ألا ترى حجم التناقض في طرحك يا شهاب

من جهة تقول :
Array
أمريكا كدولة يهمها أن تبحث عن مصالحها (التي هي في نهاية المطاف مصالح شعبها) وبالتالي فمن المفيد لها التوسع السياسي .. وربما العسكري ! بما يحفظ مصالحها الحيوية[/quote]
Array
هل يُعاب على دولة أن تبحث عن مصالحها ؟ [/quote]Array
لماذا تكون امريكا مدانة لأنها تبحث عن مصالحها السياسية ؟؟ .[/quote]


ثم بعد كل ذلك تتساءل : هل فهمت من كلامي أني ادافع عن امريكا وابارك سياساتها في المنطقة !؟ .

طبعا فهمت ذلك من كلامك ؟

فعندما ترى أن من حق أمريكا الإقدام على أي عمل ما وتلتمس لها الأعذار في عملها هذا . لا يصبح من حقك أن تدين هذا العمل ؟؟؟؟ بل وتفقد تلقائيا هذا الحق . فالقولين متعارضين ولا يمكن الجمع بينهما بعبارة أخرى فإن القول بأحدهما يُسقِط الآخر.

وعلى فكرة وهذا الكلام برة الموضوع ،،، كلمة "مصالح" هذه التي درج السياسيون الغربيون في أدبياتهم على استعمالها وأخذها عنهم بعض الإعلامين والمثقفين العرب وأشاعوها كمصطلح عند الحديث عن العلاقات السياسية الخارجية بين الدول ، هي كلمة مهذبة جدا أدخلها الغرب للقاموس السياسي كتعبير مخفف ومضلل وبديل في نفس الوقت عن المدلول والمعنى الحقيقي الذي كان يُستخدم أيام الإستعمار وهو "أطماع" ، فالحقيقة أن أمريكا ليس لديها "مصالح" في المنطقة أمريكا لديها "أطماع" في منطقتنا. وأخالك تعرف الفرق اللغوي جيدا بين المصالح والأطماع.

Arrayاليست السياسة ببساطة : البحث عن المصلحة باي ثمن ؟ ..[/quote]

وجوابا على سؤالك أين هي الميكافيلية ، دعني أسألك أولا ما الفرق بين مضمون كلامك هذا وبين مقولة ومبدأ ميكافيلي الشهير : ((الغاية تبرر الوسيلة)) أليست هذه هي الميكافيلية بشحمها ولحمها التي تنكر الآن أنك تروج لها أو أنك قلت بها .

لا يا سيدي الكريم ليس من حق أي دولة عن تبحث عن مصالحها بأي ثمن

ليس من حق هتلر والنازيين أن يقتلوا ويبيدوا 27 مليون روسي في سبيل الاستيلاء على أراض روسيا الشاسعة ومواردها الاقتصادية وتخصيصها أراضيها للشعب الألماني والرايخ الثالث ، كما ليس من حق أمريكا أن تفرض حصار لمدة 13 عاما يقتل مليوني طفل رضيع عراقي وأن تشن وعملاؤها حربا استعمارية تدمر الدولة العراقية وتحتل أرضها وتؤدي لمقتل مليون إنسان ، كما ليس من حق إيران أن تسرق نفط العراق وترسل عملاءها وفرق موتها كي تعيث في العراق خرابا وقتلا من أجل تغيير تركيبته الديموغرافية وتهجير السنة ،

وإذا كانت هذه هي منطلقاتك الفكرية في فهم السياسة بأنها البحث عن المصلحة بأي ثمن ، فنحن - وأقصد كل الذين يدينون سياسات أمريكا - لدينا منطلقات فكرية أخرى مغايرة تأخذ الجانب الأخلاقي بعين الاعتبار ولا تسقطه في نظرتنا وحكمنا وتقييمنا الذي يدين سياسات الولايات المتحدة ، والخطأ الذي وقعت َ فيه ببساطة شديدة أنك تريد أن تقيم آراء استنتاجات الذين يدينون سياسة أمريكا بناء على معاييرك ومنطلقاتك الفكرية الميكافيلية