لم تعد الأم "أما".. ولا حتي المرأة "امرأة" بمميزاتها وخصائصها الفسيولوجية والنفسية المتعارف عليها.
هذا اعتراف.. ورأي شخصي جدا لن يحصل عليه أي رجل بسهولة من امرأة!
لكنني أري من الضروري أن أتحدث بصراحة، وأوجه نقدا ذاتيا لبنات جنسي، في مواكب الاحتفال بعيد المرأة، وعيد الأم.
لن أخوض في القضايا الكبيرة.. ولكنني سأتعرض لأشياء صغيرة في حياة المرأة أصبحت عنوانا لما وصلت إليه حالة الأمهات.
النظافة.. المرأة المصرية لم تعد نظيفة، رغم توسع استخدام المياه، ووجودها داخل البيوت، بل حتي العشوائيات تم توصيل المياه إلي الشقق والعمارات بها، ومع ذلك زادت مظاهر الاتساخ، لدرجة أنك إذا جربت واستقللت مترو الأنفاق، أو تجولت في الأسواق، وداخل المحال، فلابد أن تسد أنفك حتي لا يغمي عليك من شدة انبعاث رائحة العرق من السيدات والفتيات.
وربما من منظور مقابل، قد لا يكون الوضع لدي الرجال بأفضل حال، لكن تركيزي علي المرأة لأنها كانت دائما وأبدا عنوان النظافة والاهتمام بهذه النواحي لديها ولدي أبنائها وكامل أسرتها.
الغريب أني دخلت مرة إلي محل للأنتيكات وبيع العطور في أحد المولات تبدو عليه مظاهر الفخامة، وهممت بالهروب مسرعة لأن البائعة التي أخذت تعرض علي تلك المنتجات رائحتها لا تطاق، وكأنها لم تستحم منذ شهور!
بل إننا إذا حاولنا التفحص في سيدات البيوت اللائي لا يعملن ولا يشتكين من قلة الوقت، وكثرة الجهد المبذول في المواصلات الذي من شأنه تعكير رائحتهن، فسنجد حالتهن علي نفس السوء والإهمال، وربما بدرجة أكبر.
فإذا كانت المرأة العاملة "تضطر" إلي الاهتمام بحالتها وشكلها يوميا وهي متوجهة إلي مكان عملها، فإن ربة المنزل لا تستيقظ إلا في وقت متأخر، وقد تنسي أن تغسل أسنانها ووجهها، وتمشيط شعرها، وتنهمك مباشرة من نومها في تحضير الطعام بالمطبخ، ويا لبشاعة منظرها وهي تفتح الباب لاستقبال أبنائها العائدين من المدارس، وزوجها عند رجوعه من العمل: فالشعر أشعث وغير مرتب، وجلابيتها كلها بقع، وكوكتيل الروائح الكريهة تنبعث منها، وقد تنهمك مجددا مع غذاء الأولاد ودروسهم ولا تتذكر نفسها إلا اَخر النهار، وربما لو سألنا الزوج سنكشف أن الحالة لم تكن أفضل ليلا!
هذه المظاهر السلبية هي من واقع ملاحظاتي الخاصة، ولا أدعي أنه لا توجد سيدات نظيفات و"زي الفل"، لكن الغالبية العظمي من الطبقة الشعبية والوسطي تنطبق عليها تلك الملاحظات.
أما الطبقة العليا فوضعها مختلف لأن درجة النظافة الشخصية للمرأة والأطفال والأسرة تعود مسئوليتها إلي الخادمات، خاصة الأجنبيات، وتتفاوت هنا درجة النظافة وفقا للحظ إذا صادف الحصول علي خادمات يتميزن بهذه الخصال.
قد يكون من السوداوية أن أختار تلك الأشياء الصغيرة السلبية للتعليق عليها ونحن نحتفل بعيد الأم، وبيوم المرأة المصرية لكنها أشياء صغيرة مؤثرة في حياتنا، والنقد الذاتي مهم في هذه المناسبات، لا لتعكير الصفو في الأعياد وإنما للتطوير وإصلاح النفس.. خاصة أن المرأة هي التي تربي الأجيال، وهي التي تعطي القدوة لأبنائها وللمحيطين بها، ولن نبحث عن تبريرات مثل عدم وجود المياه في جميع المناطق بشكل منتظم، أو عدم الإمكانيات لاقتناء العطور وغيرها، لأن السلوكيات الصحيحة لا تنتظر كل ذلك، وزمان كانت هناك "الشبة" وهي مادة تمنع العرق، ومازالت تباع لدي العطار حاليا وبأثمان رمزية.



انا مكسوفلكم يا بنااااااااات..............ااااااااااااففففف .....اية الريحة دى:lol22:



منقوول