{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
وداعاً رجاء النقاش
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
وداعاً رجاء النقاش
كتّاب مصريون يتحدثون عن رجاء النقاش: مكتشف نجوم وصاحب مساهمة مهمة في النقد والصحافة الأدبية
محمود قرني

14/02/2008

القاهرة ـ القدس العربي رحيل الناقد الكبير رجاء النقاش، ليس خسارة فادحة للنقد الأدبي فحسب، بل هو خسارة تحيق بمصر كلها، فرغم انجاز النقاش الباهر في حقل النقد الأدبي، إلا أن وجوده كصحافي ورجل عام، وكاتب مقالة رفيع المستوي وشديد التميز، جعل دوره يتجاوز العلم النقدي الأكاديمي والمدرسي في حلقات الدرس مشوقة الحدود والأطر، لينطلق بدوره الأشمل والأوسع ليتمثل نافذة لأجيال متصلة من المبدعين والنقاد والمفكرين من مختلف الأجيال والمجالات.
فقد ترأس النقاش تحرير الشهرية العريقة الهلال ، كذلك ترأس في سن متأخرة مجلة الدوحة التي قدمت برفقته أحداث الأجيال الشعرية آنذاك، حيث أطل جيل السبعينيات برأسه في بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي.
وكما يقول الدكتور محمد السيد سعيد لم يكن رجاء النقاش من رجال السياسة بالمعني المألوف، وكان علي الأرجح يخشاها ولذلك كان يسربها داخل الألحان أو الأشجان الأسلوبية لمقالاته وكتبه، ويفسر الدكتور سعيد ذلك الموقف بالخوف الذي يأتي في محله تماما، وهو علي كل حال لا ينطبق كلية علي مواقف رجاء النقاش الأقرب دائما إلي الحركة اليسارية شأنه في ذلك شأن معظم النقاد والكتاب الذين بزغوا في ظلال الناصرية التي تمثلت الصيغة القومية العربية في كل أطروحاتها.
فقلم رجاء النقاش النافذ لم يكتف فحسب بتقديم أول دواوين الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي مدينة بلا قلب عام 1958، بل قدم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش بينما لم يكن قد تجاوز السابعة والعشرين من عمره، كذلك قدم الروائي السوداني الكبير الطيب صالح، فضلا عن عشرات المقالات التي آزرت شباب الكتاب والكاتبات في رحلة ممتدة عبر أكثر من خمسين عاما.
خرج الكاتب والناقد الراحل رجاء النقاش في كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، وولد في الثالث عشر من شهر آب (أغسطس) عام 1934 بمحافظة الدقهلية بمدينة منية سمنود، ونزح إلي القاهرة بصحبة عائلته في سن مبكرة، تلك العائلة التي رفدت الحياة الثقافية بأسماء ذات قيمة رفيعة فهناك الشقيقات والأشقاء فريدة النقاش، أمينة النقاش، فكري النقاش، وحيد النقاش، وكلهم ينجز في حقل الثقافة.
قدم النقاش العديد من المؤلفات المؤثرة في النقد المصري والعربي مثل، أدباء ومواقف، في أضواء المسرح، في الثقافة المصرية، أبو القاسم الشابي شاعر الحب والثورة، محمود درويش شاعر الأرض المحتلة، نساء شكسبير، بالإضافة إلي السيرة الذاتية لنجيب محفوظ التي أنجزها قبل أن يشتد عليه المرض.
ونحاول هنا أن نستطلع آراء شريحة من كبار الكتاب والنقاد الذي أثروا وتأثروا برجاء النقاش.

سيد المنازلات والمعارك
عبدالمنعم تليمة

كان رجاء النقاش طرفا ملموحا في المنازلات والمعارك الفكرية المشهودة في آفاق الهوية المصرية والحركة القومية والثقافة العربية، ونهض بدور ثابت في تأسيس الصحافة الأدبية والفنية وترأس تحرير أعرق الدوريات العربية الثقافية، لكن منجزه الساطع الباقي في حقل النقد الأدبي، وهو في هذه الساحة من أعلام السباقين إلي التقديم والتقويم.
اتصل رجاء النقاش اتصالا حميما بأنظار الأجيال الثلاثة التي سبقته وعلمته، وكان أعلام تلك الأجيال قد تفتحوا ـ بأصالة ـ علي الأصول التي أثمرها العلم الحديث في تحديد البنية الثقافية والعوامل التاريخية الاجتماعية الفعالة في تكوينها وتطورها، وفي درس الفن نقد الأدب.
يصدر رجاء النقاش في عمله النقدي عن الجوهري المشترك في تلك المقاولات والأصول مع التزود الدائب بالجديد في المذاهب والمناهج وطرائق التعبير، وهو ـ النقاش ـ في الحقيقة من أصحاب ما سماه الرواد المنهج التاريخي الذي يعتمد علي النفسي والروحي والفكري ثمرات لعوامل تاريخية اجتماعية ثقافية، والذي يستند ـ في التطبيق والتعامل مع الأعمال الأدبية والفنية ـ علي ذائقة جمالية مدربة وتخليص الانطباعية النقية من الذاتية والهوي.

المعرفة مفتاح الحب
أحمد عبدالمعطي حجازي

رجاء النقاش خُلق ليحب ويكتب، أعني لينتصر للخير والعدل والمال والحرية، ولا شك أنه وجد نفسه في الكلمة التي قالها الروائي الفرنسي رومان رولان عن الكاتب النمساوي ستيفان زفايج، ونقلها عنه رجاء وهو يتحدث عن هذا الأخير في كتابه أدباء ومواقف الصادر عن المكتبة العصرية في لبنان: يقولون إن الحب هو مفتاح المعرفة، وهذا صحيح بالنسبة إلي ستيفان زفايج، ولكن العكس صحيح أيضا، إن المعرفة مفتاح الحب، إنه يحب بالعقل، ويفهم بالقلب .
رجاء النقاش يحب ويكتب بكل كيانه، وهذا ما قصدته وأنا أتحدث عن التزامه.
الالتزام الذي قصدته ليس الالتزام السياسي أو المذهبي الذي كنا نتحدث عنه في الخمسينيات والستينيات، وإنما هو هذا الالتزام التلقائي الذي يندفع إليه الإنسان للوقوف الي جانب القيم التي يقدسها حين يراها مستباحة أو مهددة.
هكذا يعلن رجاء النقاش في التمهيد الذي قدم به كتابه الأول في أزمة الثقافة المصرية الصادر في كانون الثاني (يناير) 1958 عن دار الآداب في بيروت أن كتابه ليس مجرد كتاب، وإنما هو محاولة للمساهمة في عملية المراجعة التي تهدف إلي التغيير والتبديل، ومن هنا فلم يكن تاريخ الحركة الثقافية فيه مستقلا عن تاريخ الحركة الاجتماعية .
ورجاء في هذا الكتاب كما هو في كتبه جميعا ناقد متحمس يناصرمن يحبهم، ويحب من يدافعون مثله عن الإنسان في معركة البقاء كما يقول عن محمود أمين العالم وعبدالعظيم أنيس.
وقد استطاع صلاح عبدالصبور أن يكشف في كلمته الجميلة التي ظهر بها غلاف هذا الكتاب عن العلاقة الحميمة بين الحياة والكتابة عند رجاء النقاش.
وبالنسبة لي فقد أصبحت علاقتنا ـ أنا ورجاء ـ شرطا من شروط حياتي وربما أصبحت كذلك بالنسبة له، كأني صرت فردا من أفراد أسرته، رحم الله رجاء النقاش.

نبوءة رجاء لا تخيب
جابر عصفور

كان واضحا منذ البداية، أن نبوءات رجاء النقاش قادرة علي اكتشاف معدن الشعر الأصيل، فهو الذي يضع يديه المرهفتين عليه بالكتابة عنه والتقدير له منذ البداية.
وهكذا، كان أول من كتب بإسهاب وعمق وتفصيل عن أحمد عبدالمعطي حجازي، وأول من ناقش، في مرارة، نازك الملائكة في أفكارها عن القومية، وأول من أسرف في الهجوم علي الحزب القومي السوري في هويته الفينيقية، وهو الهجوم الذي جمع في الرفض ما بين الدعوة الفينيقية والرموز التي استخدمها الأدباء القوميون السوريون في كتاباتهم، حالمين بإعادة فينيقيا التاريخ والرمز إلي الوجود، ورأي رجاء في مثل هذا الحلم بذرة من بذور الشر في حياتنا الأدبية والسياسية.
وكان طبيعيا ـ في ذلك الوقت ـ أن يتركز الهجوم علي أدونيس، أبرز شاعر قومي سوري في ذلك الزمان، وأن يحلل الناقد ـ في رجاء ـ قصائد أدونيس التي تقدم صورة كئيبة للحياة، وحلما دمجيا بالعودة السعيدة الي فينيقيا القديمة.
وكان ذلك عبر أربعة مقالات بالغة الدلالة والأهمية بعنوان القوميون السوريون والأدب نشرها رجاء بعد ذلك في كتابه أدب وعروبة وحرية .
ولم يتخل رجاء النقاش عن منظوره القومي الذي دفعه إلي الاهتمام البالغ بالمأساة الفلسطينية ـ جرح العرب النازف ـ والكتابة عنها، ومرة ثانية تظهر في أفق رؤيته النقدية للإبداع الفلسطيني قدرته التنبؤية الفائقة علي اكتشاف عروق الذهب الصافي في شعر هذا الإبداع، ولذلك كان احتفاؤه حماسيا بشعر محمود درويش الذي كتب عنه مقالاته التي فتنتنا حين نشرها متفرقة، وحين نشرها كتابا، وهو الكتاب الذي كان مدخلنا الي معرفة أعظم شعراء فلسطين بلا منازع.

أحببنا جرأته في الحق
خيري شلبي

لكم أحببنا ـ نحن قراء ذلك الجيل ـ هذا الشاب الفتي النابه الجريء الحاد في قول الحق رغم وداعة مظهره، والحياء الذي لا يني يصبغ وجهه القمحي بعصير الفراولة، أحببنا حتي اسمه رجاء النقاش حفظته أعيننا بجميع ألوان الخطوط من الرقعة إلي النسخ إلي الثلث.
تداولنا كتابه الاول عن أزمة الثقافة المصرية الصادر عن دار الآداب، كأنه كنز ثمين يخصنا نحن، تابعنا صعوده علي صفحات جريدة أخبار اليوم حيث المقال صفحة كاملة في النقد الأدبي، الملاحق للواقع الثقافي الحي، المساهم في بنائه الموسع لمعني الثورة بفتح آفاق مترامية الاطراف للثقافة، ثم انتقل رجاء النقاش إلي جريدة الجمهورية فانتقلنا معه، ثم انتقلنا إلي دار الهلال رئيسا لتحرير مجلة الكواكب الفنية فقام بتطويرها ومنحها ثقلا ثقافيا دون أن يخرجها عن طبيعتها الفنية، وهذه في حد ذاتها قدرة استثنائية في بعض الموهوبين من ابناء صاحبة الجلالة، إلا أنه سرعان ما انتقل إلي المقعد الذي يلائمه ويستوعب طاقاته الكبيرة، اصبح رئيسا لتحرير الشقيقات الثلاث: الهلال، روايات الهلال، كتاب الهلال.
الحق يقال، لقد بذل جهودا عظيمة في تحديث هذه السلاسل الثلاث وربطها بالواقع الثقافي العالمي الراهن، نهض بمجلة الهلال ، وجدد شبابها، فتح روايات الهلال علي ترجمات حديثة وكاملة ودقيقة لدور الأدب العالمي الحديث، ولروائيين مصريين وعرب محدثين، نقل كتاب الهلال من الموضوع التقليدي التراثي إلي آفاق أوسع في الأدب والفكر والعلم والاقتصاد والسيرة الذاتية.
ولرجاء النقاش دور عظيم في حركة الشعر العربي الحديث ليس فحسب لأنه قدم لديواني عن القمر والطين لصلاح جاهين و مدينة بلا قلب لحجازي وإنما لأنه واكب الحركة بالنقد والإسهام النظري والتشجيع والترشيد ويشهد علي ذلك كتابه ثلاثون عاما مع الشعر أما بقية كتبه الكثيرة فتشهد له بأفضال أخري جمة.

مقاله تجسيد للحاضر
أحمد درويش

المقال الأدبي عند رجاء النقاش يمثل هذا النمط الحي في الكتابة الأدبية النقدية الصحفية في أرقي صورها، ويأخذ مكانه في تجسيده للحاضر الأدبي والنقدي وفي تمثيله للماضي، عندما يواصل الزمن مسيرته محتفظا من ذلك الحاضر بافضل عناصر تمثيله، وهذا النمط من المقالات يقدم لقارئه نصا متكاملا تتجاوب فيه المتعة مع الفائدة، والعناصر الآنية المتغيرة مع العناصر الثابتة الباقية، والمادة الأدبية التي توجد في الموضوع المدروس، مع المادة التاريخية والفلسفية والتراثية المنتمية إلي الفكر المحلي أو الإقليمي أو العالمي مع محاولة مستمرة لمربع حرارة الواقع الذاتية العاطفية، برصانة الحقائق الموضوعية وعملية المزج بين هذه العناصر الكثيرة، لا تبدو أمام القارئ إلا من خلال منتج متكامل قد يصعب الفصل بين عناصره المكونة له، إلا إذا حاولنا إعادة تفكيكها، ومعرفة ما حاول الكاتب ان يصنعه وهو يجمع الفسيفساء المتفرقة أمامه ليشكل منها لوحته المثالية.
وقد يكون كتاب رجاء النقاش ثلاثون عاما مع الشعراء واحدا من النماذج الطيبة للمقال الأدبي النقدي المتنوع، وهو في ذاته صالح لإلقاء نظرة عليه لملاحظة جانب من عملية التكامل والنسيج في بنية المقال، والكتاب معا.

الزاهد الأعظم
فريدة الشوباشي

أعتقد أن سر القوة التي كان يتمتع بها رجاء النقاش هو زهده العجيب في كل مغريات الدنيا، إنه يقول كلمته ويمضي دون انتظار لشكر أو جزاء، وأيضا دون خوف أو رهبة ما دام يعتقد فيما يكتبه، ومن هنا لم يكن غريبا ان يثور البعض، وما أكثر المتشدقين بالديمقراطية منهم، لنقد النقاش لأنه يعلم أن قلمه يحظي بمصداقية نادرة، وأنه، علم من أعلام حياتنا الثقافية والأدبية، وإذا قلنا رجاء النقاش، فنحن نقول حياة حافلة بالعطاء، وكأنه نهر كريم يمنح ولا يأخذ.

تلميذ محمد مندور
إبراهيم عبدالمجيد

رجاء النقاش هو بامتياز تلميذ محمد مندور النابه، بل هو العلم الكبير في هذه المدرسة النقدية العظيمة التي كانت تدرك أن النقد الأدبي موجه إلي القارئ بقدر ما هو موجه للعمل الأدبي، ومن ثم تجعل في النقد ما يثير المتعة والخيال الأدبي، ومن ثم تجعل في النقد ما يثير المتعة والخيال بقدر ما يثير المعرفة والتأمل، بما يعنيه ذلك من لغة عذبة، سلسلة، وعرض للأفكار يجد طريقه بسرعة الي العقل، ويستحوذ بدقته، وعذوبة لغـــــه علي العقل والقلب معا، وهذا ليس بالأمر الســــهل، بل يحتاج دائما من الناقد الي ثقـــــافة عميقة بموضوع نقده والجنس الأدبي أو الفني الذي ينقـــــده، وثقافة عميقة أيضا بتاريخ هذا الجنس الأدبي، وبالمجتمع وتطوره السياسي والثقافي والأخلاقي، ومن ثم فالنقاــد من نوع رجاء النقاش، وهم قليلون جدا، بعد أن رحل الرعيل الاول منهم مندور ولويس عوض ومحمد غنيمي هلال وعلي الراعي وعبدالقادر القط وشكـــــــري عياد، وأخيرا النقاش، هذا النوع من النـــــقاد لا يمكن فصل ما يكتبه عما يفعله، سواء كان يعمل بالصحافة أو بالجامعة، انهم اصحاب الرسالات الفكرية والنقدية، وهم اكثر الناس اكتمالا، وهم في كل الأحوال متواضعون في علاقاتهم بالآخرين، بسطاء في تعاملهم، غير متكلفين، يأسرونك من أول لحظة بلطفهم القادم من علمهم الغزير وشعورهم العميق بالإشباع الناتج عن هذا العلم.

02-14-2008, 03:15 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
وداعاً رجاء النقاش - بواسطة بسام الخوري - 02-13-2008, 10:55 AM,
وداعاً رجاء النقاش - بواسطة بسام الخوري - 02-14-2008, 03:15 PM
وداعاً رجاء النقاش - بواسطة بسام الخوري - 02-18-2008, 02:31 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رجاء عالم‮.. ‬النص البصمة سيناتور 1 877 10-25-2007, 08:01 PM
آخر رد: سيناتور

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS