المديونية الأمريكية تتصاعد بشكل خرافي ، خصوصا مع استمرار هذه الحرب ، ليس هذا فقط بل إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة اعتادت أن تغطي عجوزات الموازنة بالمزيد من الاقتراض ومن يقرأ لسيمور هيرش وبول كندي سيعرف إلى أي منحدر تسير هذه الامبراطورية وإلى أين تأخذ العالم معها ومن يتابع الأخبار الاقتصادية وتحذيرات خبراء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يدرك هذه الحقيقة فدول العالم ابتداء من الصين بدأت تفك ارتباط عملتها بالدولار ولم يبقى حسب معلوماتي في دول الخليج إلا السعودية التي ترفض فك الارتباط من منطلق سياسي بحت.

سيحدث هناك انهيار في الدولار لا محالة خلال فترة عقد من الآن ، كما حدث في الأرجنتين لكن لن يحدث انهيار وتفكك في الدولة على غرار ما جرى للإتحاد السوفيتي لأن ما حدث لهذا الأخير لم يكن حالة انهيار نقدي ومالي حقيقة بل انهيار في الهيكل الانتاجي المتقادم والمترهل والذي يمثل القوة الاقتصادية الحقيقية للدول.

يجب أن تمر أمريكا بهذه المأساة لا مفر خصوصا أنها لا تنوي اتباع سياسة اقتصادية تقشفية ، وبعدها وبرأيي الشخصيسيدث هناك تحول كبير في سياسات الولايات المتحدة يتبعه تحول عالمي سيتم التخلى نهائيا عن فكرة تحرير التجارة التي تسبب خسائر كبيرة لها في ميزان مدفوعاتها وبالتالي في دخلها القومي وهروب رؤوس الأموال إلى دول مثل الصين والهند والمكسيك وسيتم العودة إلى سياسة أمريكا في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين والتي تقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لما يعرف بالعالم القديم.