Array ولغاية الآن بعمل كده ـ لأن الموضوع مش هزار وممكن أي واحد ابن هبلة لو عرف إني رافض الدين ممكن يقتلني أو يسيحلي ويضيع مستقبلي أو يأثر على حياتي ,[/quote]

لا داعي من الأساس أن تشعر وكأن هناك خصومة بينك وبين المجتمع أو بينك وبين الدين. أخذت موقف عقلاني من الدين فهذا موقف يخصك وربما هو موقف ينم عن أنك وصلت لمرحلة عقلية لا يقدر أن يستوعبها غيرك ولا يجب أن تظلم الناس بل ترأف بهم فالدين كثيراً ما يكون سلوان للبعض منا. اللادينية ليست صورة أخرى من صور الدين حتى تتعاطى معها وكأنها خصم الإسلام بل كل ما في الأمر أنك ارتقيت عقلانياً ووصلت لهذا المستوى. ماذنب غيرك ممن هم متقزمون؟ أيصبح القزم عملاق بأمر كن فيكون؟ لا يحدث..

Arrayمفارقة غريبة .. نفس العبارات اللي كان محمد بيستخدمها لخداع عقول الآخرين أصبحت بتنطبق على كثير من اللادينيين , المشكلة إني وجدت نفسي في كثير من الأحيان ملزم بتطبيق بعض شعائر الإسلام كالصلاة ـ وأحيانًا بالمسجد roll.gif ـ وصلاة الجمعة المملة اللي بكون قاعد فيها ملزم بإظهار الهدوء والإنصات للخطيب [/quote]

عندي ظن أنك تضطر للذهاب للمسجد إرضاءًا لرغبة الأهل. كان بودي أن أقول لك لا تجبر نفسك على شيء لا تريده مع الاحتفاظ بالاحترام للمسجد وشيخ المسجد. لكن هذا ليس ذنب شيخ المسجد. الرجل يؤدي وظيفته ومشكور على أنه يحقق ذاته بعمله ويجب أن نحترم هذا. لذلك، أميل لأن أقترح عليك عدم الذهاب قدر المستطاع لمكان أنت من الأساس لا تستريح فيه أو إليه. ولكن في الوقت نفسه وحتى لو اضطررت لسبب أو لآخر للذهاب للمسجد، ليتك تعمل مثل أصدقائي اليهود. لي أصدقاء يهود لا دينيين ويشتركون في طقوس الصلاة بالكنيس ومع ذلك لا دينيين. طقوس الصلاة اليهودية له تعبر عن تضامنه مع الجماعة اليهودية وهذا عندي النبل بعينه. يمكن أن تفعل مثلهم تذهب للمسجد وتشترك معهم لا عن قناعة ولكن عن رغبة في التضامن فالدين ليس أمر عقلاني أو أن هناك أي دعوة صادقة لعقلنته وإنما الدين هو مسألة ولاء وانتماء. ما يريد المسلم أن يشعر به هو أنك عندك "ولاء" للجماعة ولا أعتقد أن هذا صعب عليك ويجب أن تخاطب الناس على قدر عقولهم. أنا لست مسلم ولكني ارتددت عن دين الإسلام منذ 20 عام ولكني نضجت بعد سفري لأميركا وتعلمت أن أحترم الإسلام وربما أقدر نقاط الجمال في الإسلام. عدت بنوع ما عودة مجازية للإسلام وفيها تقدير لمشاعر الناس وعواطفهم وانتماءاتهم. القديس فرانسيس الأسيسي كان يقول للحية أنت أختي! ألا نتعلم منه ونؤمن بمؤاخاة جميع الناس والحرص على التضامن معهم؟ يمكنك أن تفعل هذا ولكن هذه المرة برغبة صادقة لا عن "نفاق" أو لأنك مجبور.

ما أتمناه منك هو أن تعمل مثل أصحابي اليهود والذين قد لا يقتنعون عقلانياً باليهودية ولكن تعلموا تقدير تراثهم. هذا هو تراثك وتراث أبيك وأجدادك ويجب احترامهم وحبهم في شخص هذا التراث الإسلامي بكل ما فيه من إيجابيات لا أن تنظر للمرارة وتسمح للناس هنا أن تشحنك شحنات غضب ومرارة وتتعامل مع الناس من منطلق الغضب. انتماؤنا للمعتقد هو أمر وجداني ولا تحتاج لبرهنة شيء لأحد ما وعليك فقط، في رأيي، أن تشعر بالناس. أخشى عليك أن تواجه صعوبات مثلما واجهت في صغري وتندم على التسرع. أتمنى لك السعادة في كل ما تقبل عليه وتسعد فيها مع أهلك وعشيرتك المسلمين.