كان احد اعمامي -يسمى خالد- يهوى الرسم والخط ,, رسم مره طفل رضيع جالس في مكان بدون معالم واضحه - اي بدون عناصر مكانيه- مجرد بياض- حتى يبدو الطفل هكذا معلقا في الفراغ ,, يلهو ويلعب بجماجم بشريه من حوله ,, ويمسك احداها بيديه بكل سرور ..
كان يقول لي دائما بلهجة عاميه ما معناه : ان الحياة هنا عند العرب حياة لمعان بعينها,, ان ثمه افكارا و رموزا وقيم هي وحدها ووحدها فقط تستحق الحياة هنا ... وكتيار جارف تسحق بقوه وجبروت اي شيء اخر امامها ... ان تكون قويا يعني ان تكون موجودا في فضاء الحياة العربيه.. دون ان يعني هذا ابدا انك ستكون قادرا على تغيير اي شيء ولا حتى سماة ومظاهر القوه ..مظاهر قوتك الخاصه ...
كان يقول ان اي رسم او شعر او حتى اي فن ,, لا يفترض فيه ان يقول لك اشياء محدده وواضحه تفهمها وتستشعرها بشكل نهائي
,, في تلك اللحظه لن يعود فن... ان الفن لغه لا تفهما الا القلوب ولا يشعر بها ويحسها الا فنان ولذا ترى الاطفال اكثر من يستطيع تذوق الفن وتحسسه
كان يقول ان الفن يفاضل ويميز بقدرته على انتاج فن جديد.
لذكرى عمي (f)

طاب يومكم
(f)