Array
تحياتي للاعزاء ابو ندى (f)وجرمانيوس (f) ومريم (f)

عزيزتي مريم :
لا يوجد معنى مستتر على الاطلاق ... الا اذا كان القارئ يقرأ الكلام بمنطق باطني يجعله يعتقد أن لكل ظاهر باطن، ولكل كلام تأويل !! والاشكالية في هذه الحالة في القارئ لا المقروء ! ..



اراك تتفقين معي في قولك (لاأحد يدين بحث أمريكا عن مصالحها ) وهذا ما قلته بالفعل في هذا الموضوع .. ولكن ما تعجبت منه هو قولك (لكن الغريب حقآ هو إدانة هؤلاء الذين يدافعون عن مصالحهم في وجهها) !! ..

عذاراً .. اين وجدتني ادين (هؤلاء الذين يدافعون عن مصالحهم في وجه امريكا ) ؟؟ ..

هل حقا قرأت ذلك في هذا الموضوع ؟ .. اين ؟ ..

لعل التسرع غلبك يا عزيزتي ..

مع التحية ..

شهاب الدمشقي.
[/quote]

هلا شهاب .. عذرآ على الرد المتأخر .

أنا لاأقرأ الكلام بمنطق باطني على الإطلاق .. أنا أتحدث بالعموم لا عن وجه الخصوص عن أي مواضيع تستهدف تبرير السياسة الأمريكية تحت بنود شتى .

ننتقل إلى الموضوع الأساسي إذن .. عفوآ كل موضوعك هو إدانة لهؤلاء الذين يدافعون عن مصالحهم أمامها .. الدفاع لايعني فقط العمل العسكري بل هو كذلك أعمال إعلامية .. أنا أتفق معك إنه لاأحد يدين بحث أي دولة عن مصالحها .. المختلف عليه هو الطرق لكن لنترك ذلك متأخرآ قليلآ ولنبدأ بالقول كيف تقوم أمريكا بالعمل على تنفيذ مصالحها ؟ ألا تبدأ أولآ إعلاميآ بشيطنة العدو ؟ ألا تبدأ إعلاميآ مقدمآ بخلق أرضية تمهيدية لقبول الإعتداء عليه ؟ أنت تسحب من عدو أمريكا هذا الحق ببساطة وتريد ألا يكون له الحق بشيطنة أمريكا لأنها بمنتهى البساطة لاتبدو في عينيك أكثر من دولة عادية ..أتظن أن شياطين أمريكا في المقابل هم شياطين حقآ ؟ نحن نتحدث بتجرد تام هنا ..العدو هو الشيطان دائمآ لدينا ولدى عدونا.. هذه ثقافة الحرب.

راجعت بسرعة بعض الردود لضيق وقتي وبصراحة لاأحب أسلوبك وأسلوب العاقل في الحديث نيابة عن فلان وعلان بأنه طبعآ وأكيد يؤيد التوسع الإقليمي للدولة العربية الفلانية أو العلانية لمجرد وجود صورة صدام حسين لدي مثلآ وشيء آخر لدى سواي .. أخلاقيآ وحضاريآ نحن تجاوزنا هذا الزمن .. أعني زمن تأييد إحتلال بلدان الآخرين تحت بند البحث عن المصالح وماشابه وجملة إعتراضية ليست بصلب الموضوع لكن ليس لصدام حسين مثلآ سياسة توسعية تم تأييدها ( مسألة الكويت ليست في نطاق السياسة التوسعية وإلا كان صدام ضمها قبل عقد من الزمان على الأقل ) ولو كان لدية سياسة توسعية لكان في ذات الفترة أي قبل عقد من الزمان ضم إليه الخليج كله في يومين ثلاثة ومع ذلك مع ذلك فأنا أقول وبمنتهى الوضوح أنا لاأؤيد أي سياسة توسعية لأي دولة كانت على حساب الدول الأخرى .. هل يكفي هذا للحوار بدلآ من تسطيح الأمور وإختلاق بعضها في سبيل تشويه صورة المحاور الآخر فحسب وهو عمل غير مقبول في الحوار .. عندما أقول إنني أؤيد السياسة التوسعية لفلان أو علان أو هذه الدولة أو تلك عندها يمكن اللمز والغمز من قناتي أما غير ذلك فغير مقبول.

نأتي الآن للأعمال الأساسية التي نهاجم نحن أمريكا بسببها والتي تبدو عادية ومنطقية لديك ولدى آخرين .. كما قلت البحث عن المصالح هو أمر طبيعي تمامآ أما كيف نفعل ذلك فلم يعد الأمر عليه قبل مئات أو آلاف السنين .. عفوآ هل المطلوب منا أن ندفن التطور الحضاري والأخلاقي لدينا ونعود لزمن الغاب ؟ لقد أنتهى هذا الزمن .. زمان كان الإحتلال الإستيطاني يبيد سكان البلاد الأصليين ويستعبد من تبقى منهم .. عفوآ هل علينا أن نسجد لله شكرآ لأنه منحنا إسرائيل التي لم تقم بعملية إبادة حقيقية للفلسطينيين ولاتقوم بإستعبادهم اليوم ؟ هل يمكن أن نعتبر في هذا الزمن قذف المناطق العراقية واحدة بعد الأخرى بأسلحة محرمة دوليآ عملآ طبيعيآ لأنه تاريخيآ لم تكن هناك أسلحة محرمة دوليآ والدول تبيد مناطق الآخرين ؟ هل يمكن أن نضع قدمآ على قدم ونعتبر تدمير التاريخ العراقي أمرآ طبيعيآ وتفجير تماثيل بوذا من قبل طالبان طبيعيآ لأنه تاريخيآ كان المنتصر يهدم بلاد المهزوم ورموزه ؟ لماذا أصبح في العالم شيء إسمه جرائم حرب وإبادة جماعية وقوانين ومحاكم مع إن التاريخ لم يكن فيه من ذلك شيء بل إن إرتكاب جرائم الحرب والإبادة هي من الإعمال العسكرية ( العادية ) زمان .

بمنتهى البساطة إحتلال بلاد الآخرين وقتل البشر عالطالع والنازل هو زمن قد مضى ونحن نحاسب أمريكا أخلاقيآ حسب هذا الزمن لاحسب زمن هولاكو ..اليوم لم يعد بإمكان أمريكا أو سواها أن تستيقظ صباحآ وتقرر إحتلال هذا البلد أو ذاك الأمر الذي كان يمكن حدوثه تاريخيآ .. الآن على أمريكا أن تبحث عن ( ذرائع أخلاقية ) قبل أن تفعل لأن الزمن تغير وماينبغي علينا فعله نحن ونحن في موقع الضحية ( موقع العدو ) هو فضح السقوط الأخلاقي لعدونا .. نحن نتعارك حسب منطق زمننا وماتقوله أنت بمنتهى الوضوح هو أننا لانملك هذا الحق لأن أمريكا ليست ساقطة إخلاقيآ فكل تاريخ الأمم هو ساقط أخلاقيآ .. ذلك شيء طبيعي وعليه فعلينا أن نغلق فمنا أحسن ونتركها تفعل ماتشاء وتقول ماتريد عن إجرامنا وإرهابنا طريقآ تسير فيه لإستباحة دمائنا ( أخلاقيآ) .