Array
مواضيع الدين والله أصبحت محسومة لك؟

ومادام هي أصبحت محسومة فما الداعي للنقاش؟ كيف تناقش يا عقلاني في أمر محسوم من الأساس؟
[/quote]

ليس من المفروض أن تسخر مني حين اكون صريحا معك ..
أنا كنت بشتكي لك.

أنا لا يعجبني ان أسلك بتلك الطريقة و كأنني دوجمائي.
جمال رفض الدين و عصيان الله من وجهة نظري هو الأفق الواسع و الإنفتاح و ليس هذا التعصب.
و لكن مع ذلك بدا لي أن الدينيين يتمسكون بالدين لأنه يبدو لهم قاطعا و بديهيا مع ان ما يصدقونه هو خرافات في النهاية.

يعني الإنسان الديني يعتقد أن دينه هو امر حتمي و أن عدم القناعة به قد يكون غباء (أيا كان الدين) ..
الديني لديه تلك الأمور محسموة لدرجة أنه لا يراجع الله في تصرفاته و لا يراجع معتقداته أو ثوبته.

أنا لو حد حكى لي حكاية محبوكة منطقيا أقول في نفسي ربما تكون حدثت و ربما لا .. حتى و لو محبوكة.
و لكن أنت يا إبراهيم هناك من يقول لك ان هناك كائن حي إسمه الله يتصف بكذا و كذا ..
كذا و كذا تلك صفات غير منطقية او طبيعية باي حال .. يعني المسألة لا تحتاج حتى إلي دليل.
ثم إن هناك إنسان كان يعيش من ألفي عام أقام موتى و شفى مرضى بكلمة و في الآخر مات و أقام نفسه ..

بالمنطق و العقل فتلك خرافات ..
و لكنك لا تغامر بإقتطاع أجزاء من وقتك في صلوات بلا معنى او قراءة في كتب غير مفيدة ناهيك عن التفكير بطريقة دينية و تبديد حياتك فقط ..
بل إنك ربما تدعو ناس آخرين ليفعلوا مثلك ..
مع إنك من يؤمن بخرافات و ليس انا.
طيب تحمل مسئولية نفسك و خيارات, لكن كيف تجروء ان تتحمل مسئولية تصديق ناس آخرين لتلك الخرافات ؟

يعني هل علي انا أكتفي بمعرفتي لنفسي و أتفرج على أصحاب الأديان قاعدين يغسلوا دماغ بعض بكلام فارغ ؟
يبقى اصحاب الخرافات يتعاملوا و كأن خرافاتهم هي تحصيل حاصل و يحجروا على غيرهم في التفكير و انا اللي هاعمل ديموقراطي :97_old: ؟

ألاقي ناس متخلفة بتتجنن لو حد عاب في نبي و لا رسول و لا كأنه من بقية أهلهم
و أنا اللي هاعمل سبور و مؤمن بالحرية و أحترم عقائد انا عارف و متاكد إنها كلام فارغ.

كل واحد إحترمت عقيدته و تقبلت فكره ظن أن موقفي ضعيف و انني أفعل ذلك ليس إحتراما له و لحقه بل لأن عقيدته حقيقية و تفرض نفسها.
لا يمكن انا اتعامل بديموقراطية مع عقائد غير ديموقراطية.
إسبرطة هزمت أثينا و المسلمين إحتلوا مصر و المغول ماكانوش بيشوفوا قدامهم و الشيوعيين وصلوا للحكم بإنتخابات.

يعني لو انا مقتنع إن الإلحاد أفضل لي و للناس من حولي علي اتعامل بطريقتهم ..
ساتعصب كما يتعصبون و أسخر من معتقداتهم حتى يكفوا عن التعصب ..
في النهاية حتى و لو لم يتركوا خرافاتهم و يقتنعوا بتفاهتها سيحترمون حقي في الكفر بالخرافات.

و ربما غدا او بعد غد سأكتب "ملحد" في بطاقتي الشخصية ..
لو ظل هناك من يصدق الخرافات أصلا.

عموما لوسمحت ماتزعلش مني ..
انا فعلا ماأقصدش أضايقك
بس انا محموق عشان عندي قضية شايفها مهمة و مش لاقي طريق شرعي و مقبول إجتماعيا عشان أخدمها.

انا طموحي إن كل الجوامع و الكنائس تنقلب إلي منتديات ثقافية و نوادي إجتماعية و علمية و رياضية و مسارح و أوبرات من أجل التعارف و تبادل المعرفة النافعة ..
كل الطاقة اللي عند أصحاب الأديان توجه لنفعهم الشخصي و المجتمعي بعقل و حكمة بدلا من شغل النصب بتاع العقائد و كهنتها و شيوخها.
الأهرامات و المعابد و الكنائس و الجوامع كلها مباني فاخرة و جميلة و لكنها صنعت لاسباب تافهه ..
من بنوا الأهرامات كان من الممكن ان يبنوا مكتبة ضخمة ..

