بسم الله الرحمن الرحيم

وعاد زميلنا (Enki) الى أفكاره الفلسفية!

شلونك عيني...

يقول: "لماذا خلق الله العالم في هذه اللحظة ولم يخلقه في اللحظة السابقة او اللاحقة؟"

Array
نعود الان الى نظرية الانفجار العظيم فنقول ان البداية الزمانية التي تتكلم عنها النظرية ليست من نمط الزمان المطلق بل هي بداية للزمان فقط مثلما ان اليوم له بداية والشهر والسنة ... ان لحظة الانفجار العظيم لاتعدو ان تكون اقدم لحظة معروفة لنا في سلسلة تطور الكون المستمر ومجمل البحث الحالي هو حول وضع النظريات لما حصل قبل الانفجار العظيم والنظريات الحالية تشير كلها الى ازل الزمان وازل العالم معها وان سبب تأخر هذه النظريات هو عدم وجود نظرية تثاقل كمي مكتملة ولكن نحن لسنا في الظلام تماماً فهناك الكثير من النظريات التي تخبرك بما كان موجود قبل الانفجار العظيم ... ولكن هذا موضوع اخر.
[/quote]

كيف استنتجت من القرآن ان الله خلق الكون في هذه اللحظة بالذت ولم يكن هناك كونا آخر مخلوقا في وقت سابق، ثم انهار ذلك الكون وأعاد الله صناعته من جديد؟

"وهو الذي يبدؤ الخلق ثم (((يعيده))) وهو اهون عليه (((وله المثل الاعلى في السماوات والارض))) وهو العزيز الحكيم" (الروم 27)

ما نفهمه من الاية اعلاه ان الله يبدؤ الخلق ثم يعيده. والكون مخلوق. يعيده تعني يكرره. وفي القاموس، يعيد: يكرر؛ كان المعلم يقرأ والتلامذة يُعيدون. وأغلب المفسرين فسروا مصطلح "يعيده" على انه التكرار، كما هو في القاموس. بداية واحدة ثم تكرار. "وله المثل الاعلى في السماوات والارض" بما يعني ان الكون الذي نعيش فيه ليس الاول، وإنما هو مكرر. ولو كان هو الاول لما ضرب الله به مثلا. وبالتأكيد لن يكون الاخير:

"يوم نطوي (((السماء))) كطي السجل للكتب (((كما بدانا اول خلق نعيده))) وعدا علينا انا كنا فاعلين" (الانبياء 104)

والاية في الاعلى واضحه، ستنهار السماء بما فيها، "اذا السماء انفطرت، واذا الكواكب انتثرت"، وسيعيد الله انشائها من نقطة الصفر مرة أخرى.

"يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار" (ابراهيم 48).
الاية واضحه وضوح الشمس. فالارض المقصودة في الاية غير الارض التي نعيش عليها، والسماء ليست السماء التي نراها. مما يعني تبدل الكون، كما بدانا اول خلق نعيده.

والان على ماذا تعترض؟ فإن قلت تريد نقطة البداية، قلنا الدائرة ليس لها بداية. والافلاك في السماء ليس لها نقطة انطلاق. والالكترون يدور حول النواة في مداره بشكل دائري مستمر. وفصول السنة تسير بشكل دائري، من الشتاء الى الصيف ثم إعاده. وكل شيئ في الكون يسير بشكل دائري. وان قلت أين كان الله قبل خلق الكون لأول مرة، قلنا ان الله ليس جزءا من الكون. الكون مخلوق والله هو الخالق. "الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان يخلق مثلهم". الكون فاني والله هو الازلي. وإن سألت من أين جاء الله بالمادة التي خلق بها الكون، الجواب انه ثبت في العلم التجريبي ان الطاقة تولد المادة، "ثم استوى الى السماء وهي دخان". والقوة تولد الطاقه، "ان القوة لله جميعا". ومثال على ذلك، الضغط الجوي يولد الرياح، الضغط قوة والرياح طاقه. والاحتكاك يولد الحرارة، الاحتكاك قوة والحرارة طاقة. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. وإن كررت قولك باستحالة الخلق من العدم، قلنا اساس الارقام هو الصفر، والصفر عدم، وان اهملته لا تحصل على نتيجة صحيحة. فتأمل أيها الملحد.