مالي أراكم قد "تكأكأتم" من حول العلماني .. "كتكأكؤ" الفراشات من حول المصباح .. !!

قصّتي مع العربية وقواعدها و"همزاتها" قصّة .. ابتدأت في الصف السادس .. حينما درّسني العربيّة "دكتور جامعه" (وهو الذي كان يردد الجملة أعلاه كثيراً) .. و"حبّبني" بها بشكل لا يوصف .. لدرجة أنني كتبت كتاباً في بداية المرحلة الإعدادية بعنوان "كلمات مضيئة" يشمل كل قواعد "الهمزة" .. طبعاً الكتاب لم يُنشر لأنّه بالأصل لا يصلح للنشر .. فهو يفتقد للغة الأكاديميّة .. إنّما يمكن أن أنشره يوماً بعنوان (تعلّم قواعد الهمزة في خمسة أيّام):)
أضف إلى ذلك أنّ أبي (رغم اختصاصه الطبّي) يعتبر مرجعاً في اللغة العربيّة .. وكثيراً ما يلجأ له مدرّسو العربيّة وأساتذتها في قضيّة لغوية حينما يختلفون فيها .. وقد كانت اللعبة المفضّلة لي "ونحن نتنزّه" أن يسألني أبي عن "إعراب" بيت شعر .. أو "وزنه" ..

للأسف .. منذ دخلت الجامعة .. توقّف ولهي بقواعد العربية خصوصاً وأني أعيش في دولة لغتها مختلفة تماماً وأدرس مجالاً بعيد كلّ البعد عن "الأدب" و"اللغة" .. اللهم إلا حينما أختلط بنشاطات كليّة الاستشراق .. وقد أشرفت سابقاً على تدقيق لغوي لأحد الكتب التي ترجموها للعربيّة .. وكم اضطررت للاستفسار والبحث والسؤال والتفكير لساعات طويل بصواب "جملة" أو "كلمة" .. وكان إشرافي ذاك عبارة عن "خدمة" قدّمتها للمترجم دون أتعاب ..


ويبقى في الذاكرة "زخم" كبير .. يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى "سبيّة" تخطئ أو تصيب ..
حفّزني العلماني بردوده هنا أن أعاود قراءة الكتب الأكاديميّة في مجال اللغة العربيّة .. فالعربية بحر .. ما أمتع الغوص فيه ..

خوليو