الجزم بأن الخلود حقيقة كان المحرك ..
و لكن الخلود خرافة و الجزم طاقة.
لماذا لا نجزم بافكار أكثر منطقية و عقلا لنصنع المعجزات بدلا من إنتظارها من خارج الكوكب ؟

أنا ملحد ..
و لكن أغلب من ستجدهم ملحدين لا يهتموا بنشر أفكارهم لانهم يخافون من الموج العالي ..
لماذا يجب علي ان اعيش كأقلية مع إنني إخترت إختيارا عاقلا و بديهيا و اعطيته حقه من التفكير و الإنفتاح و الشك حتى تقبلته و ركنت إليه ؟
لماذا يجب علي أن أقبل التكتم على ما أصدقه من الجميع لانني لا أصدق الخرافات ؟

يا إبراهيم انا لست متزمتا و لا ديكتاتورا في رايي ..
و لكن لا يصح أن أشعر بأني محاصر في المجتمع لأني لم أختر إحدى الخرافات لاصدقها و لن أفعل.
الوضع يجب أن يتغير لانني لن أفعل.

أصحاب الخرافات متمسكين بها لانها تلهيهم عن الواقع .. حاجة زي الأفيون مثلما قال ماركس.
حين أشاهد النشوة في ملامح المرنمين في الكنائس البروتستانتية اجزم إن الناس ديه محششة.
ربما لو إن هناك بديلا عصري يملؤهم روحيا و يملاني أنا أيضا لاني محتاج أنا الآخر ..
أقول أن وقتها ربما يتركوا تلك الخرافات ليصدقوا ما هو أفضل ..

و إذا كانت المسيحية تمجد الإيمان و الرجاء و المحبة فهذا أمر جيد و لكن المؤسف أن الإيمان و الرجاء المسيحيين يصطدموا بالواقع ..
نعم الإيمان هو الثقة بما يرجى و الإيقان بامور لا ترى ..
و لكن لماذا يجب أن يعني هذا ملائكة و شياطين و جن و عفاريت و آلهه و أشباح ؟
الإيقان بامور لا ترى .. ماشي و لكن لا تكون مصطدمة بالعقل.
هناك معاني جميلة كثيرة لا ترى نستطيع ان نؤمن بها ..
الخير و المحبة و السلام و الجمال و غيرها كثير ..
لو كان الله هو المعاني الطيبة لعبدته ..
الله ليس المحبة لأن الله شخص و ليس معنى ..
لانه لو كان معنى إذا فهو ليس شخص مستقل له وعي و إرادة و عقل و روح و ذات ..
حتى و لو كان الله محب فهو ليس المحبة نفسها ..
تلك خدعة أخرى من خدع الأديان لأن لو الله محبة فإن المتمرد عليه يكون كريها عدو المحبة.
إحتكار القيم كان إحدى الخدع الجيدة و لكن الممارسات الدينية فضحت الجميع.

و الرجاء المسيحي أيضا باطل ..
لان رجاء القيامة و الخلود بعد الموت في حياة أفضل هو مجرد وهم ..
الرجاء في غد أفضل هو أفضل بما لا يقاس ..
الرجاء في حياة حلوة و عالم مثالي يسع الجميع و يحنو على الكل.
هل يستطيع الله أن يوفر لنا ذلك ؟
و الآن .. حالا ؟
طبعا لا ..
على الجميع أن يعرف أن السماء ليس بها إلا النجوم و الكواكب و أنه ليس هناك من يرعانا.
على الجميع أن يعرف أنه ليس هناك من ينفعنا إلا سواعدنا و عقولنا ..
على الجميع أن يعرف انه لا وجود لإله يعز عليه أن يترك احدا يموت من الجوع ..
ليس لنا إلا بعض و إن تركنا احدهم ليموت من الجوع فسيفعل ..
علينا ان نكبر و ننضج و نعرف انه لا وجود لإله يحمينا أو يساعدنا.
علينا أن نعرف أننا إن فوتنا حياتنا الآن فلا تعويض بعد الموت ..

كل بدعة دينية هي إحتكار للإنسان ..
الله بكل قدراته هو إحتقار للإنسان بقدراته ..
السحر و المعجزة هو إحتقار للواقع و المجهود ..
الخرافة هي إحتقار للعلم و العقل ..
الطقوس العقيمة و البلا معنى هي إحتقار للنشاط الإنساني ..
العبودية لله هي إحتقار للحرية ..
الإنسان الديني هو إنسان خرافي منقرض بطبيعته لا يعبر إلا عن قيم من رسموا على جدران الكهوف و شيدوا المعابد و الآثار حول العالم ..
نعم هم طاقة جبارة و لكنها طاقة الإنسان و ليست طاقة الدين ..
و لو إستخدمنا حوافز افضل من الدين لإستطعنا فعل الكثير.

محبتي. :redrose: