Arrayاليس العراقيون يعانون الان اكثر بشكل مزدوج في ظل الاحتلال و تسلط المليشيات الدينية المتخلفة على رقابهم .
ألم تزد معاناتهم اضعافا مضاعفة و لا يعني أن الاقلام تجف و ترفع الصحف لأن السفاحين الان من مذهبك
ممكن ان احترم رأيك لو كنت موضوعيا و قرنت لعنك لصدام بلعن الاحتلال الامريكي و أزلامه من العملاء و الخونة المتسربلين بالدين .
ساعتها ستكون وطنيا عراقيا يخشى على وطنه و بعيد كل البعد عن اي تعصب طائفي بغيض يعمي البصر و البصيرة .
اما و الحال انك تلتفت الى الماضي و تتغاضى عن مآسي الحاضر
فثق يا سيد ان اراءك لن تلقى سوى الازدراء و احيانا كثيرة الشفقة على بلد يسير نحو المجهول .
ثق ان العربان الذين تهاجمهم في ردودك يحملون من الغيرة و الخوف على مستقبل العراق ما لا تحمله انت و لا من هم على شاكلتك لانهم يحبون العراق القوي الموحد الحر المستقل فيما تفضله انت طائفيا دينيا مقسما و محتلا .
[/quote]

أعرف جيدا ان طريقتك في الرد هي الطريقة المثلى للهروب الى أمام، فمدرسة "الاتجاه المعاكس" خريجوها اليوم بالآلاف.

اذا نبشت في عظام صدام فأنا طائفي.. وإذا شتمت المالكي فأنا وطني، هكذا تلقن الدروس في هذه المدرسة، بل هذا هو الدرس الأول.

اطمئنك يا سيدي انني لست من مؤيدي الاحتلال ولا تربطني بالمليشيات الطائفية أية روابطة، فأنا العن الاحتلال والحكومات التي جاء بها وكل عصابات القتل من كل المذاهب بنلاندية كانت أم صدرية، كما العن حثالة العرب التي تسللت من المغرب وتونس والاردن وسوريا وغيرها من الدول الحاقدة عبر أجهزة مخابراتها لتفجر نفوسها المريضة في الأسواق والأماكن العامة باسم الجهاد والمقاومة.
واطمئنك أيضاانني كنت من أشد المعجبين بصدام قبل أن يرفع القناع عن وجهه ويظهر على حقيقته مجرد دراكولا معاصر، بل كنت كغيري من البعثيين المؤمنين قبل أن يتحول هذا الحزب الى فرع من فروع جهاز المخابرات ينتظرون متى يتسلم دفة القيادة، ويا ليت تلك الساعة لم تحن، فمنذ جلوسه على العرش وهو لا يجيد لغة غير القتل والغزو وشن الحروب في كل الاتجاهات.

وأتفق معك ان البلد يسير نحو المجهول والسبب ببساطة هي سياسات الصنم الذي تعبدونه، فهو الذي هيأ كل الظروف الدولية للغزو، وأول هذه الظروف اسناد جبهات الدفاع عن العراق بوجه الغزو للنسايب والمحاسيب وليس للرجال الأكفاء الذين أبعدهم واحدا واحدا مسكونا بهاجس التأمر عليه، وهكذا سقطت بغداد لأن قائد الحرس الجمهوري وهوابن عم الشهيد العظيم باع مفتاح عاصمة الرشيد للأمريكان مقابل حفنة من الدولارات، وهو الآن يقيم في بلد العم سام.

ونقطة الخلاف الجوهرية معك هي العربان وستظل العربان، فهم لو تركونا وشأننا نحن العراقيين بدل أن يحشروا أنفسهم بوقاحة وبجاحة وحتى بتفاهة بيننا لكنا اختصرنا الكثير من الوقت والجهد.

وأعجب ما أعجب من هؤلاء العربان انهم يزايدون على العراقي في حب العراق.
أنا كعراقي أحب العرب وأحب الدول العربية وأتمنى لها كل الخير لكنني لا يمكن أن أحب العرب أكثر من شعبي العراقي الحبيب أو أحب الدول العربية أكثر من العراق ملعب الصبا الساكن في القلب والروح.
من يدعي انه يحب العراق أكثر من العراقيين دعي وكذاب لأنه في الحقيقة يحب الصنم الذي ديس بالاقدام وليس البلد الرمز.
حب الوطن يبدأ من الحي والمدينة والناس والشعور بمشاعر الآخرين والفرح لفرحهم والحزن لأحزانهم، وقد أثبتت الأحداث ان العربان لا يعرفون هذا النوع من الحب.