات البرية، في نوعية الاستعداد، في الجاهزية، في السلوك وفي تنفيذ القرارات والأوامر، ووجدنا اخفاقات وعيوبا خطيرة في كل ما يتعلق بالدفاع عن الجبهة الداخلية، وفي التعامل مع المساس بها". ‏


بالانتقال الى الرسالة التي ينبغي أن يقرأها العرب في التقرير وبين سطوره، حكاما وشعوبا، لا بد بداية من الاشارة الى أن التقرير اختص باستخلاص الدروس والعبر، ولم يخلص أبدا الى أن الحرب كانت خطأ لكن إدارتها هي الخطأ، لاسيما أانه لم يحمل القادة السياسيين أو العسكريين الاسرائيليين اية مسؤولية اخلاقية تجاه ما ارتكب من جرائم ومجازر، ولم يحاول أن ينسب أبشعها وأشدها وحشية الى الخطأ ولو من باب التغطية والتسويغ، وهذا بالتأكيد سيلقي ظلاله على أوهام السلام وعلى ما عقد من آمال بشأن (أنابوليس)، الذي لم يكن إلا محاولة فاشلة لتبرئة ذمة أولمرت والاسرائيليين عموما. ‏

أما النقطة الثانية فتدحض كل ما حاول بعض النظام الرسمي العربي إشاعته لدى تلقي نبأ العدوان من تحميل المقاومة مسؤوليته واتهامها بالمغامرة والعبثية، فجاء التقرير واعترف بمسؤولية اسرائيل بالمبادرة للحرب وأقر (صوابية) المبادرة لكنه انتقد ادارتها
من جهة ثانية فإن نتيجة الحرب والانتصار الذي تحقق ابطلت نظرية المغامرة والعبثية، وأنصفت المقاومة وقدرتها على فعل ما عجزت عنه الجيوش وهي تدفع فيما لو صلحت النيات إلى تبني هذه المقاومة ودعم خيارها، إن لم يكن في اتجاه التحرير كما يتوخى المقاومون وجماهيرهم فعلى الأقل لكسب ورقتها في أي عملية سلام محتملة أو مرتقبة. ‏

أما بالنسبة للجماهير العربية فإن ما قرأته في سطور فينوغراد قد جاء تأكيدا لصوابية خيارها، وتعزيزا لالتفافها حول مقاومتها، وأعطى دفعا وتشجيعا لكل من سار على ا لنهج نفسه لاستكمال الطريق نحو الهدف المنشود ولعل في المثال الفلسطيني خير دليل، وقوات هذه الجماهير في حرب تموز وفي الزلزال الذي اصاب اسرائيل بكل مستوياتها تأكيدا جديدا على القدرة على افشال العدو ومنعه من تحقيق نصر عسكري ميداني، وعلى التأثير على جبهته الداخلية بشريا واقتصاديا، وأن نهج المقاومة وثقافتها ابطلا مفاعيل المشروع الاميركي للمنطقة الذي جاءت رايس تروج له في عز الحرب، وقد التف من حولها من وصفوا بـ «المعتدلين» وهم في الحقيقة وباعترافهم جزء من هذا المشروع، واللافت ان بعضهم فرح لان (فينوغراد) اعطاهم صك براءة حين اغفل ذكرهم بالتحديد، بعد أن اكد وجود تعاون من دول وافراد في المنطقة لشن العدوان واستمراره حتى وصوله لغايته الرئيسة وهي انهاء المقاومة فتأكدت الادانة. ‏

بعد هذه المراجعة ألا تستحق تجربة تموز لفينوغراد عربي يصوب مسيرة التعاطي مع الصراع العربيx الصهيوني ويعيدها الى سكتها الحقيقية، صراع على الوجود والحقوق وليس مجرد نزاع على أجزاء من أراض هنا وهناك؟؟
02-07-2008, 02:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
من النكسة العربية الى الخيبة الاسرائيلية - بواسطة رحمة العاملي - 02-07-2008, 02:59 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ماذا بقي لعرب الاعتدال بعد الانتخابات الاسرائيلية رحمة العاملي 31 7,169 02-15-2009, 08:11 PM
آخر رد: Al gadeer
  لماذا الاهتمام المبالغ فيه بالانتخابات الاسرائيلية hamde 2 855 02-11-2009, 09:29 AM
آخر رد: أبو خليل
  ذكري النكسة vodka 1 619 06-04-2008, 10:17 PM
آخر رد: vodka
  الرئيس الأجرب وملوك الخيبة عزالدين بن حسين القوطالي 1 668 04-30-2008, 12:54 PM
آخر رد: عزالدين بن حسين القوطالي
  من وقائع النكسة المستمرة تموز المديني 9 1,632 06-18-2007, 01:06 AM
آخر رد: ابن سوريا

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS