شكراً يا "طيف" ...:redrose:

مزعجة جداً هذه الحساسية التي يتعامل بها العراقيون في هذا الموضوع (انكي، أبو ندى، وخصوصاً زكي العلي) مع محاوريهم. المزعج أكثر أنهم يتحدثون عن العراقيين وكأن العراق مفصول عن دول الأرض جميعها، وكأن أبناءه متفقون على خط سياسي واحد، وفقط هم الأغراب والأجانب الذين يعيثون فساداً في العراق. مع العلم أن لدينا مثل "طيف" في هذا النادي، ولدينا أعضاء عراقيين يدينون الاحتلال الأمريكي الأخير بل ويرون أن "نظام صدام حسين" أفضل ألف مرة من هذا النظام الذي أتى على دبابة أمريكية إلى بغداد قبل بضع سنوات (الزميلة "مريم" مثلاً).

العراقيون أنفسهم، وهذا واضح جداً لمن ينظر إلى الساحة العراقية اليوم، غير متفقين على رأي سياسي واحد. فهم مختلفون في الأيديولوجيات والتوجهات والانتماءات الحزبية والطائفية والعرقية الإثنية. بل ان منهم من يحارب كي يرى عودة النظام السابق، ومنهم من تعجبه إرهاصات الديمقراطية الحالية، ومنهم من يؤسس لدولة إسلامية سنية، ومنهم من يريد أن يرى العراق امتداداً لحكم "ولاية الفقيه" الفارسية، وآخرون ينشطون في سبيل عراق اشتراكي أو قومي أو "بطيخي" ... و"لو شاء ربك لخلق الناس أمة واحدة" (الآية).

موقف العرب من العراق لا يختلف عن موقف العراقيين أنفسهم من بلدهم، فمن العرب من أيّد الاجتياح الأمريكي ومنهم من ندد به ونبذه. من العرب من يرى صدام حسين ديكتاتوراً دموياً ومنهم من يرى فيه شهيداً بطلاً. من العرب من يتنكر "لعروبته"، ومنهم من يرى أنها المصدر والمآل. من العرب من تعشش برأسه الطائفية ومنهم من نبذها خلفه وراح يسير قدماً نحو "الوطن".

الموقف من العراق مختلف إذاً، ومن حق أي واحد منا أن يتخذ الموقف الذي يريده مما يحدث في هذا البلد (أو في فلسطين أو في بلاد الواق واق). ومن حقه أن يعبر عنه في هذا النادي بحرية، ما زالت حريته تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، أو بتعبير تقني أكثر، ما زال ملتزماً "بوثيقة النادي". ولكن ما يحدث هنا هو العكس، فبعض الزملاء يحسب أنه يملك الحقيقة المطلقة التي لا يأتيها الباطل من خلفها أو من أمامها أو حتى من "بين رجليها". لذلك تراه ينهال على محاوره تقريعاً وشتماً وكلمات جارحة كلما "لوّح كلب بذيله".

طبعاً، ما يحدث ليس جديداً، ولكني أعتقد بأننا لو أردنا الحوار حقاً، ولو أردنا التعبير عن آرائنا وإيصالها إلى الآخرين، فإن ذلك عليه أن يمر "بقناة هادئة" و"أسلوب متزن" "وطرح رشيق" و"ووجهة نظر معتدلة" قائمة على احترام المحاور مهما كان توجهه معاكساً. وجهة نظر لا تهتك عرضاً ولا تحقّر زميلاً ولا تشتم نداً. فسبل الشتم والسباب والتنابز بالألقاب و"الرقص على واحده ونص"، لا تنفع أصحابها. بل لعل القاريء، شيئاً فشيئاً، سوف يحتقر من يتعامل بهذه الأدوات ولا يعود يلتفت إلى ما يقول. هذا مع الملاحظة بأنني أقول ما أقول لنفسي قبل أن أقوله للآخرين، وأرى الخشبة في عيني قبل أن أرى "صلعة بسام الخوري":)(هذا ليس اعتداء على "أبو رياض" ولكن الحديث ذو شجون .. وهاي ورده لبسام الخوري :redrose:-).

اقتضى التنويه ...

واسلموا لي
العلماني